الرقاب: «الجمعية التونسية للحراك الثقافي» تدافع عن حقوق النساء بالفن

خلقن ليكن فاعلات لا مفعولا بهنّ، خلقن ليكنّ سيدات الموقف والمكان يتربعن على عرش الفكر والثقافة والحرية لا على عتبات الخوف والإذلال،

خلقن ليكنّ مختلفات وقويات لا منتهكات الحقوق ومسلوبات القدرة على اتخاذ الراي ولانّهن الأساس ولانّ حقوقهنّ واجب الجميع انطلقت منذ أسبوع حملة ثقافية وحقوقية هي حملة عدم التسامح مع العنف ضدّ النساء.

بالفنون تعّرف المرأة بحقوقها وبالفنّ تتصالح مع مواطنتها وتقدم لها كلّ الاليات لتدافع عن نفسها وتفتك حقوقها خاصة في الوسط الريفي والحملة تنظمها اكادمية شباب راصد لانتهاك حقوق الإنسان التابعة للجمعية التونسية للحراك الثقافي بمدينة الرقاب من ولاية سيدي بوزيد.

كفى عنفا ضدّ النساء
الفن وسيلة للنضال والدفاع عن الحقوق، الفن طريق لتتعرف المرأة الريفية على حقّها في الصحة والتعليم و الشعور انها مواطنة حقيقية تنتمي لهذا الوطن، بالفن كان القول«كفى عنفا، كفى انتهاكا لحقوق المراة العاملة خاصة في المجال الريفي، كفى سرقة لعرقهنّ واحلامهنّ، كفى بطشا بامالهنّ في حياة كريمة» ومن أمام مركز الصحة الاساسية بقرية السعيدة كانت انطلاقة الحملة التي شارك فيها الأطفال و النساء والإطار الصحي الموجود كذلك في السعيدة وقصر الحمام.
وقد انطلقت الحملة منذ أسبوع وتتواصل طيلة شهر وفي تصريحها اكدت نهى حاجي منسقة الحملة في الرقاب «المرأة العاملة في القطاع الفلاحي بولاية سيدي بوزيد بين الحق والانتهاك»، والتي قامت بها الجمعية التونسية للحراك الثقافي، وفي محور «المعاملة وتنوع أشكال الاعتداء على المرأة العاملة في القطاع الفلاحي» قد كشفت طبيعة العلاقة الشغلية القائمة على الانتهاك في جميع مراحلها وعلى التوتر في أغلب الأحيان في ظل ترسانة تشريعية تحمي المرأة العاملة في القطاع الفلاحي ضد كل أشكال التمييز والعنف والتحرش وسوء المعاملة غير أن ضعف الاهتمام بهذا القطاع وهذه الفئة الاجتماعية يجعلها عرضة لكل أشكال الانتهاك» لذلك ستركز الحملة على النساء والفتيات ضحايا العنف في الوسط الريفي.

وتضيف الحاجي انطلقت الحملة الميدانية انطلقت بالسعيدة وتتواصل في مجموعة من قرى سيدي بوزيد ، مشيرة إلى أنه بالإضافة إلى الورشات التعبيرية الفنية التي سيتم تنظيمها لفائدة النساء والفتيات في الوسط الريفي بمراكز الصحة الأساسية والتي ستمكن النساء والفتيات في الوسط الريفي من تقديم تمثلاتهن وقصصهن وتجاربهن حول العنف المسلط على المرأة وبالتالي سيكن سفيرات في نشر ثقافة مكافحة العنف ضد المرأة في الوسط الريفي وسيساهم في كسر حاجز الصمت وستنتج مجموعة من المحامل الفنية تعرض في البلديات والمراكز الصحية الأساسية والفضاء الثقافي مانديلا (معرض متنقل للأعمال الفنية المنجزة من قبل النساء والفتيات في الوسط الريفي) وسيتم تصوير ونشر اللوحات الفنية المنجزة في مواقع التواصل الاجتماعي.

في الورشات الفنية المقدمة التي انطلقت بالرسم والكتابة على القماش الأبيض النساء هنّ أصحاب الفكرة و المشروع، هنّ اللواتي سيكتبن معاناتهنّ ويحولنها الى إبداعات فنية اما بجحركة الريشة واللون ان كتابات شعارات منها «كفى عنفا»، والفنّ سيكون محمل اصواتهنّ اثناء المطالبة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

الحقوق لا تهدى
تتواصل الحملات التوعوية والورشات الفنية ويتواصل معها تحد تخوضه الجمعية التونسية للحراك الثقافي بالرقاب تلك الجمعية المدافعة عن الحقوق انطلاقا من سلاح الفن، حملة عدم التسامح مع العنف ضد المرأة ياتي في سياق الاحتفالات باليوم العالمي لمناهضة العنف ضدّ المرأة وهو أحد المحاور التي تعمل عليها الجمعية منذ انبعاثها، اذ سبق لها انجاز دراسة ميدانية كبرى شملت ألف امرأة عاملة في القطاع الفلاحي وانتهت الدراسة الميدانية بتقديم مجموعة من البدائل والحلول للنساء المنتهكات حقوقهنّ ومن تلك الحلول المقترحة يمكن الإشارة إلى الدعوة لايجاد حلّ لمشكلة نقل العاملات الفلاحيات من خلال إحداث مصلحة للنقل الريفي الفلاحي صلب الشركلت الجهوية للنقل على غرار النقل المدرسي، والدعوة للتسريع في المصادقة على قانون الاقتصاد الاجتماعي والتضامني للتمكن العاملات من تأسيس تعاونيات للخدمات الفلاحية وحلول أخرى تطرّقوا اليها من خلال الفنون رسما وتصويرا وفرجة.

الجمعية التونسية للحراك الثقافي منارة للحقوق والابداع في مدينة الرقاب سيدي بوزيد، الجمعية أسست الفضاء الثقافي الوحيد «مانديلا» ليكون نقطة لقاء النسوة و المهتمين بالفنون والحقوق في الفضاء وهم يعلمون الأطفال الفرق بين الحقّ والواجب ويعلمونهم معاني الديمقراطية والعدالة والاجتماعية والحق في الصحة والتعليم والثقافة فالفن منارة للحقوق ومن خلال المسرح والموسيقى والسينما يمكن للأطفال والنساء الدفاع عن مواطنتهم.

الجمعية التونسية للحراك الثقافي تخوض غمار الدفاع عن الحقوق مستعملة سلاح الفن اذ انجزت العام الفارط تجربة «سيني فايي» وتمكنت من تأسيس نواد سينما في عدد من المبيتات بولاية سيدي بوزيد وكان نتاجها قرابة 20فيلم وثائقي وروائي كتبه وأخرجه التلاميذ وكانت الكاميرا صوتهم ونقلت مشاغلهم فالسينما وسيلة لافتكاك الحقوق هي مطيتنا لنقترب من التلاميذ ونعرف افكارهم ومشاكلهم حسب تعبير رياض العبيدي رئيس الجمعية التونسية للحراك الثقافي.

لازالت حملة عدم التسامح مع العنف ضد النساء العاملات متواصلة وفي تصريح لـ«المغرب» يؤكد رياض العبيدي انه وبالتزامن مع الورشات الفنية الموجهة للنساء وللاطار الطبي وشبه الطبي سيتمّ تصور Feed back يوثّق تجربة النساء والفتيات في الوسط الريفي في الحملة وسيتم استعماله لتبادل التجربة ونشرها لتحفيز النساء على المشاركة في الحملة وتبادل تجاربهنّ وتتواصل اللقاءات في الفضاء الثقافي مانديلا والمؤسسات التربوية اين ستعرض الافلام وتناقش وبذلك يصل الى اكبر عدد ممكن من الجمهور لمزيد تحفيز النساء في الارياف للدفاع عن حقوقهنّ.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115