في ندوة بمعرض تونس الدولي للكتاب: ترجمة الرواية صعبة وترجمة الشعر أصعب

أكد جل المتدخلين في الندوة التي التأمت أمس حول الترجمة والإبداع في قصر المعارض بالكرم والتي انتظمت بالتعاون بين معرض تونس الدولي للكتاب (الدورة 36)

ومعهد تونس للترجمة، أن ترجمة الإبداع عملية صعبة جدا، بل عسيرة وتزاد صعوبة عندما يتعلق الأمر بترجمة الشعر.
وقد انقسمت أشغال الندوة إلى جزءين: في الجزء الأول تم الاهتمام بترجمة الرواية وتدخل بالمناسبة الأساتذة، البشير قربوج وأحمد الصمعي ومحمد علي اليوسفي من تونس وفرنشيسكو ليجو من ايطاليا (يتكلم العربية جيدا) وعبد الله العاطف النجار من مصر. وفي الجزء الثاني تم الاهتمام بترجمة الشعر. وتدخل بالمناسبة كل من جمال الصليعي وصلاح بن عياد وترأست الجلسة، الكاتبة ومديرة معهد تونس للترجمة زهية جويرو.
افتتح المترجم والروائي البشير قربوج سلسلة المداخلات في الجلسة الأولى وشدد على أن ترجمة الادب تنتمي للإبداع أكثر من التقنية ولكن هذه الترجمة لها قوانينها وأكد على ضرورة توفر مواصفات في المترجم حتى ينجح في مهمته. هذه المواصفات عددها المتدخل المصري (مصري مجري) الذي له ترجمات عديدة من الانقليزية والايطالية، فقال» المترجم المحترم هو القارئ والكاتب الجيد الذي يجيد اللغات التي ينقل منها واليها،لان المترجم الذي لا يفهم الرواية جيدا يمكن أن يخون الامانة» الأمر الذي يوافقه فيه المتدخل الايطالي فرنشيسكو ليجو الذي لديه دراية كبيرة بالأدب العربي وسبق أن ترجم اعمالا عربية، مضيفا أنه يعتقد ان التكوين في الاسلوبية والألسنية والنقد الادبي مهم بالنسبة للترجمة الجيدة. أما بالنسبة للمترجم احمد الصمعي، فالرواية جنس ادبي معقد وترجمته صعبة ثم إن تعريف الترجمة أيضا صعب فهل هي نقل أو محاكاة للنص او اعادة كتابة ؟ وهي بالنسبة له كلها مجتمعة، وهذا يجعل مهمة المترجم صعبة، مع العلم أن المتحدث قد أشار إلى وضع الترجمة الصعب في العالم العربي، فقال أن المجال تسوده الفوضى وأنه يعاني من عدة مشاكل من بينها القرصنة والتحريف وتجاهل حقوق التأليف منبها بالخصوص من مسألة التراجم على التراجم التي يعتبرها غير نافعة.
وقد تحدث محمد علي اليوسفي الأديب والمترجم، من جهته عن تجربته في الترجمة التي قال عنها أنه انطلقت منذ السبعينات عن طريق الصدفة في سوريا ثم تواصلت في بيروت. فقد كان يعيش في سوريا وكان يحذق الفرنسية وهو ما كان يمثل امتيازا بالنسبة له، وإذ جاءت الترجمة عن طريق الصدفة، فإنها قادته إلى ترجمة كتب لماركيز وجعلت أهل الذكر يشهدون له بالكفاءة. وقد شدد المتحدث على ضرورة مراجعة النصوص المترجمة قبل نشرها، لكثرة ما يلاحظ من أخطاء في العديد من الترجمات المنشورة، الأمر الذي أيده فيه الأستاذ احمد الصمعي مدرس الأدب الإيطالي الذي قال أنه راجع أربعة ترجمات من الايطالية ووقف على الأخطاء المهولة التي تعج بها.
وفي بداية الجلسة الثانية، جددت الاستاذة زهية جويرو الحديث عن صعوبة ترجمة الشعر مشيرة إلى أن هذه الصعوبة جعلت البعض يقول باستحالة ترجمة الشعر، الأمر الذي أيده المتدخل الأول في الجلسة صلاح الدين بن عياد وهو أستاذ فرنسية وله مجموعة من الترجمات الأدبية، مقابل ذلك، فإنه يعتبر أن ترجمة الشعر ضرورية، وإلا لما وصلتنا أثارا شعرية خالدة من العالم وهي لم تصلنا في لغتها الأصلية وإنما مترجمة إلى لغات أخرى. وإذ يرى المتدخل أن جودة النص الأصلي ونوعيته تساعد كثيرا على نجاح الترجمة، فإنه يعتقد بأنه لابد من الالتزام بعدة شروط للنجاح في ترجمة الشعر ومن بينها الحفاظ ما أمكن على الصور الشعرية واحترام النبرة واحترام المسائل الشكلية والإيقاعية التي تأتي بالنسبة له في مرحلة ثالثة لأن الأهم في ترجمة الشعر هو التمكن من نقل تلك الأصوات الموسيقية الموجودة في النص الأصلي.
بالنسبة للمتدخل الثاني، جمال الجلاصي وهو روائي وشاعر ومترجم، ( اعمال سنغور الكاملة من بين تراجمه) فإن الطلب كثير على ترجمة الشعر، من جميع اللغات تقريبا وإليها وذلك رغم صعوبة العملية. وذكر المتحدث بأنه وإلى غاية بداية القرن الواحد والعشرين، ظل هناك من يرى أنه يستحيل ترجمة الشعر، وكان هناك إصرار على أن هذه الترجمة، إن تمت فيجب أن تكون مطابقة تماما للنص الأصلي في مبناه ومعناه، مع وجود قناعة لدى أصحاب هذا الرأي بأنه لا يمكن ترجمة الشعر دون فقدان خصائصه، وهم في ذلك يسرون على خطى الجاحظ الذي كان لا يؤمن مطلقا بترجمة الشعر وكل محاولة لترجمته بالنسبة له محكومة مسبقا بالفشل.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115