تتوالى حالات الاعتداء على المؤسسات الثقافية في كل مرّة مستهدفة بالسطو والنهب التجهيزات والمعدات والآلات... دون وجود سلطة رادعة أو رقابة على أبوابها !
بعد أن تواترت عمليات سرقة دور الثقافة في عدد من ولايات الجمهورية، كانت دار الثقافة «بئر مشارقة» من ولاية زغوان عرضة للخلع وسرقة كل محتوياتها ...
سطو على تجهيزات تناهز كلفتها 70 ألف دينار
إن كان إحداث دور الثقافة وتجهيزها يتطلب ضخ اعتمادات كبيرة من مال المجموعة الوطنية، فإن اللصوص كثيرا ما ينهبونها في استنزاف تجهيزاتها المتواضعة وتعطيل لأنشطتها ونواديها...
في الوقت التي تفتح فيه دار الثقافة بئر مشارقة أبوابها لاحتضان الشباب والأطفال ولصقل الهواية والمواهب في مختلف نواديها المختصة في التصوير الفوتغرافي والرقص والسينما والبيئة والطفل والمسرح والشطرنج والفنون التشكيلية والبريكولاج والفسيفساء والعرائس والخزف... كانت تجهيزاتها وأدوات عملها مطمعا للصوص. في نهاية الأسبوع الفارط، تسلل مجرمون إلى دار الثقافة بئر مشارقة ليفرغوها من كل محتوياتها ولا يتركون فيها سوى المكاتب الخشبية !
في محاولة جرد لقائمة المسروقات، تحدث مدير دار الثقافة عصام الرياحي لـ«المغرب» بحرقة، قائلا: «تفطنا يوم الاثنين غرة فيفري الجاري إلى عملية سطو مدبرة استهدفت المؤسسة بعد غلقها في نهاية الأسبوع احتراما للتوقيت الاستثنائي للعمل. لقد تسلل المجرمون من الباب الخلفي لدار الثقافة للسطو على كل تجهيزاتها التي تحصلنا عليها بشق الأنفس. إذ تمت سرقة 6 حواسيب و2 تلفاز وآلات موسيقية وأجهزة طباعة وكاميرات تصوير ووحدات صوتية وضوئية بكلفة تناهز 70 ألف دينار. وقد قامت الشرطة الفنية برفع البصمات على أمل التعرف على هوية اللصوص».
نقص حاد في الأعوان وتعطل في الأشغال
هي ليست المرة الأولى التي تكون فيها دار الثقافة بئر مشارقة عرضة للسطو بل للمرة الثالثة ينتهك المجرمون حرمتها، وقد ندّد مديرها بغياب الحراسة الليلية وحتى في النهار وبعدم وجود كاميرات مراقبة رغم المراسلات المتكررة إلى المندوبية الجهوية للثقافة والسلطات الجهوية مشيرا إلى أن هذه المؤسسة تشكو من نقص في الأعوان وتفتقر حتّى إلى عملة التنظيف !
في سابقة من نوعها وعلى عكس دور الثقافة في كل الولايات تنقسم دار الثقافة بئر مشارقة إلى جزءين ويتوزع نشاطتها على فضاءين متباعدين في المكان والمسافة. في هذا السياق كشف المدير عصام الرياحي أن سلطة الإشراف رصدت 500 مليون دينار منذ ما يقارب ثلاث سنوات لاستئناف أشغال تشييد دار الثقافة بعد أن توقفت أيام الثورة مقتصرة على الانتهاء من بناء قاعة العروض فقط. ولكن إلى اليوم لم يتم التقدم في هذا المشروع رغم المشقة التي يجدها أبناء الدار وروادها في التنقل بين قاعة العروض ومقر دار الثقافة.
كما هو الحال في المركز والولايات، العاصمة والجهات... لم تسلم دور الثقافة في من سطو اللصوص ونهب العصابات مما يطرح التساؤل حول غياب الحراسة عن هذه الفضاءات الثقافية الحيوية ومدى الجدية في حماية ممتلكاتها ومكتسبات روّادها؟