اليوم ينطلق «مهرجان سيكا جاز» في الكاف: موسيقات العالـم تعزف لحن «العودة إلى الحياة»

أمام موسيقى الجاز قد يسيطر الشجن على المستمتع إلى حد البكاء وقد يدفعه الانتشاء إلى الرقص والثورة... إنه ذاك الفن القوي والناعم في الآن ذاته

والذي يقبض بين يديه على كتلة من المشاعر والعواطف والانفعالات... في الكاف أصبح للجاز مهرجان يحيي اسمها القديم وتاريخها تحت عنوان «سيكا جاز» في استقطاب لفنانين عالميين من كل القارات.
منذ تأسيسه ، استقطب مهرجان «سيكا جاز» عديد الفنانين ذوي الصيت في عالم الجاز على غرار «دافيد موراي»، و»باكو ساري»، و»نيغيان لي»، و»غيوم بيري»، ورابح أبو خليل، و»نيكول سلاك جونز»، و»مارثا هايت»... وتتواصل اليوم الرحلة والمتعة على ركح الدورة السابعة التي تنطلق اليوم 15 مارس2022 في «سكافينيريا» أرض الفنون على مر التاريخ.
مواصلة الحلم رغم خذلان الوزارات
في سنة 2014، استجاب رمزي الجبابلي لنداء حلم تأسيس مهرجان يهتم بإبداعات الجاز في مدينة الكاف. فتسلّح بروح المغامرة وجعل من جبال الكاف العالية رجع صدى لموسيقى الجاز بكل اللغات والألحان. وقد نجح مهرجان «سيكا جاز» اليوم في نحت مكانته في المشهد الثقافي بفضل ما يتوفر عليه من خصوصية وتفرد. ويحمل هذا المهرجان على عاتقه أهدافا ثقافية وتنموية تتمثل أساسا في كسر المركزية الثقافية وتثمين التراث المادي واللامادي لجهة الكاف والتعريف بالمواهب التونسية والطاقات الشبابية...
اليوم يحتفي مهرجان «سيكا جاز» بانطلاق دورته السابعة لتنبعث من أرجاء الكاف أصداء الأمل والحلم تحت شعار «العودة إلى الحياة». وبعنوان «جاز في سيكافينيريا» سيكون حفل الافتتاح بتوقيع الفنان السويسري من أصل تونسي منصف جنود بروجكت وكريستين فيوز وذلك الساعة الثامنة من مساء اليوم 15 مارس 2022. وإلى غاية 20 مارس الجاري، يتواصل حوار الآلات الموسيقية في رحاب قصبة الكاف من خلال حفلات شيقة لفنانين استثنائيين أبدعوا في موسيقات الالكترو والجاز والفانك والسول من بينهم «غيوم بيري» و «بوني فيلدز»، و»تيو كروكر» ...
ومن مستجدات سيكا جاز هذا العام عقد شراكة مثمرة مع مهرجان «فيزا فور ميوزك» (تأشيرة من أجل الموسيقى) وهو أول مهرجان وسوق مهنية لموسيقات إفريقيا والشرق الأوسط.
من أجل انتعاشة مدينة الكاف الثرية بآثارها وتاريخها وجبالها... قامت فلسفة تأسيس مهرجان سيكا جاز على دعم السياحة الثقافية ودفع عجلة الاقتصاد في المنطقة . إلا أنّ المهرجان يواجه اليوم حسب تصريحات مديره ومؤسسه رمزي الجبابلي صعوبات مالية كبيرة حيث يبلغ حجم الديون المتخلدة بذمة المهرجان 220 ألف دينار من بينها 170 ألف دينار لدى الدولة.
وندد رمزي الجبابلي بتخلي وزارة الشؤون الثقافية عن تعهداتها في دعم المهرجان وكذلك بامتناع وزارة السياحة عن تقديم الدعم المادي واللوجيستي لمهرجان سيكا جاز في الكاف.
«لايف فاكتوري» تصور جديد للفن والتراث
أجبرت الصعوبات المادية مهرجان سيكا جاز على توزيع برمجته إلى قسمين حيث من المنتظر تنظيم نصفه الثاني تحت عنوان» لايف فاكتوري من 03 إلى 11 سبتمبر 2022 . وقد تم تقديم هذه الفقرة ما يلي: «إنّ الكلمة المفتاح في»لايف فاكتوري» هي الإبداع، أما لمستها فتكمن في التسجيل السمعي البصري للحفلات من أجل بصمة لا تُنسى للفن والثقافة والتراث من خلال تحديد خرائط الفيديو على المواقع الأثرية، واستخدام «درون» لتصوير السهرات الموسيقية. حيث يطلق «لايف فاكتوري» العنان للمشاعر والموسيقى في أماكن رمزية في الشمال الغربي. وسيقتفي «لايف» فاكتوري» طرق الحكايات الجميلة التي تنطلق من تستور وتيبار والكاف مرورا بالسرس وجريصة ومائدة يوغرطة وأخيرا حيدرة ومنزل سالم».
في حوصلة للأهداف والطموحات، يقول مدير المهرجان رمزي الجبابلي:» «لا يمكن الحديث عن الدورة السابعة لمهرجان سيكا جاز بموعديها دون الحديث عن طبيعة المهرجان المتفائلة والبناءة التي جعلته يتغلب على سنتين صعبتين جدا استفدنا منهما في إيجاد تسلسل هرمي جديد للأساسيات وتجديد العلاقة مع اراضينا وبعث نفس جديد. إن سيكا جاز لايف فاكتوري يجيب تقريبا عن كل الأسئلة على غرار كيف نتجاوز الصعوبات؟ كيف نصنع من الأزمات التي نعيشها فرصا لإعادة الابتكار وكيف نبرز نقاط القوة المذهلة في أراضينا رغم المحن وهشاشة اللحظة؟ وكيف نقترب قدر الإمكان من كل فاتنا.. من الحياة في نهاية المطاف».
في اختتام سيكا جاز مساء الأحد 20 مارس الجاري،ستفوح عطور الفنان محمد علي كمون على ركح عرضه الشهير «24 عطر» في تصوّر خاص لتكريم الكاف بعنوان «فريقا» بالشراكة مع مهرجان سيكا جاز الذي يرفع شعار «العودة إلى الحياة» في وجه الأوبئة والأزمات والانتكاسات...

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115