وبث الحياة في نهارها وشوارعها وأركاحها... قريبا يحتفي هذا المهرجان الشهير والعريق بعشرينية تأسيسه ضمن دورته العشرين التي تتواصل من 23 إلى 27 مارس 2022.
تحت إدارة عماد المديوني يستعد مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف لتنظيم المهرجان الدولي «24 ساعة مسرح دون انقطاع» في دورته العشرين ضمن فلسفة العمق في الطرح والمراهنة على دور المسرح في حياة الشعوب.
50 عرضا من 14 بلدا
كما تنير «24 ساعة مسرح دون انقطاع» ليالي الكاف بأضواء الفن والثقافة، فإنّ هذا المهرجان أصبح بمثابة الشمعة التي تضيء المشهد المسرحي في كل عام بالرغم من تعدد التظاهرات بفضل خصوصيتها وتفردها ... وفي تقديمه للدورة العشرين من المهرجان الدولي «24 ساعة مسرح دون انقطاع»، يقول مدير مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف عماد المديوني:»يبلغ المهرجان الدولي «24 ساعة مسرح دون انقطاع دورته العشرين في مراكمة لتاريخ حافل بالإبداع والفن الراقي والهادف، وهو يواجه ذاته ويوّجه واقعه حينا آخر فارضا نفسه كأحد أهم المناسبات الوطنية التي تحتفي بالمسرح أداة للتعبير وفضاء للإمتاع والإبداع وفرصة للقاء والتواصل ...».
وككل سنة يحتفل مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف على طريقته المميزة باليوم العالمي للمسرح حيث سيحتضن ركح الدورة 20 لمهرجان «24 ساعة مسرح دون انقطاع» عروضا فنية في المسرح والموسيقى والرقص والتجليات والمعارض والنّدوات و الورشات والفنون التشكيلية...
وإلى جانب الأركاح التقليدية وفضاءات العرض الكلاسيكية، يكرّس مهرجان «24 ساعة مسرح دون انقطاع» كل الإمكانات المتاحة لتكريس مبدأ ثقافة القرب وحق الثقافة للجميع من خلال «توزيع فقرات التّظاهرة على فضاءات متعدّدة منها المركز والمواقع الأثرية كالحصن الأثري بالكاف وشوارع المدينة وبعض الأحياء الشعبية والساحات العمومية والفضاءات الثقافية الخاصة، مع محاولة التوجّه إلى فئات محرومة من النشاط الثقافي كفاقدي السند والسجناء والمسنّين وتلاميذ المدارس الحدوديّة وذوي الاحتياجات الخصوصيّة ...» وفي هذا السياق يؤكد مدير المركز عماد المديوني أنّ « الدورة 20 للمهرجان تسعى إلى الانفتاح على محيطها من خلال تشبيك العلاقات الثقافية والمسرحية مع المؤسّسات الثقافية والمسرحية العمومية والخاصة، وهذه الشراكة إنما الغاية منها خلق ظواهر ثقافية مساهمة ومساعدة على التعريف بأكثر ما يمكن من التجارب المسرحية وإتاحة الفرصة سواء للجمهور لمواكبة عروض مختلفة أو للمختصّين لاستكشاف آخر التقنيات والمهارات الفنية المعتمدة في هذا المجال».
في برمجة تسعى إلى تحقيق معادلة «الإمتاع والمؤانسة»، سيكون أوفياء «24 ساعة مسرح دون انقطاع» على موعد مع 50 عرضا بمشاركة 14 بلدا من مختلف القارات وهي الجزائر وليبيا وفلسطين ومصر والأردن والعراق وإيران والسينغال وغينيا وكردستان وفرنسا ورومانيا وإيطاليا واسبانيا.
ندوة فكرية دولية عن «المسرح والتنوع الثقافي»
في المهرجان الدولي «24 ساعة مسرح دون انقطاع» تحتل الندوات الفكرية الكبرى مربط الفرس ضمن برمجة متنوعة ومتعددة الفنون. وستهتم ندوة الدورة 20 بموضوع «المسرح والتنوع الثقافي»، في مداخلات لمختصين تونسيين وأجانب على غرار محمد المديوني من تونس وعماد خفاجي من العراق و»جيرارد آستور من فرنسا و»بنقاي مور» من السينغال و»ميهاي بانايتيسكو» من رومانيا...
وقد جاءت الورقة العلمية للندوة الدولية حول»المسرح والتنوع الثقافي» بإمضاء الدكتور محمد المديوني الذي يقول بأنّ «مُساءلة المسرح والتنوع الثقافي هي في صميم المسرح والثقافة معا. هي مساءلة حاضرة أبدا بشكل صريح أو ضمني وبصورة واعية أو غير واعية في مستوى خطاب المسرح وتجلياته وعلى صعيد ما يشق نتاجاته القائمة والآتية من منطلقات وتطلعات وانتظارات ورهانات، وكذا أمر الثقافة والتباس دلالاتها ومعانيها».
ويضيف الكاتب والباحث المسرحي محمد المديوني: «لمُساءلة التنوع الثقافي تجلياتها في المسرح عامة ولها أصداؤها في خطاب عدد هام من المسرحيين العرب والتونسيين.فكيف يمكن للمسرح العربي والتونسي أن ينخرط في تحقيق التنوع الثقافي وترسيخ مبادئه دون الانغلاق في خطاب الهوية الخانق؟ أليست مساءلة التنوع الثقافي فرصة إلى فتح آفاق المسرح العربي والتونسي منه بالخصوص على الوعي باللغة المسرحية باعتبارها مجموع ما يميز سبل الخوض في هذا الفن ويمكّن من السيطرة عليه واستبطانه والقدرة على الإسهام فيه إسهاما فعليا؟»
مائدة مستديرة عن «المسرحي والحراك السياسي»
كثيرا ما يكون المسرح رجع صدى للواقع في كل وجوهه، وكثيرا ما تلتبس علاقة المسرحي بالسياسية ما بين معارضة أو مساندة ، مجاملة أو مصارحة... وفي هذا الإطار اختار مهرجان «24 ساعة مسرح دون انقطاع» بالكاف أن يخصص مائدته المستديرة للنقاش والحوار حول موضوع «»المسرحي والحراك السياسي» . وقد ورد في الورقة العلمية لهذه المبحث ما يلي : «كانت العلاقة بين المسرح والسّلطة السياسيّة تشوبها المخاتلة والخوف والتزلّف ومن ضمن المسرحيّين من اختار المدح المباشر مسايرا في ذلك وسائل الإعلام وحتى سائر الفنون الأخرى مثل الغناء والفنون التشكيليّة ومن المسرحيين من لجأ إلى الهروب والخوف من المواجهة فعمد إلى المنحى الجمالي أو الكوميدي الخالي من النقد والهادف للإضحاك. ومنهم من احتمى بالمواضيع الاجتماعية التي تعلوها رمزيّة طفيفة بها شيء من النقد. والغريب أن المسرح التّونسي بعد الثورة لم يواكب ما حصل من تغيير في المسار التّاريخي ولم يساعد على مواجهة الأحداث ولا على نقل الحالات الاجتماعية البائسة والتي انكشفت عند نزع غطاء الإعلام المظلّل. ولم تنشأ جماليّة جديدة يعالج بها المسرح القضايا الاجتماعية. ولم تؤثّر لا الحريّة الجديدة ولا المناخ «الدّيمقراطي» في نشأة مسرح مغاير. وهو ما يستدعي طرح عديد التّساؤلات على غرار : أي أثر للخطابات السياسية للأحزاب على الإنتاج المسرحي؟ ما الذي تغيّر خلال الأحداث السياسيّة منذ 2011 في المسرح في تونس وفي باقي البلدان العربيّة؟ هل يمكن للمسرح أن يحمل فكرا سياسيّا؟...» وسيؤثث هذه المائدة المستديرة حول المسرح والحراك السياسي كل من محمد مسعود إدريس وعز الدين عباسي ووليد الدغسني وحاتم التليلي.
ويتواصل التكوين طيلة أيام «24 ساعة مسرح دون انقطاع» بمركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف من خلال الورشات والتربصات بإشراف فنانين من تونس والعالم.
و في تحية وفاء وتقدير، تكرم الدورة 20 لمهرجان «24 ساعة مسرح دون انقطاع» ثلة من المبدعين وهم وليد الزيدي وعبد الحميد قياس وليلى الشابي ومحمد السياري والفاضل الخنوسي وعثمان الجزيري ومنير عوادي.
قريبا انطلاق «24 ساعة مسرح دون انقطاع» في الكاف: 20 سنة من النجاح والكفاح
- بقلم ليلى بورقعة
- 13:24 17/03/2022
- 1207 عدد المشاهدات
في الكاف يتردد صدى أغنية عن «النسمة الكافية» التي تنعش الأرواح. وفي الكاف أيضا نجح المهرجان الدولي «24 ساعة مسرح دون انقطاع» في إنارة ليل المدينة