في اختتام تظاهراتها، وكذلك بعض المؤسسات المالية على غرار شركات التأمين والبنوك التي تسند جوائز مالية للأعمال الأدبية والإبداعية سنويا... لا تهتم بقية المؤسسات والهياكل بدعم الإبداع وثقافة الجمال. ولهذا تشكل عودة جوائز بلدية تونس في الأدب والفن التشكيلي بادرة جيدة يجب دعمها والسير على دربها.
أسندت بلدية تونس مؤخرا الجائزة الكبرى للفنون التشكيلية لمدينة تونس لسنة 2021، كما توّجت قبلها بأيام الفائز بجائزة علي البلهوان الأدبية والتي عادت بعد غياب أكثر من 20 سنة .
10 ألاف دينار قيمة جائزة الفنون التشكيلية
هي منحوتة تحمل اسم «الخرقة الحمراء» للفنان مراد بن بريكة لكنها تكاد لصدقها ودقتها أن تنطق روعة ودهشة. هي تجسيد ضخم لجسد عامل مفتول العضلات يضع على كتفه خرقة حمراء أضاءت هذا العمل الفني رمزا ولونا وتأويلا... وقد تكون هذه المنحوتة مرآة عاكسة لملحمة الإنسان في الوجود بين عبث وهدف، يأس وأمل...
وبعد المنافسة الشرسة مع حوالي 130 عملا في شتى مشارب الفنون التشكيلية على غرار الرسم والنحت والخزف والصور الفتوغرافية والخط العربي وفن السجاد وفن التنصيبات... أجمعت هيئة تحكيم الجائزة الكبرى للفنون التشكيلية لمدينة تونس لسنة 2021 برئاسة الفنان التشكيلي بوجمعة العيفة على إسناد جائزتها إلى النحات مراد بن بريكة.
وقد تم في الأيام القليلة الأخيرة ، افتتاح المعرض السنوي لمدينة تونس للفنون التشكيلية والذي يتواصل الى غاية 31 جانفي 2021 بالفضاء الثقافي البلدي سانت كروا بالمدينة العتيقة. وعلى هامش هذا المعرض تم تتويج الفنان مراد بن بريك بالجائزة الكبرى والتي تبلغ 10 ألاف. وقد أكدت رئيسة بلدية تونس سعاد عبد الرحيم أن تنظيم الجائزة الكبرى للفنون التشكيلية يترجم «الاعتراف بالمكانة المتميزة التي توليها البلدية للثقافة ودعمها للفنانين التشكيليين من خلال تشجيعهم على الإبداع لتقديم أفضل أعمالهم الفنية» .
وتعود ملكية الأعمال المتوجة بالجائزة الكبرى للفنون التشكيلية إلى بلدية تونس إلى بلدية تونس .
جائزة علي بلهوان الأدبية تعود بعد أكثر من 20 عاما
لئن كانت جائزة علي بلهوان التي تمنحها بلدية تونس سنويا من أشهر الجوائز الأدبية في بلادنا، فإن عدم انتظامها لمدة 22 سنة شكل فراغا في المشهد الأدبي وأثار استنكارا في الوسط الثقافي. وبعد أن انتظمت آخر مرة سنة 1999، تعود اليوم جائزة بلدية لدعم العمل الثقافي والإبداعي وتشجيع فرسان الفكر والقلم... وكانت بلدية تونس قد أعلنت عن فتح باب الترشح لجائزة “علي البلهوان الأدبية لمدينة تونس” في مجال الرواية والقصة ورصدت سبعة ألاف دينار كقيمة مالية للجائزة. ومن محاسن الصدف فوز الروائي حسنين بن عمّو بالجائزة بهذه الجائزة في شهر أكتوبر 2021 بعد أن كان آخر المتوجين بها سنة 1999 عن مجموعته القصصية «كرّوسة وحكايات أخرى».
وقد أهدت رواية «حجام سوق البلاط» الصادرة عن «دار النشر نقوش عربية» صاحبها حسنين بن عمّو التتويج بجائزة علي البلهوان الأدبية بفضل« الخصوصية الأدبية في التعاطي مع التاريخ التونسي والتميز في رسم ملامح شخصيات مترعة بالتناقضات وأحداث مليئة بالإثارة وذات زخم إبداعي فريد من نوعه« وفق لجنة تحكيم الجائزة.
بلدية تونس تعيد جوائزها الأدبية والفنية: تتويج مراد بن بريكة في النحت وحسنين بن عمو في الأدب
- بقلم ليلى بورقعة
- 09:48 02/12/2021
- 839 عدد المشاهدات
تكاد الجوائز الأدبية والفنية في تونس تعد على الأصابع. وباستثناء المناسبات الثقافية الكبرى التي تقوم بتتويج فائزيها