يستعد المخرج المسرحي حافظ خليفة إلى تحويل رمال الصحراء إلى ركح وكثبانها إلى مدارج في سياق «المهرجان الدولي للمسرح في الصحراء» من أجل خلق مشهدية مسرحية جديدة ودعم دور المسرح في تنمية السياحة الثقافية.
تحت إشراف شركة فن الضفتين للمخرج حافظ خليفة وبدعم من برنامج «تفنن» وبتمويل من الاتحاد الاوروبي، من المنتظر أن تنطلق الدورة الأولى للمهرجان الدولي للمسرح بالصحراء يوم 3 فيفري 2021 وتتواصل إلى غاية 7 فيفري 2021 بمنطقة الصابرية من ولاية قبلي.
إحياء لثقافة الصحراء وتحرّر من «العلبة الإيطالية»
في نحت لكيان مهرجان مختلف ينشد الخصوصية وينبذ التشابه والاستنساخ، يأتي المهرجان الدولي للمسرح في الصحراء ليؤسس شكلا جديدا للفرجة المسرحية ويقترح ركحا مغايرا للمشهدية الفنية. عن فكرة بعث هذا المهرجان وفلسفته وأبعاده ، يقول مؤسسه حافظ خليفة:» نحن في حاجة اليوم إلى تعزيز مفهوم أدب وثقافة الصحراء باعتبارها فضاء للإبداع ومسرحا شاسعا للعرض يتسع لكل أنواع التعابير المسرحية المعاصرة. إن الصحراء يمكن أن تكون ركحا وفضاء للتمثيل وللتجريب ولتقديم الموروث الحضاري والتراثي بأدوات مستحدثة. إن هدف المهرجان الدولي للمسرح في الصحراء هو تحرير العرض من فضائه التقليدي أي «العلبة الايطالية» والخروج به إلى فضاءات رحبة مفتوحة من الرمال والكثبان الصحراوية. وهو ما يستدعي ابتكار أدوات مسرحية جديدة لتتلاءم مع هوية المكان والذاكرة الجمالية للصحراء بعد أن تصبح الرمال الذهبية في الصابرية هي خشية المسرح «.
بمشاركة ايطاليا وموريتانيا ومصر والجزائر وسلطنة عمان، من المنتظر أن يقدم المهرجان الدولي للمسرح في الصحراء ورود التكريم إلى فتحي الهداوي وهند صبري ودليلة مفتاحي وعاطف بن حسين والمخرج المسرحي الإيطالي ماسيمو بيللي.
ملاحم وعروض فرجوية ضخمة
بعيدا عن التوظيف الجامد للفلكلور والعروض الصحراوية المستهلكة، يقترح المهرجان الدولي للمسرح في الصحراء على جمهوره رحلة من الإمتاع والمؤانسة على إيقاع عروض فرجوية ومشهدية ضخمة للعموم على غرار «ملحمة أرض الشوق» لشركة فن الضفتين للإنتاج بقبلي ومسرحية «موشكا» لمسرح مزون من سلطنة عمان ومسرحية «كسوف» لجمعية فرسان الركح من الجزائر ومسرحية «عطش» لفرقة بلدية دوز للتمثيل وعرض «ديوان الرمل» من إنتاج مركز الفنون الدرامية والركحية بتطاوين وعرض السرك لفرقة بابا روني من تونس والعرض الغنائي المسرحي»الفزعة طلت» للحكواتي عروسي الزبيدي و»ملحمة خضرا» لشركة فن الضفتين للإنتاج بقبلي ومسرحية «ماء وملح» لجمعية مسرح المدينة بجمنة.
في صلب اهتمام المهرجان الدولي للمسرح في الصحراء وعمق فلسفة تأسيسه، ستهتم الندوة العلمية بدور المسرح في تطوير السياحة بمشاركة كل من محمد عبازة وزهير بن تراديت وعز الدين المدني من تونس وأحمد حبيبي من موريتانيا وجبار جودي العبودي من العراق واميل شوقي من مصر. وسعيا إلى إبراز دور المسرح في تطوير المشهد التراثي وصياغة مشهد فرجوي جديد سيكون لمهرجانات ولايات الجنوب حضور في هذه الندوة ل على غرار مهرجان الواحات بتوزر ومهرجان الصحراء الدولي بدوز والمهرجان الدولي للتمور بقبلي ومهرجان القصور الصحراوية بتطاوين...
تتميز خصوصية المهرجان بذهابه مباشرة إلى الجمهور واكتشاف مناطق تقاطع بين الفن المسرحي المعاصر وأشكال التعبير من المرويات والسير الشعبية في البادية ...
ورشات فن الممثل في كل ولايات الجنوب
قبل الافتتاح الرسمي للمهرجان الدولي للمسرح في الصحراء في شهر فيفري 2021، ستنطلق على امتداد شهري ديسمبر الحالي وجانفي المقبل ورشات تكوينية في فن الممثل في ولايات مدنين وقفصة وقبلي وتوز وتطاوين وقابس بالشراكة مع مراكز الفنون الركحية والدرامية. وتهدف هذه الورشات إلى تنمية القدرات الشبابية بالجهة وتحقيق التنمية المستدامة والاعتماد على القدرات والإبداعات الخاصة بأبناء الجهة في إطار لا مركزية العمل الثقافي.
ومن الطريف أن محاور اهتمام هذه التربصات كانت وفية لخصوصيات كل جهة وقضاياها وشواغلها... إذ سيكون موضوع التربص بقفصة تحت عنوان « الحوض المنجمي»، أما موضع التربص في توزر فسيهتم بـ» الصوفية والروحانيات «. وفي قبلي سيكون الاهتمام بموضوع «الصحراء كبوابة للإبداع». وتهتم ورشة قابس بموضوع « التلوث البيئي» في حين تسلط ورشة مدنين الضوء على «التهريب وأهمية الحدود». وفي تطاوين سيكون «حوار التسامح والتعايش السلمي بين العرب والأمازيغ» محور التربص.
وتتواصل هذه التربصات إلى غاية يوم 31 جانفي 2021 وتختتم بعرض مشروع مسرحي يقدم خلال أيام المهرجان من 3 إلى 7 فيفري2021.
في انتظار انطلاق دورته التأسيسية، يطمح المهرجان الدولي للمسرح في الصحراء إلى خلق شك حديث من الفرجة المسرحية التي تزاوج بين عناصر الطبيعة الحية والفنون التراثية والشعبية والتجليات المعاصرة مما من شأنه أن يثمن التراث المادي واللامادي ويحيي ثقافة سكان الصحراء.