لأول مرّة في تونس: بطولــة وطنية للمطـــالعة

على غرار المسابقات الرياضية وفي بادرة طريفة ومهمّة للتشجيع على معانقة الكتاب والشغف بالمطالعة وضمن مشروع وطني يؤمن  بما للمطالعة

من دور فعّال في بناء الإنسان في مختلف أبعاده المعرفيّة والتعليميّة والوجدانيّة والتأهيلية تنظّم ولأوّل مرة في تونس ادارة المطالعة العمومية بوزارة الشؤون الثقافية فعاليات الدورة الأولى لـ«البطولة الوطنيّة للمطالعة» وذلك من 15 نوفمبر الجاري الى 30 ماي من السنة القادمة.

عن هذا المشروع الذي أطلقته ادارة المطالعة أفادنا مدير هذه المؤسسة إلياس الرابحي أنه في اطار تجسيد الإيمان بأهمية المطالعة ودورها في صقل وبناء روح الانسان المعرفية والوجدانية وتأهيليا وبهدف تطوير الخطّة الوطنيّة للتّرغيب في هذا السّلوك الثّقافيّ الاجتماعيّ و ترسيخ قواعده لدى الروّاد من مختلف الشّرائح العمريّة والفئات الاجتماعيّة تنتظم  البطولة الوطنيّة للمطالعة لتستهدف جميع الشّرائح العمريّة القادرة على القراءة  دعما لما تعتبره الوزارة أساسيّا في تنمية ما يسمّيه علماء التّربية « بالتّثقيف الذّاتيّ» الذي يساعد على صقل الذات القارئة.

وهو مشروع وطني إذ تنظّمه ادارة المطالعة والمكتبات العموميّة وقد اختارت المقاربة التشاركية في تنظيمه من تشريك المندوبيّات الجهويّة للشؤون الثقافيّة والمكتبات الجهــــــويّة والمكتبـــــــات العموميـــــّة والمكتبــــــــات المتنقّلة وجمعيّات أحبّاء المكتبة و الكتاب واتّحاد الكتاب واتّحاد الناشرين والجمعيّات الثقافيّة في تجسيده الى جانب الاستئناس بلجنة علمية مختصّة بما يهدف الى تحقيق مرامي البرنامج وتأمين نجاحه في بلوغ غاياته وهي لجنة تتكوّن تشرف على متابعة أشغالها ادارة المطالعة العمومية وتتكوّن من سعيدة إبراهيمي حافظ مكتبات رئيسة مصلحة المكتبات ، سمير بن يوسف مكتبي مكلف بملف الترغيب في المطالعة،مديري المكتبات الجهويّة ،أمناء المكتبات العموميّة الى جانب ممثّلي وزارتي التّربية والتّعليم العاليّ وهم عائدة الفرشيشي متفقّدة عامّة للتّعليم الثانويّ ،خميس بو على  مدير عام  بوزارة التربية،مصطفي المدايني وهو أستاذ جامعي و أديب،عبد الرزّاق السومري وهو متفقّد عامّ للتّعليم الثانويّ،شكري الجميعي وهو متفقّد أوّل للتّعليم الثّانويّ ونجيبة بوغندة وهي أستاذة تعليم  ومساعدة بيداغوجية وباحثة وكاتبة وإذ تشكّلت هذه اللجنة العلمية من خبراء التّربية والتّعليم وإطارات إدارة المطالعة العموميّة فبهدف ما اعتبره السيد إلياس الرابحي بناء خطّة هندسيّة دقيقة لفعل القراءة وبرمجة تمشّيات الأنشطة محلّيّا وجهويّا ووطنيّا ومواكبة أداء المكتبات العموميّة بشبكات ملاحظة وتقييم ذات معايير ومؤشّرات ضامنة لنجاح التّظاهرة وتحقيق المراد.

البطولة لكل الشرائح والفئات العمرية
وعن دواعي تنظيم هذه البادرة أفادنا محدّثنا بالقول  إنّ دواعي كثيرة قد حفّزت على تحويل هذا الطّموح إلى اختيار منهجيّ واقعيّ يقبل الإجراء والإنجاز ومن أهمّها الرّهان على قيمة المدخل الثقافيّ في رسم ملامح الأجيال القادمة وتحصين النّاشئة من كلّ الأخطار التي تتهدّدها كما أنّه لا يخفى اليوم أنّ المطالعة قد صارت من أوكد الحاجات التي تراهن بها المجتمعات على تحويل الذّوات المتعلّمة من مجرّد ذوات تقتصر على التعلّم إلى ذوات تؤمن بالمواطنة في مجتمع المعرفة والإقامة في المراقي الثّقافيّة العالي  وفي هذا السياق قدّرت وزارة الشؤون  الثقافية أنّ الكتاب  يُعدّ من السبل الناجعة لتنشئة المثقّف الفاعل في مجتمعه إذ بواسطته نصل إلى تركيم فعل القراءة كميّا ونوعيّا لاختبار قدرات  القرّاء على تطوير كفاءاتهم القرائيّة

واختبار صبرهم على الاطّلاع والمعرفة والتّنافس في استعراض المقروء وفهمه ونقده وتأويله تنشيطا للتحصيل المعرفيّ العلميّ واحتفاء بالذوات القارئة المستنيرة»

وأكّد محدّثنا أنه عملا على تحقيق مبدإ تكافؤ الفرص عملت إدارة المطالعة العموميّة على أن تشمل البطولة كل الشرائح والفئات العمرية  حيث تتمّ في مرحلة أولى تصفيات على المستوى المحلّي ثمّ الجهوي وتنتهي البطولة  بتصفيات نهائيّة على المستوى الوطنيّ خلال شهر جوان من السنة القادمة

ويهدف هذا البرنامج الى ترسيخ تقاليد المطالعة في المجتمع التونسي وتعميق الوعي بأهمّيّة دور الكتاب والوسائط الأخرى في عملية التنشئة الاجتماعيّة وحثّ القارئ على ارتياد المكتبة والاستفادة من رصيدها وتشجيعه على المطالعة و فهم المحتوى العلميّ للكتب وتنمية زاده اللّغويّ و بيان قيمة التثقيف الذاتيّ في تعزيز فعل التعلّم ومزيد تمتين العلاقة بين القارئ و الكتاب و دعوة القارئ إلى متابعة كافّة الأنشطة الثقافيّة التي تؤمّنها وزارة الشّؤون الثّقافيّة وبصفة أخصّ إدارة المطالعة العموميّة و المكتبات الى جانب حثّ المكتبات العموميّة علىى تنظيم تظاهرة وطنيّة كبيرة تعريفا بالكتاب التونسيّ وتشجيعا على قراءته و ترسيخ عادة المطالعة باعتبارها ممارسة ثقافيّة ثابتة في المجتمع التونسي عامّة وفي مرحلة الطفولة خاصّة

و المساهمة في الحدّ من معضلة العزوف عن الكتاب و القراءة بحسب تراجع المؤشّرات القرائيّة في تونس وتثمين انخراط العائلة في الفعل الثقافيّ من خلال إعادة نشر ثقافة الكتاب والمطالعة للأسرة مع تشريك المكتبات العموميّة في إصلاح الخارطة التّعليمية و التفاعل الإيجابيّ مع تطوير البيئة المساندة للعمليّة التعليميّة و التربويّ و التعريف بدور المكتبات العمومية في الوساطة الثقافيّة على المستويات المحلّي والجهويّ والوطنيّ وتثمين الدّور الرياديّ للمكتبات العموميّة فضاء لمعاضدة المدرسة في وظيفتيْ التّربية والتّعليم واستثمار رصيد الكتب المخزون في المكتبات لتطوير كفاءات القرّاء ومهاراتهم في التّعليم وفي مجالات الحياة الكثيرة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115