صدور كتاب «ذاكرة أيام قرطاج المسرحية»: حلم كبير تحقّق... وكسب ثمين للمسرح التونسي

دون ذاكرة حية تضيع كل الإنجازات والذكريات. ودون توثيق ينهك النسيان هذه الذاكرة ويضيع تفاصيلها ويمحو أثرها...

وحتى لا يندثر تاريخ أيام قرطاج المسرحية، مثّل صدور الكتاب الضخم «ذاكرة أيام قرطاج المسرحية، نحو خطوة عملية» مكسبا تاريخيا للمسرح التونسي.
منذ تأسيسها سنة 1983 ظلت أيام قرطاج المسرحية تحفر في الصخر مسيرة من النضال والمقاومة، سلاحها الفن وشعارها الجمال من أجل الإنسان. واليوم لم تعد هذه الذاكرة مشتتة بل تم توثيقها في كتاب مرجعي وعنوان بارز.
مجلدين في 1000 صفحة
كان الحدث الهام وربما الأهم في الدورة 22 لأيام قرطاج المسرحية هو توثيق ذاكرة المهرجان وتخليد تاريخه العريق من خلال إصدار كتاب «ذاكرة أيام قرطاج المسرحية، نحو خطوة عملية». وكان إصدار هذا الكتاب القيّم والمهم نتاج شراكة مثمرة بين أيام قرطاج المسرحية والهيئة العربية للمسرح.
وقد جاء هذا المجلد الضخم في جزءين تضمنا أكثر من 1000 صفحة في جمع وتقديم للدكتور محمد مسعود إدريس الذي ساعده في التوثيق كل من الدكتور ياسين عوني والدكتور سيف الدين الفرشيشي. كما ساعد على مستوى التوثيق بالصور قيس المتهمم. وجاءت مراجعة الكتاب بإشراف حسن النفالي وعبد الجبار خمران ونصاف بن حفصية.
ويقول الدكتور محمد مسعود إدريس في تقديم «ذاكرة أيام قرطاج المسرحية» أن « هذا العمل هو محاولة منا للمساهمة في التوثيق للمهرجان الدولي لأيام قرطاج المسرحية وحفظ جزء ولو بسيط من ذاكرته. كما أنه مادة لمن يريدون التعرف على المهرجان ومادة للباحثين من تونس والعالم العربي تنير جزءا من طريقهم لعلّ مستقبل القادمين يكون أفضل من حاضرنا». كما أشار إلى أن «تجميع ما كتب حول أيام قرطاج المسرحية والتوثيق لهذه المادة المبعثرة يعتبر عملا متأخرا بالمقارنة بالقطاع السينمائي. ونوّه الدكتور محمد مسعود إدريس بالرصيد الوثائقي الذي يحفظه كل من مركز التوثيق الوطني والمكتبة الوطنية والذي بفضله كان صدور هذا الأثر المرجعي.
وقد تضمنت صفحات كتاب «ذاكرة أيام قرطاج المسرحية» صورا ووثائق ومقالات صحفية ومعلقات وأسماء لأعضاء لجان التحكيم والمكرمين والمتوجين على امتداد قرابة 40 سنة من المسرح والإبداع.
نحو تأسيس «المركز العربي للتوثيق المسرحي»
انطلقت فكرة جمع شتات أيام قرطاج المسرحية منذ سنة 2015 عندما احتضنت تونس الدورة العاشرة لمهرجان المسرح العربي الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح. وبعد ست سنوات من الجهد والبحث والتوثيق كان صدور كتاب «ذاكرة أيام قرطاج المسرحية» تحت إشراف الدكتور محمد مسعود إدريس وبالتنسيق مع المدير السابق للمهرجان حاتم دربال وفيما بعد المديرة الحالية للمهرجان نصاف بن حفصية.
وقد مثّل تقديم كتاب «ذاكرة أيام قرطاج المسرحية» فاتحة اللقاءات الفكرية للدورة 22 للمهرجان وذلك بحضور أمين عام الهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبد الله الذي اعتبر «أنّ صدور كتاب «ذاكرة أيام قرطاج المسرحية» هو الحدث المسرحي الأبرز في هذه السنة لأنه يؤرخ مسار المهرجان الأهم في خارطة المسرح العربي والنافذة الأولى للاطلاع على إبداع المسرح العربي والإفريقي. وأكد أمين عام الهيئة العربية للمسرح أن جمع شتات الذاكرة المسرحية العربية هو المشروع الكبير الذي تشتغل عليه الهيئة، فبعد توثيق ذاكرة مهرجان دمشق المسرحي تستعد الهيئة إلى إصدار كتاب عن مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي وبعدها ستهتم بتاريخ المسرح في المغرب... وختم أمين عام الهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبد الله كلمته بأن حلم الهيئة الأكبر هو تأسيس «المركز العربي للتوثيق المسرحي» في المستقبل.
واعترافا بجهود الهيئة العربية للمسرح وتقديرا لدعمها من أجل صدور كتاب «ذاكرة أيام قرطاج المسرحية، نحو خطوة عملية»، كرمت مديرة الأيام نصاف بن حفصية أمين عام الهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبد الله بمنحه درع المهرجان.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115