في مهرجان «كان» 2022: «بقشيش» فيلم عن قاض وهمي وامتيازات لا حدود لها !

في اقتباس السينما من الأدب كثيرا ما تكتمل الصورة وتتعدد مفردات الجمالية سيما إذا عثرت كاميرا السينما المبدعة على نص جميل وطريف.

وقد نهل فيلم «بقشيش» للمخرج حسان المرزوقي من قصة «جنون أستاذ» للأسعد بن حسين موضوعه ومداراته ... فاستحق العرض في مهرجان «كان» 2022.
تم اختيار الفيلم الروائي القصير «بقشيش» للعرض ضمن «ركن الفيلم القصير» في مهرجان كان السينمائي في دورته 75.
إبداع في لقاء المخرج حسان المرزوقي والقاص الأسعد بن حسين
في علاقة تكامل وتصالح بين الأدب والسينما، أنتج المركز الوطني للسينما والصورة على هامش أيام قرطاج السينمائية 2021 أربعة أفلام قصيرة مقتبسة من المدونة الأدبية التونسية. وقد حملت هذه الأفلام العناوين التالية :«أقرا» و»سلوى» و»بقشيش» و»دبوس الغول». وتم اقتباسها من قصص تونسية جاءت كلها بتوقيع مدير بيت الرواية الأسعد بن حسين باستثناء فيلم «دبوس الغول» الذي اقتبس نصه من قصة علي الدوعاجي.
وقد اقتبس المخرج حسان المرزوقي سيناريو فيلمه «بقشيش» من قصة «جنون أستاذ» للقاص الأسعد بن حسين. وفي بطولة للفنان منعم شويات يدعونا الفيلم إلى متابعة قصة شيقة وطريفة عبر شاشة سينمائية خفيفة الظل والروح.
في «بقشيش» يطالعنا البطل وهو يفتش ككل الفئات المتوسطة والمسحوقة عن منزل للإيجار في موقع محترم وبثمن متواضع يناسب الدخل والميزانية. وبالرغم من عسر هذه المعادلة في زمن الصعود الصاروخي لأسعار العقارات على وجه البيع أو الكراء، تنفتح أبواب الحظ فجأة في وجه الرجل ليعثر على ضالته بأبخس الأثمان. بل إنّ سيل النعم لم ينقع وانهمر «الخير» من كل حدب وصوب حيث أصبح البطل موضع تقدير وتبجيل من الجيران وسكان الحي وحتى بائع الخضر !
وفي غمرة النشوة بهذه الحياة الهنيئة والرفاهية المريحة التي تشبه الحلم، استفاق البطل على الحقيقة المرة بحجم الصدمة ووجد نفسه في ورطة أمام أعوان الأمن. فلقد ذهب في ظن الجميع أن بطل «بقشيش» يزاول مهنة القضاء بينما هو في الحقيقة أستاذ تعيلم ابتدائي. وذلك بسبب احتفاظه بشارة القضاء على بلور سيارته الأمامي والتي سبق وأن اشتراها من عند قاضية. فذهبت كل امتيازات القضاء هباء وضاعت كل المكاسب سدى !

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115