باب القرآن: أساليب التنبيه في القرآن (1)

امتاز القرآن الكريم بتنوّع أساليب خطابه؛ إذ من الثابت أن التنوع في أساليب الخطاب له من الأثر في نفس المتلقي والقبول في عقل المخاطب ما ليس للأسلوب الواحد،

ولا غرو في ذلك؛ فالقرآن خطاب الخالق إلى المخلوقين، وخطاب السماء إلى الأرض، وهو الخطاب الخالد ما دامت السماوات والأرض، وغيره من الخطابات خطابات قاصرة فانية زائلة.
ومن أساليب القرآن الكريم في خطاب المكلفين أسلوب التنبيه، وهو أسلوب الغرض منه تنبيه السامع والمخاطب لمعنى يراد تقريره عليه، أو لأمر يقصد تذكيره به، وهو أشبه ما يكون بالمنبه المادي، الذي ينبه الأذن إلى أمر خطير، أو شأن ذي بال.

• أدوات التنبيه:
لأسلوب التنبيه أربع أدوات، هي: الهاء، و(ألا) بتخفيف اللام، و(أما) و(يا).
أما (الهاء) فهي أم الباب، وتدخل على أربعة أمور:
أحدها: أداة الإشارة (ذا) فنقول: هذا، هذه، هذان، هاتان...
الثاني: ضمير الرفع المخبَر عنه باسم الإشارة، نحو قوله سبحانه: "ها أنتم أولاء" النساء:109.
الثالث: بعد (أي) في النداء، نحو "يا أيها الذين آمنوا"، وهي في هذا واجبة للتنبيه على أنه المقصود بالنداء.
الرابع: اسم الله في القسم عند حذف حرف القسم، يقال: ها ألله، بقطع الهمزة ووصلها، وكلاهما مع إثبات ألفها وحذفها.
والأداة (ألا) بفتح الهمزة وتخفيف اللام، وهي أداة استفتاح، يُستفتح بها الكلام، وتفيد التنبيه وطلب الشيء بلين ورفق، وتفيد مع التنبيه، تحقق ما بعدها.
و(أمَا) بفتح الميم المخففة، يُستفتح بها الكلام، وتفيد تنبيه السامع إلى ما يُلقى إليه من الكلام. و(يا) أصلها حرف نداء، فإن لم يكن بعدها منادى، كانت حرفاً يقصد به تنبيه السامع إلى ما بعدها. ويكثر دخولها في الجمل المقصود منها إنشاء معنى في نفس المتكلم دون الإخبار، فيكون اقتران ذلك الإنشاء بحرف التنبيه إعلاناً بما في نفس المتكلم من مدلول الإنشاء، كقولهم: يا خيبة، ويا فرحي، ويا للهول.
وهذه الأدوات ذكرت في القرآن، سوى الأداة (أما) مخففة الميم، فلم يرد لها ذكر فيه.

يتبع

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115