مشروع أطفال مبدعون: لنا السينما لنعلّم أطفالنا ثقافة الحياة والإبداع

لنكن فاعلين لنكن قادرين على التغيير وصناعة مشهد أجمل يواكب التطورات العلمية والتكنولوجية، لنكن صانعي التغيير وصانعي

محتوي تربوي مختلف عنوانه «الصورة» هكذا شعار الدورة التدريبية في السينما والصورة الذي احتضنته مدينة تطاوين طيلة الأيام الفارطة مع الاحترام الكلي للبروتوكول الصحي.
مشروع أطفال مبدعون تنجزه جمعية ملتقى سينما الجنوب بالشراكة مع برنامج « لنكن فاعلين /فاعلات» بالشراكة مع جمعية «التضامن المدني بتونس» والمندوبية الجهوية للأسرة والمرأة والطفولة بتطاوين.
وينقسم المشروع الى قسمين قسم أول نظري وانطلق مع عبد المخرج العزيز بوشمال وقسم ثان تطبيقي سيكون في الشهر المقبل حسب تصريح رئيس جمعية ملتقى سينما الجنوب.
بالسينما يتعلم الطفل تحليل الواقع وقراءته
السينما هي أول دروس التمرد وفي الجنوب تولد الأنفس التواقة للتمرد والتغيير، اجتمعوا من كامل معتمديات الولاية ليتعلموا الصورة وتحليلها وكيفية التصوير وانجاز أفلام قبل تمرير المكتسبات للأطفال، أساتذة التنشيط في مؤسسات الطفولة اجتمعوا طيلة الأيام الثلاثة لتعلم ابجديات الصورة ومكوناتها ليكونوا حاملي مشروع إبداعي يصنعه الأطفال الذين يُعلمون في مؤسساتهم.
«اطفال مبدعون» عنوان المشروع وهو الغاية أيضا، مشروع تنجزه جمعية ملتقى سينما الجنوب التي تدافع عن الحق الدستوري في الثقافة لكل المواطنين وخاصة الأطفال وتدافع عن حق ابناء الجهات الداخلية في ممارسة النشاط الثقافي ليتعلموا المسؤولية والمواطنة.
أطفال مبدعون مشروع ينطلق من تطاوين لينفتح على كل الأطفال والتلاميذ هو لبنة أخرى للحلم وللإبداع والتعلّم وبعد انجاز دورة مخصصة لتكوين المعلمين بعنوان «اول فيلم» وكانت النتيجة بعث نوادي سينما في المدارس الابتدائية وتقديم أفلام من انجاز التلاميذ الذين تلقوا بكل الشغف المعلومة توجه بوصلة التكوين هذه المرة لاساتذة التنشيط في نوادي الأطفال ومركبات الأطفال ليتوجهوا بالمعرفة إلى الأطفال ما قبل الدراسة ليعلموهم كيفية قراءة الصورة وتخليلها وينقذونهم من الاستهلاك السلبي للصور التلفزية و الالكترونية.
في الورشة التي امتدت على ثلاثة تلقى منشطو نوادي الأطفال ابجديات قراءة الصورة كيفية انجاز صورة مع محاولة انجاز صور حسب الشروط التقنية المقدمة «منت التقط الصور دون انتباه وفي اللحظة ربما التقط عشرات الصور لكن بعد الورشة عرفت معنى الصورة واصبح التقاط صورة يتطلب مني التركيز وقراءة الكادر والغاية» حسب تصريح إحدى المشاركات في الورشة.
السينما فعل حياة
السينما فعل مقاومة وهي وسيلة لاعادة كتابة الواقع الموجود وتقديم صور حقيقية عن المدينة وتفاصيلها، بالسينما يقع البحث عن طريقة لتغيير العقلية ومحاولة انقاذ الاطفال خاصة من خطر الدمغجة ومحاولة ايصال الثقافة الى كل الشرائح المجتمعية وتقريب السينما من الأطفال والعمل على الغاء فكرة المركز والهامش هكذا هو شعار جمعية ملتقى سينما الجنوب التي بادرت ومنذ اعوام لانجاز ملتقى سينما الجنوب وانجاز مسابقات 4x 4 وقد وقع استقبال العديد من المؤطرين من خارج تطاوين ليقتربوا اكثر للمواطنين ويحتكوا بالشارع اثناء التربص والتكوين الموجه عادة للاطفال.
اذ «نريد نشر الثقافة السينمائية في الجنوب، نريد أن يتعلم الطفل أن السينما فن الحياة و نسعى لترك بصمتنا في هذا المجال، لا نريد أن نمرّ دون المساهمة في إثراء المشهد الثقافي خاصة السينمائي في تطاوين القاسية جغرافيا والغنية ثقافيا، ونؤمن أن الطفل حمّال رسائل فلنعلمه الفن وكيفية قراءة الصورة لنضمن مواطنا يميز بين الحق والواجب» حسب تصريح محمد راشد رئيس جمعية ملتقى الجنوب:
محسن الرحال مندوب الطفولة
في تطاوين:
نسعى إلى أن يكون لتطاوين مهرجان سينما الطفل
في تصريح لـ«المغرب» أشار مندوب الطفولة محسن الرحال إلى أنّ وضع الطفولة في تطاوين يتطلب الكثير من العمل فالولاية تعرف نقصا في الإطارات،ونحن نعمل في إطار خلية لايجاد مشاكل الطفولة وتقديم الحلول، ويضيف محدثنا هناك عزوف من الطفل على مؤسساتنا وعلينا البحث عن استراجيات جديدة وطرق عمل متجددة تشجع الطفل على الذهاب على مؤسساتنا أثناء وقت الفراغ، نعول على وعي الأولياء وإطاراتنا سنوفر لهم التكوين والورشات مشيرا ان من أسباب العزوف العمل بطرق قديمة ومناهج لا تتلاءم مع التطور التكنولوجي الذي يعايشه أطفال اليوم.
ويضيف مندوب الطفولة بتطاوين، في ولايتنا لكل جهة خصوصياتها مثلا ذهيبة وهي منطقة حدودية فيها 3 مؤسسات طفولة ومنشط وحيد وهذا أمر منهك ومتعب، تخيل اقبال 80 او 90 طفل على الفضاء مع منشط وحيد «يوجعك قلبك» كذلك رمادة الحدودية أيضا في المقابل في تطاوين المدينة تتوفر الفضاءات لكن هناك عزوف من الأطفال والأولياء لذلك نحن بحاجة لمزيد من العمل لتوفير مؤسسة تستقطب الطفل والعائلة وتكون كبيرة المساحة ومجهزة بتجهيزات حديثة تضمن وجود الطفل والعائلة لكن المشكل عدم وجود ارض لانجاز المشروع رغم المساحة الشاسعة لتطاوين.
وبخصوص المشاريع المستقبلية أشار محدثنا إلى أن هناك مشروعا بقيمة مليار ونصف في مدينة الصمار وسيكون موجها للطفل والطفولة في الصمار.
وعن الدورة التدريبية لمربي الطفولة يقول المندوب «حاولنا ان نستغل عزوف الأطفال عن المؤسسات لنكون المنشطين والمشرفين على النوادي في السينما والصورة في شراكة مع جمعية ملتقى الجنوب، ولن يقتصر عملنا على التكوين النظري بل سنحاول ان يكون لتطاوين مهرجان سينما الطفل من انجاز اطفال النوادي في كامل الولاية، سيقدمون مشاريعهم ويتبارون سينمائيا وسنوفر جائزة مالية محترمة للنادي الفائز لنحفز الاطفال على الإبداع وسنسعى لتكون الأفلام منجزة اول العام الجديد او أثناء الاحتفال بعيد الطفولة» مضيفا «اذا اردنا بناء جيل واع ومواطنين مسؤولين فلنكوّن الأطفال جيدا».
الهادي منصور متفقد الطفولة في ولاية تطاوين
على الوزارة أن تعترف بقيمة التكوين في البرنامج التربوي
أشار المتفقد البيداغوجي للطفولة في ولاية تطاوين الهادي منصور إلى أن القطاع ككل الولايات ينقسم إلى عمومي وخاص بالنسبة للعمومي هناك نوادي أطفال ومراكز إعلامية موجهة للطفل ومراكز مندمجة، ولكل مؤسسات الطفولة في تطاوين بنية تحتية ممتازة لكن تنقصها الإطارات بحكم ان الوظيفة العمومية مغلقة ولم يتم الانتداب، لكن كل المؤسسات تقريبا تشترك في غياب فكرة «المشروع» فالأفكار والمشاريع التربوية المقترحة ليست في مستوى المؤسسات وللأسف لا وجود لمهرجانات طفولة بالولاية والمهرجان الوحيد هو مهرجان الطفل بغمراسن لكنه من إنجاز جمعية وليس من انجاز مؤسسات الطفولة.
ويضيف متفقد الطفولة «يفترض ان مؤسساتنا بها من الإطارات التربوية والبنية التحتية ما يؤهلها لتعمل مع الأطفال على مخرجات ثقافية ذات بعد فني، مثلا نحن الآن في دورة تكوينية في السينما ويجب أن تكون ثمار الأيام الأربعة مهرجان لسينما الطفل بتطاوين».
مشيرا إلى جمعية سينما الجنوب وفرت التكوين والجانب التقني وعلى إطاراتنا ان توفر «مشروع» لان الطفولة «بحر» يمكن الغوص فيها دائما وباب مفتوح للعمل والإبداع وعلى إطاراتنا مزيد البحث الذاتي لتطوير المهارات وانجاز مشاريع تهتمّ بالطفل فلا وجود لأعذار حتى لا تكون هناك مشاريع تربوية إبداعية في مجال السينما في العام القادم واقصد مهرجان لسينما الطفل ينطلق جهويا ثم يصبح وطني.
وفي السياق ذاته يضيف الهادي منصور لأطفال تطاوين ثقافة وخصوصية تميزهم جغرافيا وتاريخيا ولغويا وعلى سبيل المثال الأغاني الموجودة يمكن أن تصبح بوابة لمشاريع ثقافية وكل المكونات التي يعيشها الطفل التطاويني من اللهجة إلى الصحراء الى المكونات التراثية والإرث الحضاري يمكن ان نروج لها لتونس الأخرى الممكنة، تونس الاخرى الثقافية لماذا نستثني فيها الأطفال؟ والأصح أن يكون الطفل بوابة لمشاريع نحو العالمية، و هنا أتساءل هل الطفل الوليد في رمادة مثلا تقام له نفس الطقوس والاحتفالات في بنزرت الإجابة لا ، هذا السؤال يفتح الباب لسؤال آخر لماذا لا يبحث المربين في هذه الخصوصية ويقدمونها في شكل مشاريع ثقافية لان المربي هو قاطرة العمل.
ويختم تصريحه بتوجيه نداء إلى السلطة المركزية أي وزارة المرأة و الاسرة والطفولة وكبار السن لدعم المندوبيات بالجانب المالي المخصص للتكوين، إذ أنه على الوزارة أن تعترف بقيمة التكوين في تنمية البرنامج التربوي ومهارات الأساتذة المنشطين وعلى الوزارة أن تعلن أن للتكوين حيّزا مهما في البرامج السنوية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115