أربعينية فقيدة الفن التونسي «السيدة نعمة»: فلم وثائقي يؤرخ لمسيرة مطربة الزمن الجميل

تحت إشراف رئيس الحكومة السيد هشام المشيشي، أحيت وزارة الشؤون الثقافية بساهمة المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات

الثقافية والفنية ومسرح الأوبرا و «مركز الموسيقى العربية والمتوسطية النّجمة الزهراء»، أربعينية فقيدة الساحة الفنية التونسية السيدة نعمة بحضور يوسف بن إبراهيم رئيس ديوان وزير الشؤون الثقافية وإطارات وزارة الشؤون الثقافية والعديد من الفنانين والإعلاميين وعائلة الفنانة الراحلة وذلك يوم الاثنين 14 ديسمبر 2020 بمسرح الأوبرا بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي.
«نلتقي اليوم في رحاب مدينة الثقافة لنحيي أربعينية قامة من قامات الفن والثقافة في تونس السيدة نعمة، إحدى سيدات الغناء والموسيقى التونسية التي وسمت الساحة الفنية بروحها طيلة مسيرة فنية ثرية امتدت على مدى خمسة عقود. تميزت خلالها صوتا وأداء وحضورا وحبا لهذا الوطن. مسيرة خلدتها مئات الأعمال المتميزة التي تغنت بالوطنية والحب والفرح والعواطف النبيلة. نحتفي اليوم بمثال امرأة تونسية، أخلصت واجتهدت وتفانت إبداعا وعطاء في مختلف مراحل مسيرتها الحافلة. هي محطات بارزة انطلقت باكتشاف مواهبها الفريدة في استديو «أم الحسن» لصاحبه البشير الرصايصي أين تعرفت على كبار الفنانين والملحنين التونسيين. لتخط إثر التحاقها بالرشيدية مسيرة تخط فيها كل المصاعب والقيود الاجتماعية والمادية لتغيّر ما كان سائدا من نظرة دونية للفن آنذاك. لتكون أهلا لعديد التّكريمات والأوسمة اعترافا لما قدمته للموسيقى التونسية. وقد اختارت وزارة الشؤون الثقافية أن تجعل من هذا الاحتفاء لمسة وفاء لروح الفنانة العزيزة السيدة نعمة « بهذه الكلمات افتتح السيد يوسف بن إبراهيم رئيس ديوان وزير الشؤون الثقافية فعالية أربعينية فقيدة الساحة الفنية السيدة نعمة، بعد تدشينه لمعرض وثائقي من إنتاج «مركز الموسيقى العربية والمتوسطية النّجمة الزهراء»، الذي سلّط الضوء على المسيرة الفنية الثرية والفريدة للسيدة نعمة من خلال الصورة والصوت والقصاصات الصحفية ومختلف الوثائق.
كما تمّ بثّ فلم وثائقي من انتاج المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية (مكتب الإعلام والاتصال بمدينة الثقافة) بعنوان «نعمة، فينك يا غالية» وثّق في 26 دقيقة أهمّ محطات سيدة الفنّ التي زيّنت الساحة الثقافية في تونس لتختتم أربعينّتها بوصلة موسيقية قدّمها أبناء المعهد الرّشيدي بقيادة المايسترو نبيل زميط ومشاركة كلّ من الفنانة سارة النويوي، الفنانين الشابين نذير البواب وابراهيم الرياحي الذين اختارو تكريم السيدة نعمة في شخص ابنها السيد هشام الدرويش.
«حليمة بنت العروسي الشيخ» أو كما أسماها صالح المهدي «نعمة»، إثر التحاقها بالمعهد الرشيدي، الذي كان هو مركز انطلاقتها الحقيقية لتنشأ في وسط ثقافي وفني ثري ومتنوع بأسماء مثل علي الرياحي وعلية ويوسف التميمي ومحمد الجموسي وزهيرة سالم وأحمد حمزة وسلاف والهادي القلال وصفوة وصفيّة الشامية إلى جانب شعراء كبار طبعوا الأغنية التونسية مثل منور صمادح وعبد المجيد بن جدو والهادي العبيدي وجعفر ماجد و جلال الدين النقّاش و أحمد خير الدين و الشيخ العربي كبادي ونورالدين صمود و كانت نعمة أول فنانة تغني من أشعار زبيدة بالشيخ كما غنّت لنزار قباني وملحنين كبارا على غرار صالح المهدي وخميس الترنان ومحمد التريكي والشاذلي أنور وقدور الصرارفي وعبد الحميد ساسي وعلي شلغم ومحمد رضا وسيد شطا ورضا الخويني . وليلحّن لها من ليبيا الموسيقار حسن العريبي و من مصر سيد مكاوي كما غنّت من ألحان ابنها طارق الدرويش.
لم تكن نعمة مجرد صوت طربي وإنما كانت رسالة تونسية وجزءا من برنامج وطني يهدف إلى صياغة هوية تونسية لا شرقية ولا غربية فكانت الأغنية التونسية إلى جانب بعدها الترفيهي ذات توجه اجتماعي توعوي راهنت عليه الدولة الحديثة .
رحلت من أعطاها الأديب الكبير يوسف إدريس لقب «فنانة تونس الأولى» في 18 أكتوبر 2020، ولكن لم ولن تنس من ذاكرة الجمهور والساحة الثقافية والفنية بعد مسيرة زاخرة تركت خلالها أكثر من 600 أغنية كلّ واحدة منها تحمل نبرات ونغمات صوت فنانة تربّعت على عرش الفنّ في تونس وكانت هي سيّدته.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115