جماليات عالية ومهارات فنية أساسها الأداء البشري المذهل والإبهار في الحركات والرقصات... وفي دورة رابعة من المهرجان الدولي لفن سيرك الشارع تقترح جمعية «سيرك بابا روني» على عشاق هذا الفن فسحة من المرح والفرح والفن في ست ولايات.
في ندوة صحفية احتضنتها دار الثقافة ابن رشيق تم الكشف عن تفاصيل المهرجان الدولي لفن سيرك الشارع في دورته الرابعة التي تنتظم من 24 إلى 29 جوان 2021 .
عروض وورشات في 6 ولايات
في الوقت الذي لا يزال فيه فن السيرك في تونس يطالب بالاعتراف به خاصة بعد اندثار المدرسة التونسية لفنون السيرك التي أسسها محمد إدريس صلب مؤسسة المسرح الوطني سنة 2005.، فإن جمعية «سيرك بابا روني» تسعى إلى نشر ثقافة السيرك لتكون رافدا من روافد الثقافة التونسية وحتى تكون تونس سفيرة فنون السيرك في العالم العربي.
في افتتاح المحافل الدولية والتظاهرات الثقافية الكبرى، كثيرا ما يسجل «سيرك بابا روني» حضوره اللافت ويشد اهتمام الجمهور بعروض من المتعة والإثارة. وحتى لا يبقى السيرك فن المناسبات والافتتاحات العابرة، فقد تم سنة 2018 إحداث المهرجان الدولي لفن سيرك الشارع ليكون لهذا الفن موقع ومكانة في خارطة المشهد الفني والثقافي في تونس.
في احترام لإجراءات الوقاية وتطبيقا للبرتوكول الصحي، تنتظم الدورة الرابعة المهرجان الدولي لفن سيرك الشارع بالتعاون مع وزارة الشؤون الثقافية والمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية ووزارة السياحة والمندوبيات الجهوية للشؤون الثقافية بكل من تونس وبن عروس ومنوبة وسوسة والكاف وزغوان.
من شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة وتحديدا أمام المسرح البلدي، سيكون افتتاح المهرجان ليتمتع المارة بعرض ضخم ومجاني في فن السيرك. أما الاختتام فسيكون بمعبد المياه بزغوان في استثمار لجمالية هذه المعالم الأثرية في تناغم مع الأزياء والألوان والأضواء...
وبين الاختتام والافتتاح، يتجوّل المهرجان الدولي لفن سيرك في ولايات بن عروس (25 جوان) وسوسة (26 جوان) ومنوبة (27 جوان) والكاف (28 جوان).
فنانون من 7 دول يبدعون في تجليات السيرك المعاصر
في تواصل مباشر مع الجمهور، تستضيف تونس فنانين استعراضيين من سبعة دول وهي إيطاليا وفرنسا والأوروغواي والشيلي والسويد وكولومبيا والمكسيك في انفتاح على إبداعات فن السيرك في العالم وتبادل للخبرات والتجارب.
لا يقتصر المهرجان الدولي لفن سيرك الشارع على العروض الضخمة وتنشيط الشوارع بل ينظم ورشات تكوينية بإشراف المختصين في مجال فنون السيرك.
وبالرغم من تواضع ميزانية المهرجان الدولي لفن سيرك الشارع وتراجع بعض المستشهرين عن دعم الفن عموما في زمن الكورونا، فقد شدد المدير الإداري والمالي للمهرجان هيثم القصداوي على أنه لا سبيل للتراجع عن تنظيم هذا المهرجان الذي تتأكد الحاجة إليه سنة بعد أخرى من أجل ترسيخ ثقافة فن السيرك في تونس والحصول على اعتراف سلطة الإشراف بفناني السيرك بصفتهم فنانين محترفين .... إلى جانب إمتاع وترفيه الجمهور في كل الولايات ومن مختلف الشرائح العمرية.
من ميزات «سيرك باباروني» قدرته على التكيف والتأقلم حسب طبيعة المكان وخصوصية الفضاء. فيمكن أن يقدم عروضه داخل القاعات والمسارح المغطاة في مزج بين المسرح والرقص والتعبير الجسماني و البهلوانيات في تناغم مع الموسيقى و التصميم المتطور للأضواء لإنشاء عمل فني متكامل يصوّر موضوع ما ويعالج قضية فنية معينة. كما باستطاعته الإبداع في مسارح الهواء الطلق أو في الساحات العامة من خلال تقديم العروض الفنية والفرجوية المبهرة.
«سيرك بابا روني» في سطور
سنة 2008 تم بعث جمعية «سيرك بابا روني» في منطقة المحمدية من ولاية بن عروس للمحافظة على وجود هذا الفن وتكوين هواته وتطوير أدواته ومقاربته الجماليةإلى جانب تقديم عروض فرجوية في كامل تراب الجمهورية.
وقد تلقت المجموعة الشبابية التي أسست «سيرك بابا روني» تكوينا مع تربص مغلق بألمانيا ساهم في تطوير قدراتها في هذا المجال وصقل مواهبها وطور معارفها من خلال الاحتكاك بفرق متعددة من كامل أنحاء العالم. شارك هذا السيرك في جل المحافل الفنية والمهرجانات الدولية على غرار مهرجان دقة الدولي و بنزرت و بوقرنين وأيام قرطاج المسرحية....كما مثل تونس في الأيام الأورو متوسطية لفنون المسرح.