عرضته السعودية ومنعته الكويت ولبنان: تونس تسحب فلما أمريكيا بسبب «إسرائيل»

يتخذ التطبيع أكثر من شكل ولون، فمرة يدخل من الباب ومرات أخرى يتسلل «التطبيع الناعم» من النافذة تحت ثوب ثقافي أو رياضي...

ومرة أخرى تكون تونس في موضع اختبار في علاقتها بالكيان الصهيوني بسبب عرض الفيلم الأمريكي «موت على ضفاف النيل».
رغم أن مشروع قانون «تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني» لم يحظ بالمصادقة ، فإنّ الموقف الشعبي ظل واضحا وصريحا تجاه القضية الفلسطينية ألاّ وهو الدعم غير المشروط لفلسطين ورفض كل أشكال التطبيع.
ممثلة إسرائيلية تفسد نجاح الفيلم
تجدّد الحدل في تونس حول التطبيع الثقافي مع «إسرائيل» في الأيام الأخيرة بسبب الفيلم الأمريكي «موت على ضفاف النيل» والذي تلعب أحد أدواره الممثلة الإسرائيلية «غال غادوت» المعروفة بتأييدها لجرائمَ الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.
وهذا الفيلم من توقيع المخرج البريطاني «كينيث براناه» في اقتباس من رواية الكاتبة الإنقليزية الشهيرة «أغاثا كريستي» ويروي قصة جريمة غامضة حدثت على متن سفينة في نهر النيل، حيث اجتمع مجموعة من رجال الأعمال وأثرياء العالم في حفل ضخم للاستمتاع بوقتهم. إلا أنّ جريمة قتل تحدث فتقلب الموازين وتنطلق رحلة بحث مثيرة عن القاتل سيما مع وجود واحد من أشهر المحققين في الرحلة البحرية.
لا يتحدث فيلم «موت على ضفاف النيل» عن «إسرائيل» لا من قريب ولا من بعيد ولكن وجود بطلة إسرائيلية فيه كان كافيا للتنديد وإطلاق دعوات منع العرض في عديد البلدان العربية خاصة وأنّ هذه الممثلة كانت مجندة سابقة في جيش الاحتلال ومعروفة بمواقفها وتصريحاتها المساندة لإسرائيل والمعادية للفلسطينيين.
وفي تونس اعترضت أحزاب سياسية وأطياف ثقافية ومكونات المجتمع المدني على عرض الفيلم المثير للجدل في تونس تضامنا مع الشعب الفلسطيني على غرار الحزب الجمهوري وجمعية «نساء عربيات ضدّ التطبيع والصهيونية»... وأمام التهديد بالاحتجاج أمام قاعات السينما رفضا للتطبيع الثقافي، تدخلت وزارة الشؤون الثقافية لسحب فيلم «موت على ضفاف النيل» من العرض في تونس.
وليست هي المرة الأولى التي يتم فيها الاعتراض على عرض فيلم تحوم حوله شبهة التطبيع ، حيث تم سنة 2017 منع عرض فيلم «المرأة الخارقة» الذي تشارك في بطولته الممثلة الإسرائيلية ذاتها التي تسجل حضورها اليوم في فيلم «موت على ضفاف النيل». وذلك بعد إن احتكم الحزب الجمهوري والمجتمع المدني إلى القضاء.
وفي الوقت الذي منعت فيه تونس والكويت ولبنان عرض فيلم «موت على ضفاف النيل» نصرة للقضية الفلطسينية، تعرض دول عربية أخرى الفيلم على غرار السعودية ومصر... في حين أطلق ناشطون ومثقفون في الأردن حملة مقاطعة لعرض «موت على ضفاف النيل» بعنوان امنعوا الفيلم الصهيوني»!

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115