اليوم على موجات إذاعة المنستير ومن تأليف محمد المي: «زين العابدين السنوسي» مسلسل إذاعي في دور تأريخي

إنّ «الأذن تعشق قبل العين أحيانا»، ويبقى للدراما الإذاعية سحرها وسلطتها في مخاطبة العقول ومداعبة الخيال دون تأثر

بإغراءات الصورة وجمالية الإضاءة ودلالات الديكور... وإلى اليوم تصمد المسلسلات «المسموعة» أمام أضواء التلفزيون سيما وإن كانت تتوفر على قدر كبير من التشويق وحسن الأداء والإلقاء...وفي هذا السياق تقترح إذاعة المنستير على مستمعيها مسلسلا من تأليف الكاتب والباحث محمد المي في تكريم لذاكرة ومسيرة زين العابدين السنوسي.
على الساعة الخامسة والربع مساء، تشرع اليوم إذاعة المنستير في بث حلقات مسلسل «سي الزين» (زين العابدين السنوسي) في إخراج لمحمد علي بالحارث، وفي إنتاج مشترك مع مركز الفنون الدرامية والركحية بالقيروان.
صحفي حرّ ومؤرخ للأدب
العمل إعادة اعتبار إلى علم من أعلام الثقافة التونسية وإحياء لذكرى أديب وصحافي قدّم الكثير لهذا البلد، تدعو إذاعة المنستير إلى مرافقتها في رحلة شيقة على موجات الأثير للتعرف على الشخصية المؤثرة في تاريخ تونس زين العابدين السنوسي. وقد كتب محمد المي سيناريو هذا المسلسل الإذاعي بشغف وحماس كبيرين وهو المطلع على تفاصيل حياة هذا الرجل العظيم والمتمعن في مواقفه الشجاعة وآثاره الخالدة ... وقد سبق للمؤلف محمد المي أن كرّم زين العابدين السنوسي في ندوة فكرية مرفوقة بكتاب توثيقي من خلال حلقات منتدى الفكر التنويري التونسي في شهر ديسمبر 2021.
وعن فكرة كتابة مسلسل إذاعي يتناول قصة حياة زين العابدين السنوسي، قال محمد المي في تصريح لـ «المغرب» : « باقتراح من مركز الفنون الدرامية والركحية بالقيروان ومديره حمادي الوهايبي وبالتعاون مع إذاعة المنستير، أردت تكريم زين العابدين السنوسي من خلال عمل درامي إذاعي والتذكير بتاريخه والتعريف به لدى الأجيال الجديدة. إنه ذلك الوطني الشهم والصحفي الحر الذي رفض الجاه والسلطان مقابل ابتعاده عن الأدب، حيث تزوج الأميرة آسية ابنة محمد باشا باي الثاني فأراد الباي تعيينه في رتبة «قايد» (وال) لكنه رفض وأعاد النيشان الذي أنعم به عليه الباي في الوقت الذي كان يتهافت فيه الكثيرون للحصول على تسمية من الباي. في المقابل، تفرّغ السنوسي لنشر الثقافة التونسية فنشر كتاب الخيال الشعري عند العرب للشابي ونشر كتاب العمال التونسيون وظهور الحركة النقابية ونشر أول مختارات شعرية تونسية عنوانها: الأدب التونسي في القرن الرابع عشر...».
مركز الفنون الدرامية والركحية بالقيروان يساهم في توثيق الذاكرة
في بادرة حسنة انخرط مركز الفنون الدرامية والركحية بالقيروان في تشجيع صناعة الأعمال الدرامية الهادفة ودعم محاولات توثيق الذاكرة الوطنية في مسلسلات إذاعية إلى جانب فتح آفاق التشغيل أمام الممثلين المحترفين من كل الأجيال.
وتحت إشراف فني عام لمدير هذا المركز حمادي الوهايبي، يجسد أدوار مسلسل «سي الزين» ثلة من الممثلين اعتماد على قوة الصوت وبلاغة التعبير من وراء الميكروفون. وهم: ماهر المحظي ومحمد السايح العويشاوي وطارق العلاني ومحمد الهادي الماجري ولطفي المساهلي وعادل الزايري وريم الحمروني وفاتحة المهدوي وسلوى الرابحي ووهيبة العيدي وهالة عزيزي وآمال العقربي وتوفيق العيساوي ونبيل الشاهد وطاهر رفراف ومحمد اليانقي وطلال أيوب وفوزي اللبان والحبيب زرافي ونجوي الفتايتي وسالم بتبوت وأمل رفراف وصالح البرجيني وفتحي راشد...
وقد عاش الصحفي والمصلح التونسي وأحد أقطاب الأدب العربي المعاصر زين العابدين السنوسي (1901 - 1965) فصول العمر بين النضال السياسي والدفاع عن المبادئ والقضايا التي يؤمن بها من خلال صحف أسسها بنفسه ... وقد ورد في المراجع التاريخية أن هذه « الشخصية الفذة قد ناورت السلطات الاستعمارية في عديد من المناسبات حيث لم تنقطع عن إصدار نشريات تونسية رغم القمع الاستعماري الذي سحب رخص إصدار مجلة الواردات والصادرات ثم مجلة العالم ثم مجلة العالم الأدبي ثم جريدة تونس وهي جريدة سياسية ثورية عطلها الاستعمار في أوت 1938 (سنة أحدات 09 أفريل الدموية) ... وعلى إثر دخول القوات النازية لبلادنا أمتُحن زين العابدين السويسي من قبل الألمان الذين نفوه لروما نظرا لاشتراطه إعلان استقلال تونس كنظير عن عمله في صحيفة يديرها الألمان . وإثر انقضاء الحرب أدانه القضاء الإستعماري بتهمة التعامل مع النازيين وحبسه إلى غاية سنة 1947 ليتم إطلاق سراحه رضوخا إلى حملة وطنية طالبت بإخراجه من السجن.«.
والمسلسل الإذاعي زين العابدين السنوسي هو العمل الثاني في رصيد الباحث المولع بجمع شتات ذاكرة الأعلام التونسيين محمد المي. وقد سبق أن بثت الإذاعة الوطنية في الموسم الرمضاني 2017 مسلسل «البانكة العريانة» من تأليف محمد المي وإخراج محمد السياري. وقد كشف لنا هذا المسلسل الإذاعي الناجح خفايا الصراع بين طرح «تقليدي» وآخر «حداثي» حمل لوائه أعلام الثقافة والسياسة في ثلاثينات القرن الماضي على غرار الطاهر الحداد والشابي وعلي الدوعاجي ومصطفى خريف والحبيب بورقيبة والطاهر صفر ومحمود الماطري ... فكانت ثمرة هذا التجديد الفكري والسياسي تأسيس المعهد الرشيدي وولادة جماعة تحت السور...

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115