لو لا أن هدانا الله، ثم الصلاة على سيد خلق الله، خليله ومصطفاه محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وسلم، اللهم اغفر لي ذنبي وتقصيري وما أنت أعلم به مني، الحمد لله والشكر لله أن سلك بنا طريق النجاة، طريق طلب العلم وهدانا إليه بغير حول منا ولا قوة، فاللهم لا تجعل ذلك فتنة لنا ولا لغيرنا، اللهم ثبِّتنا على كتابك الكريم وسنة نبيك الأمين، اللهم آمين.
اللهم لا تجعل حظي من العلم شراء الكتب وتكديسها، ولا الفخر والمباهاة بها، إنما أرجو العلم النافع والعمل الصالح المتقبل، فلا تحرمني من ذلك بسبب ذنبي وتقصيري وما أنت أعلم به مني، فاللهم اسلُك بنا سبيل النجاة وثبتنا عليه، فيا رب مَن لي غيرك في فقري ومن لي غيرك في رزقي ومن لي غيرك في جميع أمري، وأنت القائل على لسان خليله عليه السلام: الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ [الشعراء: 78، 79].
فاللهم دبِّر لي أموري كلها، فقد عجزت عن التدبير، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين، ولا أدنى من ذلك ولا أصغر، اللهم أخرجني من ضيق تفكيري وعجزه إلى سعة تدبيرك ورحمتك، اللهم لا تجعل حظي مما كتبت ونشرت كحظ الصائم الذي ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، ولا كحظ القائم الذي ليس له من قيامه إلا طول السهر والتعب، بسبب تقصيري وما أنت أعلم به مني، إنما أرجو رحمتك وجزيل فضلك وكريم عطائك، وظننا الحسن بربنا أن يُحسن خاتمتنا، ويشفع فينا نبينا محمد اللهم آمين، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فوَّضت أمري إليك والتجأت إليك أبثك أحزاني وأشكوك قلة حيلتي وآلامي، وما أجد يا واسع الجود والكرم، يا شافي الأمراض والعلل، يا أول ليس قبلك شيء، ويا آخر ليس بعدك شيء، مُنَّ علينا برضاك، وأسعدنا بتقواك، وكنْ لنا عونًا ولإخواننا في الدين يا ولي المؤمنين ويا ناصر المستضعفين، يا سميع الدعاء وأهلًا للرجاء، فلك المحامد والثناء ربَّنا لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، تم الكلام وربُّنا محمود وله المكارم والعلا والجود، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه والتابعين بإحسان إلى يوم الدين.