مجموعة «مونارت» في نابل: لنا الفـن لنعبّر ونحلم

الفن أملهن والألوان وسيلتهن لمعانقة الحلم والجمال من روحهن صنعن الكثير من الجمال وحولن الاخبار المفزعة زمن الكورونا الى الوان جميلة ولوحات فنية ساحرة،

هنّ الحالمات الشامخات، هن اللواتي عشقن الرسم فاخترنه مطيتهن ليكتبن الحزن والوجع ويصنعن من الخوف أملا هنّ رائدات نادي «مونارت» للفن التشكيلي الذي تشرف عليه الفنانة التشكيلية العصامية منى الفرجاني.
عدوى الرسم انتشرت الى النساء، فيروس الالوان والانحياز الى الجمال انتشر في المدينة فأصاب مجموعة من الحالمات اللواتي أصبحت لهنّ اعمالهنّ «هي جزء من الروح، اللوحات وسيلتنا للتعبير والتغيير الداخلي» كما يقلن دوما.

اخترن الفن، انحزن الى الرسم، الريشة تحاكي الاحلام وتنقلها بكل تلقائية، امام المحامل يجتمعن بصفة دورية متبعات كل اجراءات الوقاية الصحية والبروتكول ليرسمن ويحولن الخوف الى ابداعات فكانت الاعمال التشكيلية ناطقة بالحياة بالألوان الجميلة التي تحثّ الناظر اليها على الابتسام.

لكل واحدة منهنّ حكاية مع اللوحة، لكل امرأة شخصيتها المستقلة وطريقتها في توزيع الالوان وكتابة ما يخالجها رسما، اختلفن في طريقة التعبير وتشابهن في الوسيلة، في «مونارت» ستستنشق عبق الالوان والتاريخ في اعمال سندة شقرون تعود بك الى بهاء المدينة العتيقة وسحر عمارتها، تنعش ذاكرتك بحمرة الشاشية التونسية والألوان الزاهية للفرملة و للباس التقليدي الرجالي البهيّ، ستحملك عنوة لتبحث في ذاكرتك عما خبّأته لأعوام طويلة من قرقعة الاواني التقليدية و الزينة المميزة للفخار التونسي الموجود في كل بيت من هذا الوطن، فأعمالها نبش في الذاكرة ومحاولة للوقوف قليلا امام الذات ومعانقة الطفولة البعيدة.

في سحر التاريخ والحلي التقليدي وبهاء اللباس والموروث التونسي تتحرك ريشة علياء غربي نشوة فتقل على المحمل بهاء الموروث التونسي تكون ريشتها وسيلتها لتدافع عن الهوية التونسية في اللباس والموروث التقليدي ذلك الكنز الممتد الى مئات الاعوام بالريشة واللون تحميه الرسامة وتنقله في ابهى صورة.

الالوان مطية منى فرجاني في التعبير، لها علاقة جد خاصة مع الالوان المنعشة، اعمالها تشدك اليها لتقف امامها وتبحث داخلك عن المشترك، الوانها عنوان للحب، للبهاء، لجمال تحاول الفنانة اخراجه من كل الظلمات، الالوان سيدة الحدث واللوحة، الالوان عنوان للحياة وبهرج تريد الفنانة بعثه ومشاركته لمشاهدي اللوحة، الالوان دليلها وديدنها فاللوحات تشبه كثيرا نونات موسيقية يكتبها العاشق لمعشوقته وعلى وقته ترقص الريشة وتكتب ابهى الالوان «الفرشاة هي صوت الاحساس بها نغني ونصرخ ومن خلالها نضحك ونفرح ونرسم كل ما يسكننا» حسب تعبير الرسامة.

الالوان قصة عشق ورحيل الى البحر وتموجاته، ومروى سلمان عاشقة البحر تعرف جيدا توزيع الالوان على المحمل الابيض فتنطلق من الداكن الى الفاتح تعرف جيدا كيف تقنع المتأمل ببهاء اللوحة ولها طاقة عجيبة تشد الناظر الى لوحتها فالأصفر لون الامل يتماهى مع الازرق الساحر لتكتب الرسامة متعة بصرية تخفي خلفها الكثير من القصص.
وللخط العربي حضوره، للخط الساحر وجوده في اعمال رواد مونارت وفي الخط العربي تبدع منال حواص وهي تكتب للحرية والجمال مرفقة لوحتها برسومات اخرى مثل الحصان وكانها تكتب للمتنبي «الخيل والليل والبداء تعرفني، والسيف والرمح والقرطاس والقلم»ّ وهاهي ريشتها تحل مكان السيف وتكتب اجمل الرسوم التي تتماهى مع سحر القوافي.
في «مونارت» تجتمع الافكار وان اختلفت، تلتقي العصاميات على حبّ الفن والرسم، في لوحاتها تميل ملاك كحلي الى التجريد فتكون اللوحة موشاة بالألوان الحارة من الاحمر الى الازرق الى الاسود والرمادي، الوان تشبه الصرخات المخزنة في الداخل، ربما هي صرخة الحرية التي تريد اطلاقها في زمن الحجر والخوف والكوفيد، او هي محاولة لإنعاش الذاكرة بالألوان وكتابة ما يسكن الروح باللون فالرسم وسيلة للتنفيس والتصعيد وهو وسيلة علاجية معتمدة عند الكثيرين.

الى الفن تكون الرحلة، الى الالوان يتجهن بكل الحب، يجتمعن ليرسمن وينقلن تعبيرات الروح وهواجس العالم الخارجي، امام المحامل البيضاء تشحذ العزائم لتكتب اجمل الابداعات وتنعش الذاكرة البصرية للمتأمل، لم تثنهم ازمة الكوفيد عن اللقاء مع احترام التباعد الجسدي والبروتوكول الصحي بل تحدين الخوف ليرسمن، وليخبرن جمهور «مونارت» أن المرأة خلقت لتهب الحياة ووجدت لتمنح الامل لأنها رمز الامل.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115