اختتام مهرجان «تراث أولاد سيدي عبيد» في توزر: دورة إستثنائية وأمل كبير للإرتقاء بالمهرجان

لأن التراث مكسب حضاري ووطني ورمز للشعوب المتحضرة التي تعتز بماضيها الحافل بالعادات والتقاليد والحكايا والأساطير والمأثور الشعبي،

حرصت النخب في عديد الجهات على بعث مهرجانات وتظاهرات ثقافية وفنية بهدف إحياء تراث بلادنا والتعريف به في عديد الأوساط خاصة لدى الناشئة والشباب، على غرار مبادرة نخبة من أبناء توزر لبعث مهرجان أولاد سيدي عبيد للتراث، الذي انتظم على مدى يومي 22 و 23 ديسمبر 2021، في محاولة جادة وهادفة لإرساء تظاهرة سنوية ثقافية وتراثية ذات أبعاد علمية وإقتصادية و تنموية...

هذه التظاهرة المتفردة أو الملحمة الثقافية، أضاءت ليال مدينة توزر وبالتحديد منطقة حلبة ذات الكثافة السكانية والتي يقطنها فريق الركاركة، وهي فرع من فروع عرش أولاد سيدي عبيد المترامي الأطراف من الجزائر إلى الشمال الغربي لبلادنا، مرورا بمدينة الرديف وولاية توزر، وهذا العرش العريق وإلى جانب إسهاماته في حركة التحرير الوطنية إبان الإستعمار الفرنسي، وهو ما كشف عنه المعرض الوثائقي للمقاومين الذي إنتظم بالمناسبة، فقد خلفت أجياله السابقة موروثا ثقافيا و تراثيا متنوعا، إلى جانب العادات والتقاليد التي لاتزال حاضرة بعديد المناطق لاسيما وكما أشرنا بالشمال الشرقي، من خلال حلهم وترحالهم خاصة في الصيف خلال موسم الحصاد وغيره من المواسم الأخرى التي كانت مرفوقة بالأغاني والأهازيج والشعر والغناء البدوي وبأصوات الناي )القصبة(، وهو ما قدمت نماذج منه خلال عرض «هطايا...هطايا» لمجموعة رعاة جبل سمامة، والذي قال عنه عدنان الهلالي «هناك في بلاد الجريد، حيث إنطلقت خطى الهطايا الأولى نحو فريقيا...الركاركة ومنها جاءت تسمية الركروكي، مفتاح الصول لسمفونية الترحال و الشدو... وأولاد سيدي عبيد أجداد الطرق العبيدي الهزاز...هطايا...هطايا» في سهرة واكبتها أعداد غفيرة من الجماهير وخاصة العائلات، و في السياق ذاته، فقد تميز اليوم الأول بالعرض الفرجوي للفرسان والفرق الموسيقية والشعبية والطرقية، ثم وبساحة الهرم حيث دقت أوتاد الخيام، إستحضر المشاركون أصالة الماضي الجميل من خلال الإحتفالات الإجتماعية كالأعراس وما يرافقها من أغاني ونقل العروس بواسطة الجحفة وما إلى ذلك، وأيضا عرض المرحول تجسيما لطرق عيش

الأباء والأجداد خلال إنتجاعهم وترحالهم وهذه العروض التي شارك فيها عدد من الشعراء الشعبيين من أبناء المنطقة والغناية والقصابة وأيضا المطربة صفية الركروكي، قال عنها مدير الدورة عامر العمري، أن الهدف منها المحافظة على التراث المادي واللامادي لفريق الركاركة بصفة خاصة ولعرش أولاد سيدي عبيد بصفة عامة وحمايته من الإندثار، في ظل محاولة البعض المتاجرة بهذا الموروث، كما سنعمل على تجميعه وتدوينه إلى جانب الرصيد الهام من العادات والتقاليد والحرف والفنون والحرص على الإرتقاء بالمهرجان الذي تعد دورته الثالثة دورة تأسيسية، حيث إنتظمت الدورة الأولى والثانية ضمن تظاهرات شهر التراث ليكون مهرجانا مستقلا بذاته ماديا و معنويا مع التفكير في تغيير موعد تنظيمه لاحقا...

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115