على مقامات الأولياء الصالحين وحرق الأضرحة في شمال تونس وجنوبها دون استثناء. بمنتهى العبث والجرم، كانت عشرات المقامات عرضة للتدنيس والتخريب بما في ذلك مزار «السيدة المنوبية» ومقام «سيدي بوسعيد الباجي»...
بعد أن خمدت نيرانها وانطفأ لهيبها، عادت ظاهرة حرق مقامات الأولياء الصالحين لتطفو على السطح من جديد. وكانت ولاية القصرين هذه المرة مسرحا لجريمة استهدفت مقام الولي بوجمعة السايح في معتمدية حاسي الفريد بالحرق !
حرق مقام الولي الصالح بوجمعة السايح في القصرين
في هجمة عنيفة وغير مسبوقة في تاريخ البلاد التونسية ،استباح مجرمون مجهولون حرمة مقامات أولياء الصالحين بالنبش والحرق والهدم... ووسط تنديد السلطات واحتجاج المجتمع المدني، كانت أصابع الاتهام تدين «السلفيين» الذين يعادون في جهرهم وسرّهم «الصوفية» بدعوى أنها مارقة عن الإسلام وأنها من أوجه الشرك بالله! وكان «اتحاد الطرق الصوفية» قد اتهم سنة 2013 التيار الوهابي بالوقوف وراء عمليات حرق الزوايا والاعتداء على الأضرحة.
وبعد أن ظننا أن هذه الجرائم قد ذهبت وولت مع سنة سوداء، هي السنة ذاتها التي عرفت فيها تونس الاغتيال السياسي للشهيدين بلعيد والبراهمي، كان الخبر المفاجئ والمخيف بعودة الاعتداء على أضرحة الأولياء من جديد. وقد تم الإعلان أول أمس عن تعرض مقام الولي بوجمعة السايح في معتمدية حاسي الفريد إلى الحرق من قبل مجهولين.
وقد التهمت ألسنة النار كل محتويات المقام بما في ذلك سجادات الصلاة ومصاحف القرآن الكريم، وفي تصريح إعلامي أكد رئيس بلدية حاسي الفريد ناجي الخضراوي حرق مقام الولي الصالح بوجمعة السايح الذي يقع في منطقة الحجاج المحاذية لجبل السلوم، مرجحا أن تكون هذه العملية جريمة مقصودة أقدمت على ارتكابها أطراف معينة.
في انتظار كشف الوحدات الأمنية عن ملابسات الجريمة والتعرف على الجناة، يبقى الرجاء بأن يكون حرق مقام الولي الصالح بحاسي الفريد حادثة معزولة وليست بداية موجة جديدة من الاعتداء على الزوايا مثلما حصل إبان الثورة. وفي النهاية تبقى المقامات والأضرحة والزوايا جزءا من الموروث الديني والإنساني في بلد التعدد والتنوع والتسامح.
ظاهرة حرق أضرحة الأولياء الصالحين تعود من جديد: من يحمي الزوايا والمقامات من نيران «سلفية»؟
- بقلم ليلى بورقعة
- 12:17 11/02/2021
- 1309 عدد المشاهدات
في صفحات سوداء من تاريخها عرفت تونس بين سنتي 2012 و2013 على وجه الخصوص مسلسلا طويلا من حلقات الاعتداء