ضمن تظاهرة «من مرايا الإبداع الأدبي والنقدي»: ولاية سليانة تحوّل اللامركزية من الجهات إلى العاصمة

في اطار الاحاطة المباشرة بالطاقات الكامنة في جهة سليانة في مجالي الابداع الأدبي والنقدي خصوصا والتي لا تجد حظّها في الاشعاع والبروز جهويّا ووطنيا أمام ندرة المشاركة

وقلّة الاحتكاك بمن سبق في هذه المجالات، ونظرا لاكتشافها من خلال تجربة «الملتقى الوطني الأدبي توفيق بكار» في دورته الثانية لقدرات واضحة لعديد الفاعلين الثقافيين بالجهة في مجال الدراسات النقدية والفكرية والأدبية ارتأت دار الثقافة «ابن أبي الضياف» بسليانة وبالشراكة مع نادي توفيق بكار للسرد بدار الثقافة المغاربية «ابن خلدون «بتونس تأسيس مشروع فكري للإحاطة والتعريف بهذه الكوامن جهويا ووطنيا أطلقت عليه اسم»من مرايا الابداع الأدبي والنقدي في سليانة»لينتظم ليوم واحد وبصفة دورية سنوية.

يكون ثاني لقاء ضمن هذا المشروع يوم 24 ديسمبر الجاري بمقرّ دار الثقافة المغاربية»ابن خلدون»بتونس العاصمة حيث تنتظم جلسة أولى برئاسة الأستاذ صابر الجلاصي وتتضمن كلمة الأستاذ مصطفى المدائني فكلمة الهيئة العلمية لملتقى مرايا الإبداع الأدبي والنقدي بسليانة ثم تقديم دراسات وقراءات في عدد من النصوص وهي كتاب «لوحات على هامش العمر» للأستاذ مختار الزريبي من تقديم الأستاذ مصطفى المدايني وكتاب»مزاهير الشتاء» للأديب عبد المجيد فرحات في تقديم للدكتورة سلوى العباسي وديوان «العنقود» للناصر العماري من تقديم الأستاذ مراد ساسي.  

وخلال الجلسة الثانية برئاسة الأستاذ مصطفى المدايني المشرف على نادي توفيق بكار للسرد تقدّم الاستاذة حبيبة الخضراوي دراسة وقراءة في رواية «النهار راح» للأديبة رجاء بوستة ثم يقدّم الاستاذ مبروك المناعي مداخلة فكرية بعنوان»الشعر والنقد: المقومات والإشكالات» ليتوّج اللقاءات بقراءات شعرية لكل من محمد الجويني والناصر العماري والسعيدي المنصوري وسليمي السرايري ومحمد الهادي الجزيري وعبد الرزاق بالوصيف وتتخللها مصاحبات موسيقية من تأمين الفنان عادل بوعلاق.

ويندرج هذا المشروع الادبي والفكري حسب ما أفادنا الاستاذ نبيل الزايدي مدير دار الثقافة بسليانة ضمن خانة تنمية التنوع الأدبي والثقافي ولا مركزية الابداع الثقافي والتظاهرة الخصوصية «بصمات ابداعية» التي تشرف عليها وزارة الشؤون الثقافية» ليكتسي المشروع حسب ما اضاف قيمته المضافة من خلال التأسيس لارساء  حاضنة ثقافية جهوية للمبدعين الهواة في الأدب عموما والنقد خصوصا ورسكلة وتكوين هذه الطاقات بالاحتكاك مع أقلام لامعة ومعروفة التجربة في المجالين وتأسيس تجربة نقدية «سليانية» بحتة جديرة بالتقدير والتعريف بها ليسعى هذا  المشروع في دورته الأولى على الأقل إلى ضمان مجموعة من المحصّلات منها تثمين بعض الاقلام التي تميّزت في السنوات الأخيرة في مجال الادب عموما والرواية والقصة خصوصا وجعل هذا الانتاج موضوعا للنقد الأدبي من لدن بعض المثقّفين أصيلي الجهة يقدّمونه أثناء هذه الفعالية وإخراج الابداع النقدي من الفئوية الضيّقة وفسح المجال للطاقات الصاعدة بالجهة للتعبير عن قدراتها والتعرّف للمناهج والمدارس المختلفة في هذا الباب من خلال المثاقفة مع أسماء معروفة في المجال وجرد وتكوين قاعدة بيانات نوعية وعدديّة لهؤلاء المبدعين أدبيا ونقديا على مستوى المؤسسة الرسمية للتعريف بها ودفعها للانتاج في مختلف المحافل واستعادة بعض الأقلام التي هاجرت من الجهة لتساعد في لتكوين والخلق

وأكّد محدّثنا أنه «رغم ان الميزانية الخاصّة بدار الثقافة لا تكفي لمشاريع نوعية كهذه فن هناك ضمانات لاستمرارية هذا المشروع من ذلك ان الانتاج الكمّي والنوعي المرتفع اجمالا في مجالات الأدب خاصة من قصة ورواية وشعر خاصة بالجهة في السنوات الأخيرة هو ضامن لتطور هذه الحاضنة واستمراريتها علاوة على ما توليه وزارتي الشؤون الثقافية والتربية من أهمية لهذه المجالات التي أصبحت تضخّ فيها أموالا طائلة لدعم الانتاج ودفع التكوين والاحاطة،كما أنّ هذه المجالات عادت من جديد كآلية للصعود والتموقع الاجتماعي ضمن ديناميكيات المجتمع التونسي وهذا ما شاهدناه من خلال ولوج رجال السياسة خاصة والمال والأعمال لمجال الابداع الثقافي الأدبي والفكري وهو ما يشجّع على استمرارية مثل هذه المشاريع التي تستهدف جمهورا نوعيا يبدع اليوم على صفحات التواصل الاجتماعي وفي المقاهي العامة أدبيا وفكريا وخاصة الخاصّة في الأدب والفكر والنقد من باحثين وأكادميين وأساتذة ممن ينشطون بالجهة وخارجها والطاقات الناشئة من تلاميذ وطلبة وإطارات كما ننتظر من هذا المشروع كذلك تحقيق جملة من النتائج منها إعطاء الثقة لبروز مجموعة

من الأقلام الواعدة في مجال النقد وهو الذي يعتبر حكرا على فئة خاصّة من الأكادميين كما ان انعكاس هذا الظهور سيؤثر في غزارة الانتاج المعرفي النوعي بالجهة من خلال الانتاجات الخاصّة أو من خلال ثراء المادة المقدّمة في المجالات الرقمية والمكتوبة التي تتابع هذا الشأن الى جانب صقل مواهب مجموعة هامّة من ذوي الكفاءات والبراعة في هذا المجال الى جانب تأسيس منهج نقدي إبداعي في الجهة تماهيا مع جهات أخرى لها السبق في ذلك وبعث نقطة ضوء يسلّط عليها الاعلام المحلي في مجال الأدب والإبداع النقدي دونا عن المرتكزات القليلة الأخرى المميّزة للجهة في إطار السعي لإيجاد خصوصيات مميّزة لجهة سليانة».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115