قرون وتحفظ الكثير من إنتاجات العلوم والمعارف وآثار أعلام الفكر والثقافة الشاهدة على مختلف الأزمنة والعصور. ويتكوّن رصيد دار الكتب الوطنية من مليوني كتاب و43 ألف مخطوط و16 ألف مجموعة دوريات....
تتمثل المهمة الأساسية لدار الكتب الوطنية في «جمع التراث الوطني بواسطة الإيداع القانـوني والشـراء والتبادل والهبات»، ومن مهامها أيضا معالجة هذا التراث وحفظه وصيانه...
التعريف بالمعالم والأعلام والمهن المتصلة بالكتب
قصد التعريف بأهم ما أنتج في البلاد التونسية من آثار أدبية وفكرية وعلمية من الفترة البونية إلى اليوم، تعتزم دار الكتب الوطنية بالتعاون مع المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون «بيت الحكمة» إطلاق متحف افتراضي للتراث التونسي المكتوب. وقد أفادت دار الكتب الوطنية بأن هذا المشروع يقوم على إنتاج مجموعة مختارة من الجذاذات التي تعرف بهذه الآثار بثلاث لغات (عربية وفرنسية وأنقليزية) ، وتقدم أهم نفائس المكتبة المطبوعة والمخطوطة، كما يقوم على عرض أهم المعالم والأعلام والمؤسسات والمهن المتصلة بالكتب والدوريات وصناعتها واستغلالها ، بطريقة جذابة وموثقة في الوقت نفسه.
وقد وجهت دار الكتب الوطنية دعوة إلى المختصين في هذه المجالات للمشاركة في هذا المشروع البيداغوجي عبر تقديم مقترحاتهم بخصوص عناوين الكتب وأصحابها حتى تنظر لجنة القيادة العلمية في مدى استجابتها للمعايير المطلوبة.
«الخلدونيّة الرّقميّة»... عشرات المراجع متاحة عن بعد
تحتل دار الكتب الوطنية مكانة مشكاة من نور تشع بالفكر والمعرفة وهي الحارسة لذاكرة الأجيال والراعية للتراث الوطني المخطوط والمطبوع... في هذا السياق تبذل المديرة العامة لدار الكتب الوطنية رجاء بن سلامة كل الجهد والإمكانات لحفظ هذا التراث من الاندثار ورقمنته وجعله متاحا لنفاذ أكبر عدد ممكن من الباحثين وطلاب العلم.
من بين المكاسب التي شرعت في إنجازها دار الكتب الوطنية سنة 2020 بعث المكتبة الافتراضية لمواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة. وتمتلك هذه المكتبة قاعدة بيانات تحتوي على نسخ من الكتب والمجلات والمخطوطات والمراجع...
يأتي مشروع متحف التراث المكتوب (ميضأة السلطان) في مقدمة المشاريع المهمة التي تعمل على تنفيذها دار الكتب الوطنية حيث يهدف إلى الخروج من الفضاء الأكاديمي المتخصص إلى الجمهور الواسع قصد إطلاعه على ما لا يقل عن 1200 صفحة مختارة من النفائس ... وهذا المشروع هو أول متحف رقمي بالبلاد سيتم إنشاؤه في ميضأة السلطان الحفصي أبي عمر عثمان والتي تعود إلى سنة 1450 ميلادي.
في ظل الظرف الصحي الاستثنائي وما يفرضه من إجراءات احترازية، يمكن لرواد دار الكتب الوطنية الاستفادة من خدمات المنصة الإلكترونية التي شرعت في إنشائها دار الكتب الوطنية تحت مسمّى «الخلدونيّة الرّقميّة» في إطار رقمنة رصيدها قصد تمكين الباحثين والقراء من الاستفادة من النّسخ الرّقميّة والوثائق عن بعد. ويمكن للباحثين والقراء اليوم تصفح وتحميل عشرات الكتب والمخطوطات والدوريات والخرائط والصور المرقمنة بفضل «الخلدونيّة الرّقميّة».