عندما اختارت فلم «باب الحديد» للمخرج يوسف شاهين وبطولة فريد شوقي. وبعدها صارت السينما العربية تسجل ترشيحا لأفلامها باستمرار في الأوسكار، ولكن دون بلوغ عتبة الفوز ومنصة التتويج.
هي أفلام ثقيلة الوزن على مستوى التتويجات والجوائز، رشحتها خمس دول عربية لخوض غمار المنافسة من أجل الفوز بجوائز أوسكار 2021.
تونس تراهن على فلم «الرجل الذي باع ظهره»
بعد أن حصد فلم «الرجل الذي باع ظهره» الإعجاب والتتويج في كثير من المهرجانات السينمائية المرموقة عالميا، رشح المركز الوطني للسينما والصورة هذا الفلم الذي أخرجته كوثر بن هنية للتنافس على جوائز الأوسكار 2021.
وفي فلمها الجديد «الرجل الذي باع ظهره» نجحت كوثر بن هنية في استقطاب اهتمام الممثلة وعارضة الأزياء الايطالية مونيكا بيلوتشي كبطلة في فلمها الروائي الطويل.
ويروي فلم «الرجل الذي باع ظهره» قصة لاجئ سوري في بيروت يدعى سامي علي يعيش في بؤس وضنك في مخيمات اللاجئين إلى أن يبتسم له الحظ صدفة فيلتقي بفنان أمريكي مشهور ينتشله من الهامش ليدخله إلى عالم الشهرة والأضواء... لكن حياته الجديدة لم تنسه حبه القديم فيسعى إلى التحرر من هذه «الورطة» لاستعادة حبيبته...
المغرب ترشح «معجزة القديس المجهول»
منذ سنة 1978 دخلت المغرب سباق ترشيحات الأوسكار مراهنة على أفلام تنشد التجديد وتراهن على التغيير لتواكب العصر والمرحلة. وفي سنة 2020 رشّح المركز السينمائي المغربي فيلم «معجزة القديس المجهول» للمخرج الشاب علاء الدين الجم لتمثيل المغرب بمسابقة أوسكار أفضل فيلم أجنبي لسنة 2021.
اعتمادا على تقنية الخيال الكوميدي، يسرد فلم «معجزة القديس المجهول» قصة لص تجبره ملاحقة الشرطة على دفن قدر كبير من المال المسروق في عمق الصحراء على شكل قبر. وبعد أن وقع هذا اللّص في قبضة الأمن بقي مطمئنا إلى أن ماله في أمان ولن يصل إليه أحد. بعد خروجه من السجن كانت المفاجأة غير المتوقعة حيث تحوّل القبر الوهمي المدفون تحته المال المختلس إلى ضريح يتبرّك به الزائرون... ومن هناك يبدأ بطل الفلم في وضع الخطط لاستعادة ثروته الدفينة تحت التراب ممّا يعرّضه إلى عديد الصعوبات وحتّى خطر الموت.
«غزّة مونامور» تحمل فلسطين إلى الأوسكار
لم تتخلّف السينما الفلسطينية عن مسابقة جوائز الأوسكار لسنة 2021، إذ تم ترشيح فلم «غزّة مونامور» من تأليف وإخراج الأخوين عرب ناصر وطرزان ناصر، و بطولة جماعية لكل من سليم ضو، وهيام عباس وميساء عبد الهادي وجورج إسكندر وهيثم العمري ومنال عوض.
كما يحيل عنوانه يتحدث هذا الفلم عن غزّة العشق الأبدي والأرض المقاومة التي تدور فيها أحداث «غزّة مونامور» في اقتفاء لحكاية عيسي الصياد الذي رغم تجاوزه الستين من العمر يستعر قلبه حبا لسهام التي تعمل خياطة في السوق دون أن يجرأ على مصارحتها بمشاعره إلى أن يقرّر في النهاية التقدم لها رسميا. في إحدى رحلات الصيد في اليمّ شاءت الصدف أن يعلق في شبكة عيسى تمثالا أثريا لـ «أبولو» إله الشمس، فيسارع في إخفائه في بيته. ومن هناك تنطلق مشاكل البحار عيسى ما بين تحقيق واعتقال بعد اكتشاف السلطات أمر هذا الكنز .
«فلم 200 متر» من الأردن إلى الأوسكار
أعلنت الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، عن اختيار فلم «200 متر» للمخرج أمين نايفة لتمثيل المملكة رسميا عن فئة الأفلام الطويلة الدولية للعام 2021 لجوائز الأوسكار في دورتها الـ 93. ويروي الفلم قصة زوجين (مصطفى وسلوى)، يعيشان في قريتين فلسطينيتين لا تبعدان عن بعضهما سوى 200 متر فقط، ولكن يحول بينهما الجدار الفاصل. في يوم ما، يتلقى مصطفى مكالمة هاتفية مفادها أن ابنه تعرّض لحادث وتم نقله إلى المستشفى. فيحاول تخطي الحاجز إلا أن منع من عبور نقطة التفتيش الإسرائيلية. فتتحوّل رحلة الـ 200 متر إلى ملحمة ينضم اليها مسافرون آخرون مصممون جميعا على عبور الحاجز.
«لما بنتولد» رهان مصر في الأوسكار
في مغازلة لأوسكار 2021، رشحت مصر فلم «لما بنتولد» من إخراج ثامرعزت وتأليف نادين شمس. وتتقاطع في هذا الفلم ثلاث حكايات تشترك في التضحية من أجل الحب.تدور القصة الأولي حول شاب تزوج حديثا لكنه يقبل العمل كبائع هوى لكي يحقق حلم زوجته في الحصول على منزل. أما الحكاية الثانية فتسرد حكاية فتاة أحبت شابا من غير دينها لتواجه صعوبة الاختيار والقرار. وتتناول القصة الثالثة حياة شاب عاشق للموسيقى إلا أن والده الثري يرفض امتهان ابنه للفن.
لأول مرة السودان تطمح إلى الأوسكار بفضل «ستموت في العشرين»
سبق وأن أحدث فلم «ستموت في العشرين» للمخرج أمجد أبو العلاء ثورة في السينما التونسية وهو الذي فاز بالتانيت الذهبي للعمل الأول في أيام قرطاج السينمائية 2019. وبعد النجاح الكبير الذي حققه، يصل هذا الفلم اليوم إلى ترشيحات الأوسكار في سابقة من نوعها في تاريخ السينما السودانية.
في فلم «ستموت في العشرين» يحدث أن ترزق أسرة سودانية برضيع ذكر يسميانه «مزمل» فيهرعان إلى شيخ القرية لمباركته وتعويذه... لكن الشيخ أخبروا بأن النبوءة تقول بأن هذا الطفل سيموت في العشرين من عمره. تمر الأيام و«مزمل» في انتظار الموت المحتوم، حتى يلتقي «إسماعيل» ذلك الرجل المتمرد عن تقاليد القرية والذي يحاول أن يغيّر من مصير البطل الذي سطرته الخرافة والشعوذة.
من المنتظر بدء التصويت في الجولة الأولى لصالح الأفلام المرشحة لجوائز الأوسكار في شهر فيفري 2021 وسيتم إجراء الاقتراع الخاص بالترشيحات النهائية في مارس 2021. أما التصويت النهائي، فسيُقام في شهر أفريل 2021.
الناقد السينمائي خميس الخياطي لـ «المغرب»:
جوائز الأوسكار في النهاية هي نتاج رؤية المشاهد الأمريكي
من المكاسب التي حققتها السينما التونسية سنة 2020 لأوّل مرة في تاريخها هو بلوغ الفلم الروائي القصير «إخوان» لمريم جوبار إلى القائمة النهائية لجوائز الأوسكار في دورتها 92. فلماذا بقيت جوائز الأوسكار عصيّة على السينما التونسية وحتى العربية؟ تأتي الإجابة على لسان الناقد خميس الخياطي كالآتي: «يمكن أن نفسر تخلف السينما العربية عن تتويجات الأوسكار بكونها وبالرغم تطوّرها، بقيت أسيرة المنظور المحلي ولم تصل بعد إلى المستوى المطلوب في التوزيع والاستغلال... قليلة هي الأفلام العربية التي تحظي بموّزع من الموزعين الكبار في أمريكا ومروّج يصل بها إلى سباقات قاعات السينما... وتبقى جوائز الأوسكار في النهاية نتاج رؤية المشاهد الأمريكي. في هذه السنة تم ترشيح فلم كوثر بن هنية «الرجل الذي باع ظهره» للأوسكار وباعتبار أن موضوعه ليس متأصلا في تونس أو العالم العربي بل وحتى في العالم، أتمنى أن يحظى بالاهتمام سيما وأنه سيعرض ضمن مسابقة الأوسكار للفيلم الأجنبي».
ترشحت إليها تونس ومصر والأردن والمغرب وفلسطين: لماذا بقيت جوائز «الأوسكار» عصيّة على السينما التونسية و العربية؟
- بقلم ليلى بورقعة
- 09:48 04/12/2020
- 1211 عدد المشاهدات
تحتل مصر صدارة البلدان العربية التي اكتسحت مسابقات المهرجانات العالمية. وقد انطلقت في ترشيح أفلامها لجائزة الأوسكار منذ سنة 1958