أيام الدعم المسرحي في صفاقس: جمهور متعطش للفرجة ومسارح تحتضن روادها بشغف

احتضنت مدينة صفاقس تظاهرة ايام الدعم المسرحي لتقدم خمسة عشرة عرضا توزعت على خمس فضاءات عمومية هي مركز الفنون الركحية والدرامية

بصفاقس والمركب الثقافي محمد الجموسي ودار الثقافة باب بحر وفضاءين ثقافيين خاصين هما «الورشة 271» في عقارب و red royal theatre بسيدي منصور.
أيام الدعم المسرحي فرصة لاقبال الجمهور على العروض ولقاء المسرحيين وتقديم اعمال من مدارس مختلفة واعادة الحياة للركح والحياة للمسارح.

عادت الاضواء الى الركح والمتعة للمثل
عادت الحياة الى الركح، فتحت المسارح المغلقة منذ وقت ليس بالقصير بسبب جائحة الكورونا، قدمت الهياكل الخاصة والعامة اعمالها المسرحية وانفتحت على جمهورها، عادت المتعة الى المسرح ومعها عاد حب الفرجة، انفتحت العروض على اكثر من فضاء لنوفر الفرجة للجمهور ونوفر له الفرصة لمشاهدة اكثر من عرض في فضاءات متعددة هكذا يقول حاتم الحشيشة مدير مركز الفنون الركحية والدرامية بصفاقس عن التظاهرة التي وفرت مسحة من الحياة على الفضاءات الثقافية واستطاعت جلب الجمهور مع احترام كل اجراءات البروتوكول الصحي.
تظاهرة ايام الدعم المسرحي كانت فرصة للقاء الجمهور بالمسرحيين، فرصة للمشاهدة واكتشاف مدارس تمثيلية ومسرحية مختلفة، عن التظاهرة يقول الممثل والمخرج عمر بن سلطانة « أُنجزت التظاهرة في موسم ثقافي استثنائي، ورغم الاوضاع الخاصة فالتظاهرة ككل سنة صنعت حركية مسرحية لما قدمته للجمهور ومحبي الفرجة الحية، وقد تنوعت الاعمال بين الهواية والاحتراف وأعمال للأطفال وأخرى للكهول، بالإضافة الى تنظيم محكم من قبل العاملين بالتظاهرة والساهرين على انجاحها لإعادة روتينية المسرح الجميلة وإعادة الجمهور الى القاعات وأصواتها وإعادة الفنان الى الخشبة معها عودة الابتسامة والأنوار على الركح، وعودة الموسيقى الى الجسد وصوت الممثل للعب بعد فترة طويلة خاصة في ولاية صفاقس، لتكون التظاهرة كما عودة النبض لقلب الفن الرابع».

التقنيين ركيزة نجاح العرض المسرحي
اربعة ايام من الفرجة، توزعت العروض على اكثر من فضاء مسرحي، خمس فضاءات احتضنت العروض المقدمة في تظاهرة ايام الدعم المسرحي التي نظمها مركز الفنون الركحية والدرامية بصفاقس.
في صفاقس عادت الحياة الى المسارح، عادت العروض والفرحة وتلك البهجة السحرية التي يبعثها المسرح في مريديه، نسق ماراطوني في العروض بمعدل 4 إلى 5 عروض يومية كشفت براعة التقنيين وقدرتهم على تسيير العروض وإنجاحها وتوفير مناخ عمل ملائم للمثل ليقدم عمله بكل مقومات النجاح التقني، التقنيين من علامات نجاح التظاهرة ونجاح العروض في اكثر من فضاء، في صفاقس كان لتقنيي الاضاءة والصوت دورهم الفاعل في انجاح العروض المقدمة وعلى سبيل الذكر صبري بوعزيزي وعمر العمر وبلال الخشيبة ومحمد الطريشيلي وامير بالاسود واويس الهرابي ومحمد رجوان بالنصر صنعوا بهجة المسرح ومتعة الفرجة التي لا تكتمل إلا بالديكور المقنع والمميز وفي صفاقس اثبت لخضر عبيد تميزه في هذا المجال تقني مبدع يعرف جيدا كيف يصنع ديكروه ليعطيه من ملامحه الكثير، لخضر عبيد نجح توفير الفرجة عبر اتقان صناعة الديكور لعدد من الاعمال المسرحية.

للشباب دورهم في صناعة الفرجة
يمتعونك اثناء الفرجة، يشدّون انتباه المتفرج ويحملونه عنوة الى عوالمهم التمثيلية، طاقة رهيبة على الركح تدفعك للمشاهدة و الانخراط معهم في التجربة الابداعية التي يقدمونها، في ايام الدعم المسرحي كان اللقاء مع المبدعين الشباب، المسرحيين الشباب الذين يحملون لواء الابداع على الركح في تجاربهم المسرحية المختلفة، العروض كشفت عن طاقات شبابية تزخر بها عاصمة الجنوب صفاقس، لكل ممثل منهم طريقته الخاصة في سرقة تركيز المشاهد.

في التظاهرة لا يمكن المرور دون الاشادة برامي الشارني ذاك الممثل المختلف والمتلون، له قدرة جسدية على تجسيد اصعب الشخصيات وقدرة على التقمص تقنع المتفرج وتدعوه لمزيد البحث عن اعماله الأخرى رامي الشارني ممثل مختلف له حضوره البهي على الركح.
ممثل آخر كشف نجاحه فوق الركح ، ممثل لحضوره تأثيره على العرض هو عمر بن سلطانة، المتلون كما الحرباء على الركح، بن سلطانة يبكي المتفرج ويضحكه في الوقت ذاته، يصبغ من روحه على شخصيته فيتماهى معها، بن سلطانة من الجيل الجديد في صفاقس ممثل محترف وقادر على الاقناع.
صفاقس منجم للمبدعين، ممثل اخر مختلف الحضور، يستطيع تجسيد الشخصيات المركبة ويتقنها، يكون طفلا في ادائه في مسرحيات الاطفال ويصبح كهلا في اعمال الكهول، يقنعك بتلونه في الشخصية الواحدة، الممثل الشاب ايمن خبوشي المقنع والمميز على الركح.
مدرسة مسرحية أخرى هي المدرسة الصامتة، فرجة اخرى وطريقة لعب مختلفة برعا فيها الثنائي محمد امين بالطاهر وحسام الحمروني، ممثلان شابان اثبتا اختلافهما وقدرتهما على صناعة عوالم الفرجة الصامتة مع مسرح «الميم والبانتوميم» وصنعا فرجة تقوم على اللعب وعوالم المهرج و السيرك، تركا للأجساد الحرية في كتابة درامية ولعب يمتع الطفل والكهل دون نصّ ونجحا في التجربة وهما من الابداعات الشبابية صانعة الفرجة والابهار في جهة صفاقس.

سعيدة الحامي ونتيجة حراث علامات للمسرح في صفاقس
طفلتان لا تكبران، محبتان للمسرح عشقتا الركح ومنذ سنوات وهما يخوضان تجارب مسرحية في مسرح الطفل والكهول، سعيدة الحامي ونتيجة حراث كلتاهما ممثلتان بحجم وطن، كلتاهما احبتا المسرح وقدمت السنوات الطويلة على الركح، كلتاهما مبدعتان بطريقة ولهما القدرة على صناعة الفرجة و اقناع المشاهد، سعيدة الحامي طفلة لن تكبر ونتيجة حراث عاشقة وشغوفة بالفن الرابع ولحضورهما بهجته ومتعته الخاصة.
محمد أمين بالطاهر ممثل يتجاوز كل أنواع الألم على الركح

ممثل رهيب، ساعة وربع من اللعب دون خوف، يتحرك بخفة ويشد انتباه المتفرج، مقنع وله عوالمه المسرحية المختلفة، لكن بمجرد انتهاء العرض تظهرعلامات الالم التي اخفاها طيلة العرض، الممثل محمد امين بالطاهر، مبدع على الركح بعد العرض توجه بالتحية لأطبائه واخصائيي العلاج فبعد عامين من العمليات الجراحية يعود محمد امين بالطاهر الى الركح والتمثيل، ممثل كان ادائه رهيبا وحرّك يده بشكل طبيعي وكانّ المسرح انساه الم العمليات، الممثل ادى واقنع وكشف لجمهوره ان المسرح فعلا شفاء و»ماكنتش نتصور نرجع للركح ونعرض ونلعب».

اقبال جماهيري كبير
تظاهرة ايام الدعم المسرحي بصفاقس كشفت عن تعطش الجمهور الى الفرجة فاغلب العروض كانت القاعات مليئة، وما يشد الانتباه الصف الطويل للجمهور المنتظر في الخارج على امل ان يوجد كرسي فارغ او يخرج احد الحضور للدخول مكانه، اجراءات البروتوكول الصحي حرمت الكثير من الفرجة لكنها كشفت مدى تعطش الجمهور للمسرح.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115