ربيع سبيطلة الدولي 2016 لا يخاف الإرهاب: سبيطلة أوّل مدينة عربيّة تحتفل بتحرير تدمر

أسبوع مرّ على افتتاح ربيع سبيطلة في دورته الخامسة عشر، ربيع بدأ بعرض فنّيّ عنوانه «من سبيطلة إلى تدمر» أحيته مجموعة البحث الموسيقي للفنان نبراس شّمام بمشاركة مجموعة «رجال الحارة» السورية وقد ازدانت ساحة المعابد بالمدينة الأثرية بصور فوتوغرافية

عملاقة لمعالم تدمر وبصورة عملاقة لعالم الآثار الشهيد خالد أسعد الملقّب بعاشق تدمر الذي أعدمته قوى الظلام على عتبات معشوقته وهو الذي علم بالتهديدات ورفض الهروب منها، ربيع سبيلطة سقى الإكليل والزعتر بالفن في الجبال، ومثال على رسوخ الثقافة المحبة للحياة وتحديها للإرهاب ومغّاراته..

«من سبيطلة إلى تدمر» عرض تفاعلت فيه الحان «البحث الموسيقي» العريقة وكلماتها القانية مع دبكة سورية لها أكثر من رمزية وبذلك تكون سبيطلة أول مدينة عربية تحتفي كما يجب بتحرير القلعة العصيّة تدمر رغم أن هذا النصر العظيم، تحرير تدمر، حصُل منذ يوم 27 مارس الفارط، وفي الحقيقة لسبيطلة حكاية جميلة وأصيلة مع تدمر فالمدينتان قلعتان تاريخيتان وفي 2007 كانت الفنانة العظيمة منى واصف ضيفة ربيع سفيطلة وقارنت أثار سبيطلة الرائعة بآثار تدمر وقالت ام الشنفرى يومها أنها ستكون سفيرة لسبيطلة في العالم إعجابا بجمالها وانبهارا بمعالمها الشامخة..

سياحة ودبلوماسية ثقافية
«من سبيطلة إلى تدمر» ليس مجرّد عرض فني في مهرجان سنوي وإنما وصف لمسلك حضاري وجسر صلب يشدان سبيطلة إلى تدمر ودمشق إلى قرطاج وتونس إلى سوريا، وقد كانت جمعية «الجالية السورية بتونس» ضيفة هذه الدورة وحضر الدكتور شوقي المالح الكاتب العام للجمعية، كما أكده لنا الشاعر عدنان الهلالي، وكان له حضور لافت وانيق في يومي الافتتاح والاختتام وفي الفقرات الفنية بمعهد سبيطلة1 وفضاء مينرفا ومن خلاله أراد ربيع سبيطلة ان يحتفي بالاشقاء السوريين في تونس في هذه المرحلة الصعبة الذي أصبح فيها السوري الكريم لاجئا ومشرّدا في عشرات البلدان أما في تونس فهم ليسوا بلاجئين وإنما جالية مكرّمة و معزّزة رغم غياب سفارة تعتني بهم وتنظم شؤونهم. هذا هو ما يميّز ربيع سبيطلة فهو ليس مهرجان عروض وإنما تظاهرة ذكيّة منفتحة على واقعها يحيّنها منظموها.

ورود الحدود... من تبسّة إلى سبيطلة
من انتاجات المهرجان فقرة فنيّة بعنوان «ورود الحدود» أمنها الشاعر والاعلامي الجزائري توفيق عوني والفنانان جمال الدين درباسي ومحمد الصالح ميمون وشارك معهم في العرض العازف اللافي الخشناوي ابن سبيطلة وعازف القيتار الكونغولي دفيد جيرو . هذه الفقرة قدمت في فضاء مينرفا بحي السرور وكانت حميمية قدم فيها الفنان الجزائري اغنية لتونس وغني فيها محمد الصالح ميمون اغنية «فافا اينوفا» الامازيغية وشارك فيها الفريق الموسيقي لمعهد سبيطلة1 وقد اختتم دفيد جيرو..

اعتبر عدنان الهلالي أنّ نجاح المهرجان يكمن في «التقاء ما يقارب ألف طفل من سبيطلة وأريافها ومن بنزرت ونابل ممن شاركوا في كرنفال الإكليل الذي عبق عطره في ارجاء الشارع اذ حمله الجميع في كرنفال احتفى بزهرة جبال الشعانبي و سمامة و الظهرية التونسية و قد انطلق الكرنفال الى المدينة الاثرية حيث كانت مجموعة اجراس لعادل بوعلاّق في انتظارهم في الساحة العمومية امام معابد جينون و جوبيتار ومينرفا وقد حمل هذا العرض الختامي عنوان «معابد الصرّار» في انتصار للصرار في وجه القرّ واهل القرار».

هذه الدورة من ربيع سبيطلة لا تخلو من جنون لا فقط من خلال المعلّقة وانما أيضا من خلال البرمجة التي احتفت بتدمر «من سبيطلة إلى تدمر» وأحيت الذكرى المائوية الرابعة لرحيل الكاتب الاسباني الشهير ميغيل دي سرفنتس من خلال عرض مسرحية «قورة دون كيشوت» لوليد دغسني وعرض «خطاطيف ماي» الذي قدّم في خمس مدارس ريفية هي الذواودة والقساسمية والوسّاعية والزغادنية والجروالة 2 والورود التي نبتت في الحدود، حدود احتكرها الارهاب والتهريب، ومن خلال سمر فنّي مرتجل في فضاء مينرفا و»مبيت الفنون» في معهد سبيطلة1.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115