أنور الشعافي يتهم ومعز مرابط يدافع: ما حقيقة إقصاء «كابوس اينشتاين» من التتويج في أيام قرطاج المسرحية ؟

لملمت أيام قرطاج المسرحية ركحها وعروضها، ووّدعت ضيوفها وجمهورها... لكن الجدل حول نتائجها وجوائزها لم ينته بعد.

وقد اعتبر المخرج التونسي أنور الشعافي أن مسرحيته «كابوس اينشتاين» كانت ضحية مؤامرة وإقصاء متعمدين من تتويجات المسابقة الرسمية للمهرجان. من جهته عبّر رئيس لجنة التحكيم معز مرابط عن شديد استغرابه من هذا الموقف مدافعا عن نزاهة اللجنة ومصداقية أعضائها...
ثلاث مسرحيات تونسية ترشحت إلى المسابقة الرسمية لأيام قرطاج المسرحية وهي «منطق الطير» لنوفل عزارة و»كابوس اينشتاين» لأنور الشعافي و»آخر مرّة» لوفاء الطبوبي. وقد أهدت «آخر مرّة» إلى المسرح التونسي جائزة أفضل عرض متكامل في اختتام المهرجان.
المخرج أنور الشعافي: مؤامرة وراء إقصاء مسرحيتي
أمام المسيرة المسرحية المحترمة للمخرج أنور الشعافي لا يمكننا سوى الوقوف احتراما وتقديرا لمنجز رجل مسرح آمن بالتجديد ومارس التجريب على ركح جمالي متحوّل غير مستكين إلى كلاسيكيات المسرح ومدارسه التقليدية... آخر أعمال هذا المخرج جاءت بعنوان «كابوس اينشتاين» عن نص للكاتب كمال العيادي. وقد تم ترشيح هذا العمل إلى المسابقة الرسمية لأيام قرطاج المسرحة في دورتها 22 ، إلا أنه لم يفز بأي جائزة ولم يجن ولو مجرد ترشيح أو تنويه. مما دفع المخرج أنور الشعافي إلى كتابة التدوينة التالية: «رصدت هيئة أيام قرطاج المسرحية ستّ جوائز رشّحت لجنة التحكيم لكلّ منها ثلاث مسرحيات فيكون المجموع 18 ترشيحا لم ترد مسرحية « كابوس آينشتاين» ولو في واحدة منها رغم إجماع نُقّاد كبار على جودة العرض.المؤامرة واضحة وسنكشف كامل خيوطها. وأما عن المُستهدَف فهو شخصي والهيكل المُنتج مسرح الأوبرا.»
وفي السياق ذاته كتب صاحب النص كمال العيادي ما يلي: «مسرحية «كابوس آينشتاين»، لم تكن المُستهدفة. فقدْ كانَ استبعاد فوزها محسُومًا، بسبب توتّرٍ قديمٍ، بينَ قُدماءِ المعهد العالِي للمَسْرح، ومنهمْ عضوانِ مُؤثّرانِ جدًّا بلجنةِ التّحكيمِ أرَادَا ذبْح زميلهُمَا، المُخرج أنور الشعافي ومُعاقبتهِ. يَا للعَار !»
وقد صرّح المخرج أنور الشعافي لـ»المغرب» بالقول:» يحز في نفسي كثيرا هذا الظلم الذي تعرضت إليه في أيام قرطاج المسرحية. فهل يعقل أن مسرحية «كابوس اينشتاين» لا تستحق ولو مجرد ترشيح من بين 18 ترشيحا لنيل ست جوائز في مختلف مسابقات المهرجانات؟ لقد حظيت المسرحية بإشادة أكبر النقاد على غرار محمد مومن وعبد الحليم المسعودي ومحمد سيف ولطفي العربي السنوسي... فهل إلى هذا الحد كانت المسرحية قبيحة ورديئة في عيون أعضاء لجنة التحكيم؟ صدقا تؤلمني هذه الإهانة المقصودة لمسيرتي المسرحية وأحمّل رئيس اللجنة معز مرابط ومقرّرها نزار السعيدي المسؤولية في إقصاء مسرحيتي. ومن المخجل أن يتعامل الاثنين مع عملي المترشح بعقلية تصفية الحسابات. فعندما كنت مديرا لمؤسسة المسرح الوطني رفضت إدراج مسرحية قدمها معز مرابط مع جمعية هاوية ضمن إنتاجات المؤسسة سيما وأنه تمّ تعيين لجنة مختصة لاختيار العروض. وبالنسبة إلى الفنان نزار السعيدي فإنّه يكيل لي العداء لأني كنت عضوا في لجنة مهرجانات الحمامات الدولي التي رفضت ملف ترشح إحدى مسرحياته».
وأشار المخرج أنور الشعافي إلى أنه «ليس متعطشا إلى الجوائز وقد نال التتويج في عديد المهرجانات لكنه يحتج على إقصاء عمله بناء على مواقف شخصية وليس على مقاييس فنية». كما أكد حرصه على احترام الملكية الفكرية في مسرحيته والحصول على تنازل مكتوب من مؤلفة موسيقى المسرحية وهي ألمانية الجنسية في الوقت الذي تعج فيه المسرحيات المترشحة للمسابقة الرسمية بسرقات موصوفة ويمكن إثباتها بالدليل القاطع على حد قوله.
وقد سبق أن قدّم المخرج أنور الشعافي مسرحيته «كابوس اينشتاين» قائلا:» انطلقنا من نص مستند إلى القواعد الأرسطية لكن كتابتنا الركحية حملته إلى جمالية منزاحة اعتمدنا فيها على أدوات غير مسرحية ( بعض تقنيات الرياضات القصوى) حاولنا تطويعها مسرحيا بحثا عن إيقاع مختلف لحركة الممثل على الركح وتوظيفها لفكرة العرض القائمة على الحركة. وفي هذا تمثّل لنظرية آينشتاين حول المكان وهو جوهر نظرية النسبية العامة».
وقد تساءل صاحب «كابوس اينشتاين» قائلا: «ربما لم تفهم لجنة التحكيم مقاصد المسرحية وجماليتها وتقنياتها التي تندرج في مسرح «النيو دراما»، فتمّ الحكم عليها وفقا لمقاييس المسرح الأرسطي. فهل ذنبي أن أدفع ضريبة هذا الجهل المعرفي؟»
رئيس اللجنة معز مرابط : اتهامات باطلة وإدعاءات واهية
أمام الاتهامات الصريحة والمباشرة من طرف المخرج أنور الشعافي لرئيس لجنة تحكيم أيام قرطاج المسرحية بالوقوف وراء الإقصاء المقصود لمسرحيته «كابوس اينشتاين» من التتويج، جاء الرد على لسان الفنان معز مرابط في تصريح لـ «المغرب» كما يلي: « ليس لي أي خلاف مع المبدع أنور الشعافي بل على العكس أنا أقف إجلالا أمام مسيرته وتجربته... وفي الحقيقة أستغرب كل هذه الاتهامات الباطلة والإدعاءات الواهية الصادرة عن شخصه وهو الرجل المعروف عندي برصانته وحكمته ونضجه. وقد سبق أن توجهت إلى السيد أنور مصافحا ومحييّا مؤخرا وذلك إثر انتهاء أحد عروض أيام قرطاج المسرحية فأعرب لي عن سعادته باختياري رئيسا للجنة تحكيم المهرجان وأعرب عن ثقته في شخصي المتواضع لأني أجمع بين الممارسة الميدانية والتدريس الأكاديمية لفن المسرح . فما الذي تغيّر اليوم؟ ولماذا لم أعد أهلا للثقة والنزاهة بمجرد الإعلان عن جوائز أيام قرطاج المسرحية؟ وأقول إلى الفنان الذي أحترمه كثيرا أنور الشعافي أني لست من أصحاب تصفية الحسابات ولو كنت كذلك لقمت بشن حرب إعلامية عندما كان لا يزال على كرسي المسرح الوطني سيما وأنه أخلّ بوعد مسبق بيننا ربما لحسابات سياسية وقتها سيما وأن العمل يتحدث عن تهديد حركة النهضة لمكتسبات المجتمع التونسي وقتامة فترة حكمها التي عاشت فيها تونس جرائم الاغتيال السياسي... وهو من بطولة خريجي المعهد العالي للفن المسرحي وليس مجرد هواة».
وأضاف الباحث والناقد معز مرابط : «للأسف يؤلمني أن يتخذ الفنان أنور الشعافي من لجنة التحكيم شمّاعة ليعلق عليها عدم توفّق مسرحيته «كابوس اينشتاين» في التتويج بجوائز أيام قرطاج المسرحية. ولا أعتقد أن لجنة تحكيم تكوّنت من المصري سامح مهران واللبناني هشام زين الدين و «كانييي آلام» من توغو والأخضر المنصوري من الجزائر كانت ستخضع إلى إملاءاتي لو رفعت «الفيتو» في جه مسرحية أنور الشعافي. ولا يمكننا بأي حال من الأحوال وتحت أي ظرف كان التلاعب بمصداقيتنا وخيانة الأمانة... فدائما وأبدا تبقى سمعة المهرجان العريق والشهير في الميزان. لقد قالت اللجنة كلمتها احتكاما إلى التصويت ورأي الأغلبية. وللإشارة لم ينطق الفنان نزار السعيدي بأي كلمة تجاه عرض «كابوس اينشتاين» أو غيره لأنه احترم دوره كمقرر للجنة التحكيم لا غير. وأعتقد أنه يجب على كل من يقبل الدخول في مسابقة التحلّى بالروح الرياضية وقبول قوانين اللعبة. ويؤسفني القول أنه لا يليق بمخرج في قيمة أنور الشعافي أن يشكك في نزاهة اللجنة وأقول له ولصاحب النص الكاتب المبدع كمال العيادي بأن اللجنة شاهدت عمل معين في إطار محدد وقامت بتقييمه وفقا لمقاييس واضحة بغض النظر عن الأسماء ومسيرة أصحابها... ومع ذلك نتمنى لمسرحية «كابوس اينشتاين» التوفيق والنجاح والإشعاع في فرص أخرى.»

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115