فالمسرح عنده فكرة متقدة لا تخمد تشبه كثيرا الأرواح التواقة للحرية الأبدية والانفلات من كل الحدود.
ويكون الموعد غدا مع الممثل منير العماري لتقديم عمله الجديد مونودرام «هارب من/الى الدولة الاسلامية» ويعرض مساء الخميس 5 نوفمبر في الرابعة مساء بفضاء التياترو هو أول مونودرام ستكون فيه الخشبة ولأول مرة بأكملها فضاء للعب الدرامي لمنير العماري الذي سيكون لوحده ليبرز قدراته التمثلية وقدرته على المرور من شخصية الى أخرى ومن فكرة إلى أخرى ومن حالة نفسية الى حالات متناقضة أحينا ومتشابهة أحيانا اذ يغوص العمل في الاسباب النفسية والمجتمعية التي تؤدي الى تحول الانسان الى ارهابي او محبّ للموت.
منير العماري ممثل دائم الشوق إلى الخشبة وهو ممثل محترف له طاقة عجيبة على الأداء ممثل يشعر المتفرج أنه يلبس الشخصية إلى حدّ التماهي وبمجرد انتهاء تقمص الشخصية يخفيها داخله ويعود الى شخصه، ممثل متغير ومتلوّن على الركح كحرباء يتقن تغيير الحالات النفسية والعصبية وطريقة الحركة والنطق للشخصيات التي يؤديها، ممثل صادق يصادق شخصياته قبل ان يلبسها من روحه ليقنع المتفرج إلى حدّ الانبهار في كثير من الأعمال على غرار «الماكينة» او «سماء بيضاء» و «ذئاب منفردة».
«هارب من/الى الدولة الاسلامية» المونودرام الجديد الذي سيكشف عن مهارات العماري التمثيلية، ذاك الممثل الذي خبر المسرح وأحبّه سيحلق على الخشبة ويصنع منها عوالمه المسرحية في عمل جديد مقتبس من رواية «كنت في الرقة هارب من الدولة الاسلامية» للهادي يحمد وسيقوم بالإخراج الفنان وليد الدغسني.
«هارب من /إلى الدولة الاسلامية» تجربة جديدة تجمع ثلة من امهر ممارسي مهنة المسرح تمثيلا واضاءة و تقنية، على الركح ستكون القيادة الإبداعية لمنير العماري ويصحبه في الإضاءة المبدع محمد الهادي بلخير «ميش» والملابس للفنان العرائسي المتميز عبد السلام الجمل والمقاربة الدرامية للمخرج الشاب وليد الدغسني وقد اجتمع أربعتهم لصناعة فرجة مختلفة تنطلق من نص روائي ينقد داعش والحركات الاسلاموية.
منير العماري يعود إلى الركح في مونودرام بعد تجارب جماعية عديدة آخرها مسرحية «ذئاب منفردة» من إنتاج مركز الفنون الركحية والدرامية بالكاف وقبلها مسرحية سماء بيضاء صحبة الممثلة اماني بلعج والتي مثلت تونس في المسابقة الرسمية لمهرجان المسرح العربي دورة الشارقة 2020 وقبلها كانت الماكينة وتجارب عديدة مع فرقة «كلانديستينو» النواة التي قال عنها الدغسني «بعد تجربة «كلاندستينو» بت أؤمن أنه من الصعب النجاح دون فريق متجانس ومجوعة متماسكة فكريا وفنيا، المجموعة متميزة والعمل معها ممتع وحتى حين خضت تجربة مع مركز الفنون الركحية والدرامية بالكاف اصطحبت معي ممثلين هما منير لعماري واماني بلعج فوجود العناصر النواة يعطيني ثقة ودفعا للعمل والنجاح»