في حملة لتلقيح الفنانين: الثقافة تستعيد عافيتها ؟

لم يسبق للحياة الثقافية أن عوفت جمودا وشللا كما حدث في زمن الكورونا التي بسببها أوصدت المسارح أبوابها وعلقت المعارض والقاعات نشاطها...

وبسببها عانى الفنانون الأمرّين بعد أن حُرموا من ممارسة مهنهم وشغفهم من جهة وتعسرت أمورهم المادية والاجتماعية من جهة أخرى...
ومن أجل عودة الحياة إلى جسد الثقافة وعودة الروح إلى أفئدة الفنانين، تمّ يوم أمس بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي تنظيم حملة تلقيح ضد فيروس كورونا لكل المنتمين للقطاع الثقافي دون استثناء.
وللفنانين في الجهات نصيب من التلقيح
كما عصفت الكورونا بقوت عديد الفنانين وأحالتهم على البطالة القسرية، فقد سرقت الحياة من أجساد فنانين آخرين على غرار المسرحي مكرم نصيب والكوميدي حمادي غوار والفنان الشعبي أشرف جرمانة... ومن أجل الحفاظ على سلامة الفنانين والسعي إلى عودة الحياة إلى المشهد الثقافي في أقرب الآجال،احتضنت مدينة الثقافة الشاذلي القليبي يوم أمس حملة لتلقيح الفنانين من كل الاختصاصات والقطاعات.
وقد شهدت الحملة إقبالا محترما من قبل أهل الفن والثقافة الذين ينتظرون بفارغ الصبر استئناف أنشطتهم وممارسة مهنتهم بعد أن طالبوا عشرات المرات والمرات بإنقاذ القطاع وأبنائه من براثن الكورونا التي أتت على الأخضر واليابس ولم تترك لهم متنفسا ... وقد دعا الفنانون الحاضرون في على غرار لطفي بوشناق وجمال المداني وأسامة فرحات زملائهم ممن لم يشملهم التلقيح إلى الإقبال بكثافة على هذه الحملة حفاظا على سلامتهم وسلامة عائلاتهم وجمهورهم...
وفي إطار اللامركزية الثقافية والصحية، من المنتظر تنظيم حملات تلقيح ضد فيروس كورونا لفائدة الفنانين في الجهات والولايات الأخرى .
وقد سجل كل من وزير الشؤون الثقافية بالنيابة الحبيب عمار و رئيس ديوان الوزارة يوسف بن إبراهيم والمندوب الجهوي للصحة بتونس حضورهم في مدينة الثقافة لمواكبة حملة تلقيح الفنانين حرصا منهم على توفير الضمانات القصوى من أجل عودة الحياة الثقافية في مناخ من الوقاية والحرص على احترام البرتوكول الصحي.
هشاشة قطاع وتضرر فنانين
لا يزال الفن أسير الكورونا، ولا يزال الفنانون في انتظار رفع الحظر عن قاعاتهم ومسارحهم ونشاطهم... فقد عيل صبرهم وهو يحتجون أمام مقرات المؤسسات ويرسلون بالبيانات المتتالية ويطلقون الحملات والشعارات.... ولا من مجيب !
لم تكن المنح الظرفية ولا المساعدات الاستثنائية بكافية لسد حاجة الفنانين والمنتمين للقطاع بعد أن عرّت الكورونا هشاشة المهن الفنية وضعف التغطية الاجتماعية للفنانين في غياب لقانون يحمي مكانتهم ويصون كرامتهم ... فكانت الثقافة من أكثر القطاعات تضررا في الأشهر الأخيرة.
مما لاشك فيه أن عديد المشتغلين بالمجال الفني قد دفعوا الضريبة غالية بسبب طول الأزمة وتعليق الأنشطة الثقافية لكنهم لم يشتموا الفن والمهنة بقدر ما يعتبون على السلطة والمسؤولين لتعاملهم مع الفنانين باحتقار وتهميش ولتنزيلهم الثقافة في مرتبة العجلة الخامسة !
فهل تعود الحياة الثقافية بنسق مكثف قريبا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من وضعيات اجتماعية حرجة ولكنس الملل والتصحر من شوارع الفن في تونس؟

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115