بين يديه طيّعة وداعب الأوتار حتى انسابت بين أنامله في عذوبة ممتعة...غادرنا يوم الثلاثاء 16 فيفري 2021 حمادي بن عثمان بعد مسيرة صاخبة بالموسيقى وحافلة بالتتويجات.
قبل أن يحرّك العود وأوتاره موهبة حمادي بن عثمان في العزف والتلحين، أجاد الراحل العزف على آلة الرق... وهو الذي بدأ ممارسة هوايته الموسيقية منذ نعومة أظفاره في الشبيبة المدرسية.
من ألحان حمادي بن عثمان غنّى أشهر مطربي تونس على غرار عليّة و ذكرى وصابر الرباعي ولطفي بوشناق ونجاة عطية وسنية مبارك والشاذلي الحاجي وأسماء بن أحمد وسمية الحثروبي...
وفي الدراما كانت موسيقى حمادي بن عثمان من ركائز نجاح المسلسلات التونسية الخالدة في الذاكرة، ومنها «وردة» و«الخطاب ع الباب» و«باب الخوخة» و«ماطوس» و «أخوة وزمان» و«عشقة وحكايات» و«نساء في الذاكرة» و«دعبل أخو دهبل«...
كما استعان الفن السابع بألحان حمادي بن عثمان الذي وضع موسيقى أفلام تونسية شهيرة، منها على سبيل الذكر لا الحصر: «شيشخان» و«عرب» و«حبيبة مسيكة» و«يا سلطان المدينة»...
من الشاشة الكبيرة إلى ركح الفن الرابع، وضع الراحل موسيقى 40 مسرحية وصدحت نوتاته فوق مسارح جلّ الهياكل المسرحية التونسية على غرار فرقة مدينة تونس ومؤسسة المسرح الوطني ....
طيلة مسيرته الفنية اضطلع حمادي بن عثمان بعديد المسؤوليات الإدارية حيث أشرف على تسيير الفرقة الوطنية للموسيقى والفرقة الوطنية للفنون الشعبية والمركز الوطني للموسيقى والفنون الشعبية... إلى جانب عديد المهم الأخرى.
بفضل موهبة فذّة في العزف وبراعة متفردة في التلحين، حصد الموسيقار الراحل كمّا هائلا من الجوائز والتتويجات منها الميكروفون الذهبي سنة 1997 في مهرجان الأغنية العربية بالقاهرة عن أغنية «طال بي الدرب» أداء صابر الرباعي وجائزة أحسن موسيقى للأعمال الدرامية التلفزية في المهرجان الثاني للتمثيليات العربية سنة 1983 والجائزة الوطنية في
الآداب والفنون في ميدان الموسيقى سنة 2002 وجائزة المجمع العربي للموسيقى لسنة 2015... والقائمة تطول. كما نال حمادي بن عثمان شرف الحصول على وسام الجمهورية ووسام الاستحقاق الثقافي.
أثرى حمادي بن عثمان الساحة الأكاديمية بعدد وافر من المقالات النقدية في الموسيقى وطبوعها وألحانها...
ولئن رحل عنا الموسيقار الموهوب فلا شك أن الأذن لن تنسى أبدا عذب إيقاعاته وصفاء موسيقاه التي تطرب الفؤاد وتنفذ إلى الأعماق دون استئذان.