رحيل الفنانة دلندة عبدو: أتقنت دور العجــوز وهي في عــزّ الشباب !

إلى آخر رمق في حياتها لم تفارق الوداعة عيون دلندة عبدو، كما لم تغب عن ثغرها الابتسامة الودودة ...وإلى آخر أيام عمرها بقيت

الراحلة تحتفظ بروح المرح وخفة الظل حتى وهي طريحة الفراش الذي لازمته طيلة الثماني السنوات الأخيرة من حياتها.
حدث وأن قتلت الإشاعة الفنانة دلندة عبدو في مرات سابقة ولكن هذه المرة كان الخبر حقيقة لا تحتمل التكذيب !لقد رحلت دلندة عبدو ، صباح أمس الثلاثاء 29 جوان 2021، بعد صراع طويل مع المرض عن عمر ناهز 93 عاما.
ولدت دلندة عبدو يوم 2 ديسمبر 1928 في نهج تربة الباي بتونس العاصمة. وقد نذرت الفقيدة حياتها للفن ولا شيء غير الفن، فلم تتزوج غيره ولم تنجب أبناء غير الأعمال الفنية المتعددة والمتنوعة ما بين المسرح والسينما والتلفزيون والإذاعة. ولهذا أطلق عليها الفنان إكرام عزوز لقب «أمينة رزق تونس» لأنها تشترك مع هذه الممثلة المصرية الراحلة في التضحية بكل شيء من أجل عيون الفن.
قبل انطلاق مسيرتها الفنية في خمسينيات القرن الماضي، كانت الراحلة تحمل اسم «خيرة الغربي» قبل أن يتعرّف عليها الفنان بشير الرّحال على خشبة المسرح ويطلق عليها اسم «دلندة عبدو». وقد كان للراحلة حضور مميز على ركح الفن الرابع، وقد لعبت أدوار مختلفة في عدد من المسرحيات التونسية على غرار «صقر قريش»،«ولد شكون هالمغبون»، «الطرش حكمة».... إلى جانب إبداعها في فرقة «الإذاعة التونسية للتمثيل»، شدّت دلندة عبدو الأنظار والاهتمام من خلال شاشة التلفزيون سيما في السلسلات الكومدية التالية: «أمي تراكي» و«محل شاهد» الذي اشتهرت فيه الراحلة بدور «هناني» صحبة الراحل رمضان شطّا في دور «حميداتو» ... وفي «حكايات العروي» كانت دلندة عبدو واحدة من بطلات هذه القصص الشيّقة خاصة في دور «جرادة» رفقة الراحل نور الدين القصباوي في دور«عصفور»... في الدراما الرمضانية، كثيرا ما استعان المخرجون بإطلالة دلندة عبدو المبهجة والطريفة، فكان لها مرور عذب في مسلسلات «الخطاب ع الباب» و«عنبر الليل و«الدوار»...
مما لا شك أنّ دلندة عبدو برعت في أداء دور المرأة العجوز بمنتهى الإبداع والإتقان بالرغم أن عمرها لم يتجاوز عشرين سنة !
في غضون السنوات الثمانية التي لازمت فيها دلندة عبدو الفراش، زارها من جمهورها الوفي لفنّها ومن زملائها الباقين على العهد الكثيرون. كما عادها جلّ وزراء الثقافة وآخرهم وزير الشؤون الثقافية بالنيابة الحبيب عمار بتاريخ 10 جوان2021. وبمناسبة عيد المرأة الموافق لـ 13 أوت 2020، زار الرئيس قيس سعيد الفنانة الراحلة في بيتها تكريما لمسيرتها الفنية الطويلة والثرية.
بعد رحيل دلندة عبدو، يبقى الرجاء في توثيق سيرتها ومسيرتها على أمل أن تستمع الأطراف المعنية إلى النداء وتقوم بجمع أرشيف المرأة المسموع والمرئي إكراما لروحها وإنصافا للأجيال السابقة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115