بعضهن اضطررن إلى الفرار من البلاد: فنانات أفغانستان يستغثن تحت حكم طالبان

بعد أن أحكمت حركة طالبان قبضتها على أفغانستان، صرخت النساء بصوت واحد بأنّ حريتهن في خطر وأنّ حقوقهن ستنسف وكأنها لم تكن! بعد عقدين من الزمن،

ناضلت خلالهما الأفغانيات بكثير من الصعوبة للدفاع عن كينوناتهن وتحقيق بعض المكاسب وكان سقوط العاصمة كابول بمثابة العودة إلى النقطة الصفر التي عصفت بكل الآمال والأحلام.
لم تكن أمام النساء في أفغانستان خيارات عديدة، إما التزام منازلهن أو الهرب خارج البلاد خوفا من بطش داعش.
تحذير من حظر طالبان لكل الفنون
لم يكن تاريخ حركة طالبان في معاملة المرأة ناصعا مطمئنا بل ساده الضيم والاضطهاد... فعندما حكمت طالبان أفغانستان من 1996 إلى 2001 منعت النساء من التعليم والعمل وفرضت عليهن غطاء الوجه وغيرها من الممارسات المهينة باسم الشريعة الإسلامية.
ولأن طالبان حركة لا تؤمن بالفن لا شك أن وضع الفنانات في أفغانستان سيكون أكثر حرجا وأشد سوءا. وقد عبّرت عن قتامة هذا الوضع المخرجة الأفغانية والمديرة العامة لمؤسسة الفلم الأفغاني «صحراء كريمي» وهي تطلب النجدة من جميع المجتمعات التي تحترم السينما في العالم. وقد كتبت هذه المخرجة السينمائية على «تويتر» ما يلي : «أكتب إليكم بقلب مكسور وأمل عميق أن تتمكنوا من حماية أهلي وخاصة صانعي الأفلام، من طالبان. لقد ذبحوا شعبنا، وخطفوا العديد من الأطفال، وباعوا الفتيات عرائس للرجال». وأضافت: «إنها أزمة إنسانية، ومع ذلك فإن العالم صامت، إنهم سيحظرون كل الفنون».
ولئن نجحت «صحراء كريمي» في حشد الدعم والفرار من أفغانستان بعد أن سقطت في يد طالبان، فلاشك أن رسامات وشاعرات وأديبات وفنانات أخريات يقبعن في بيوتهن تحت سقف الخوف من المجهول وفي عيونهن حسرة على شموع من الجمال والفن انطفأت قبل أن تنير درب الحريات... كان يمكن لثقافة الحياة أن تغيّر من وجه أفغانستان لولا عودة طالبان !
جمعيات نسائية تونسية تتضامن مع الأفغانيات
لأنّ حقوق المرأة منظومة كونية لا تختلف في القيم والمبادئ الكبرى من بلد إلى آخر، فقد مثّل وضع النساء في أفغانستان مصدر قلق واهتمام لدى جمعيات نسائية تونسية. وفي بيان مشترك لكل من الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات وجمعية بيتي وجمعية النساء التونسيات للبحث حول التنمية و جمعية أصوات نساء وجمعية المرأة والمواطنة وجمعية توحيدة بالشيخ، تم الإعلان عن التضامن مع النساء الأفغانيات ومع كل ضحايا الصراعات المسلحة.
وقد ورد في هذا البيان ما يلي :» يتابع العالم بأسره هذه الأيام المؤامرة الجديدة التي تحاك ضد الشعب الأفغاني العريق وما يسلط على النساء الأفغانيات من ضرب لحقوقهن واعتداءات على أجسادهن وتدمير لذواتهن رغم نداءات الاستغاثة المتعددة ومناشدة كل الضمائر الحية لنجدتهن. كالعادة تُنفًّذ سياسات قوى الهيمنة والتحالفات والمحاور على ظهور النساء اللواتي يتم التخلي عن كرامتهن وحقوقهن ومواطنتهن، كما يتضح من الوضع المأساوي للنساء الأفغانيات اللواتي وقع التخلي عنهن وتركهن عرضة لكراهية وبطش حركة طالبان».
ولأنها ترفض أن تكون أجساد النساء حطبا للحروب الاستعمارية ووقودا للخيارات الرجعية، فقد ناشدت الجمعيات المذكورة «كل النسويات والأحرار في تونس وفي العالم للتضامن مع النساء الأفغانيات وإيقاف الصراعات المسلحة التي تدفع النساء ضريبتها مضاعفة والنضال ضد التسلح ومن اجل سلم عادلة لكل شعوب العالم».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115