في مكانها وأصرّت على بقائها... فأن ينتظم المهرجان في نسخة استثنائية وبتأخير عن موعده المعتاد خير من أن تمر سنة 2020 دون سينما ودون صور وأفلام من العالم. وقد عقدت الهيئة المديرة ،أمس، ندوة صحفية لبسط ملامح الدورة 31 للأيام وعرض أهم محطاتها وأبرز مستجداتها....
تحت شعار «احمي روحك وخلّي الباقي على أيام قرطاج السينمائية» يقترح المهرجان على عشاق الفن السابع برمجة استثنائية من 18 إلى 23 ديسمبر 2020 وسط إجراءات صحية صارمة.
6 أفلام قصيرة في الافتتاح و5 عروض أولى
هي «دورة التحدي» كما نعتها المدير العام للمهرجان رضا الباهي معتبرا أن رفض الهيئة المديرة لخيار احتجاب أيام قرطاج السينمائية بسبب كوفيد 19 هو انتصار للسينما وثأر لثقافة الحياة.
لأول مرة في تاريخ المهرجان، لن ترفع ستارة الافتتاح على شاشة فلم طويل كما اعتاد على ذلك جمهور أيام قرطاج السينمائية بل سيتم عرض 6 أفلام قصيرة مستلهمة من أفلام طويلة شهيرة بقيت خالدة في ذاكرة الأيام ببادرة من المهرجان وإنتاج المركز الوطني للسينما والصورة. وتتمثل قائمة هذه الأفلام في : «المصباح المظلم في بلاد الطرنني» لطارق خلادي، و«الوقت الذي يمر» لسنية شامخي، و«على عتبات السيدة» لفوزي الشلي، و«ماندا» لهيفل بن يوسف و«سوداء 2» لحبيب المستيري، و«السابع» لعلاء الدين بوطالب.
ولئن استغنت الدورة 31 من أيام قرطاج السينمائية عن المسابقات بكل أصنافها، فإنها في المقابل سعت جاهدة إلى استقطاب عروض أولى لأفلام جديدة حققت صدى كبيرا من الإعجاب في مهرجانات عالمية. في هذا السياق، سيكون الجمهور على موعد مع فلم «الرجل الذي باع ظهره» لكوثر بن هنية الذي يمثل تونس في ترشيحات الأوسكار. كما سيحضر على شاشة المهرجان فلم «200 متر» لأمين نايفة الذي رشحته الأردن إلى جوائز الأوسكار. من الكوت ديفوار، سيتم عرض فلم «ليلة الملوك» للمخرج «فيليب لاكوت». ولأول مرّة تقدم أيام قرطاج السينمائية فلم «الهربة» للمخرج التونسي غازي الزغباني بعد تحويله من مسرحية إلى عمل سينمائي. كما سيتم عرض الفلم الوثائقي «المدسطنسي» للمخرج التونسي حمزة العوني.
«سينما السيارات» جديد المهرجان
في ظلّ قيود فيروس كورونا، بحثت أيام قرطاج السينمائية عن استحداث أشكال جديدة للفرجة السينمائية. لأول مرّة في تونس، يقترح المهرجان على رواده متابعة الأفلام في سياراتهم ضمن ما يعرف بـ»سينما السيارات» التي ازدهرت في الخمسينيات والستينيات سيما في الولايات المتحدة الأمريكية ثم تراجع جمهورها، لتغزو العالم من جديد مع جائحة كورونا وغلق قاعات العروض. تنظم الدورة 31 سينما السيارات في مأوى مدينة الثقافة الذي يتسع إلى 300 سيارة، وذلك طيلة أيام المهرجان بمعدل فلم واحد في اليوم.
إحياء لسنّة تكريم القامات السينمائية، تقدّم أيام قرطاج السينمائية ورود العرفان والامتتنان إلى أربعة مخرجين، وهم: سلمى بكار وعبد اللطيف بن عمار من تونس و»ماد هوندو» من موريتانيا و»جبريل ديوب مامبيتي» من السينغال.
جمع أكثر من 10 % من أرشيف أيام قرطاج السينمائية
بأكثر من 120 فيلما ستعيد أيام قرطاج السينمائية الحياة إلى 16 قاعة سينما إلى جانب المدارس والسجون، وستمتع عشاق الفن السابع بدرر السينما العربية والإفريقية التي عرضت بأيام قرطاج السينمائية منذ تأسيسها سنة 1966 ولم تسقط من ذاكرتها ... هي أفلام اقنص بعضها تانيت المهرجان وأثار بعضها الآخر الجدل والتفاعل الكبير حتى دون الحصول على تتويج. في دورتها الاستثنائية، تحتفي أيام قرطاج السينمائية بذاكرة المهرجان من أفلام ومخرجين وضيوف... كما سيتم عرض 14 فلما وثائقيا تناولت المهرجان في حد ذاته وسلطت عدسة الكاميرا على منجزات ورؤى وهواجس أيام قرطاج السينمائية.
في دورتها الاستثنائية، اهتمت أيام قرطاج السينمائية بلملمة شتات ذاكرتها المتناثر و تجميع أرشيفها المبعثر ، فبعثت قسما خاصا للقيام بمهمة جمع أرشيف الأيام وتنظيمه ورقمنته منذ تأسيسه إلى اليوم بكل مكوناته من أفلام ومقالات وحورات وصور وندوات.... وعن مدى التقدم في أرشفة تاريخ المهرجان العريق، أفاد المدير الفني للمهرجان إبراهيم اللطيف بالقول:»بإمكاناتنا المتواضعة وتحت إشراف سعيدة بورقيبة وبمساعدة عدد من المؤسسات الوطنية على غرار دار الكتب الوطنية والأرشيف الوطني التونسي تمكنا من تجميع أكثر من 10 % من أرشيف أيام قرطاج السينمائية. وعسى أن يواصل من سيأتي بعدنا ما بدأنا فيه حتى نحفظ الذاكرة السينمائية التونسية والعربية والإفريقية من الاندثار!».