الفروسية والتراث، والمهرجان الدولي لمسرح الطفل بأم العرائس، ويحدث الان مع مهرجان قفصة للفرجة الحيّة.
ورغم هذا الغياب الذي اصبح ممنهجا كلما تعلق الامر وكما اشرنا بما هو فني وجمالي، وثقافي وابداعي، فان هذا المهرجان الذي بدأ يخطو بثبات نحو الدولية، قد انطلقت فعالياته منذ يوم 6 ماي الفارط مسجلا وضمن فقرات دورته الجديدة مشاركة مراكز الفنون الدرامية والركحية بقفصة ومدنين وصفاقس والكاف، وفرقة مسرح الناقوس بالاغواط (الجزائر) ومركز الحرية والابداع بالاسكندرية (مصر) الى جانب المسرح الوطني الذي شارك بعملين مسرحيين الاول «K.O» والثاني «العنف» في الاختتام للثنائي الفاضل الجعايبي وجليلة بكار بمشاركة عدد من الممثلين (فاطمة بن سعيدان وجليلة بكار ولبنى مليكة ونعمان حمدة وأيمن الماجري ونسرين المولهي وأحمد طه حمروني ومعين مومني) وهذا العمل الذي أوغل في عالم الجريمة بكل ما فيه من عنف وقساوة، من انتاج المسرح الوطني.
العنف.. أسبابه وتداعياته..
«هنا، رائحة العنف لا تُطاق.. ولكنها رائحة وجب علينا التوقف عندها لتقصي معاني هذا العنف ولتحليل دوافعه وأبعاده، فأن تقتل امرأة زوجها، أن يذبح واحد منا صديقه من الوريد الى الوريد، أن ترمي أم بابنها بين ألسنة النيران، أن تلقي مجموعة من التلاميذ بأستاذتهم من الطابق الأول متسببين في وفاتها، كلّها جرائم نعيش على وقعها يوميا وتتطلب منا التساؤل حول الوحوش الكامنة فينا، وكيف تتحرر هذه الوحوش من قيودها لتطلق عنان السوء المتخفي في دواخلنا.»
حول هذه التيمة التي تنازعت فيها قيم الإنسان مع قيم التوحش، دارت أحداث مسرحية «العنف»، وقد كانت طاقة هذه المسرحية على الازعاج والدفع بالمتفرج الى حافة هاوية السكون والتوازن هي نقطة قوتها الأبرز، ففي «عنف» لا مجال لنصف الكلمات ولنصف المواقف، فالركح قاتم والأجساد ثائرة والفم حاد لا يخشى قول «العنف»، فهو من صلب واقعنا اليومي، قد نرفض مشاهدته، وقد نرفض مجرد التعليق عليه، لكنه قائم الذات في شوارعنا وفي بيوتنا ولا مجال للفرار منه.
ولاول مرة يشارك شباب المسرح من ولايات قفصة وتوزر وقبلي، خلال هذه التظاهرة المسرحية والفرجوية بتقديم جملة من عروض «فنون الشارع» بمدن الحوض المنجمي. ولان لكل بداية نهاية، فقد كان الاختتام بنزل الاقامة حيث تم تنظيم سهرة متعددة الفقرات حضرت فيها الموسيقى والاغاني المختلفة. وتم خلالها تكريم الفنان المسرحي: الفاضل ﭭلنزة الذي اقترن اسمه بعديد الاعمال المسرحية الهامة التي انتجتها بالخصوص فرقة مسرح الجنوب بقفصة، وايضا الفرق المسرحية المشاركة من تونس والجزائر ومصر. وقد أوفت هذه الدورة بوعودها، رغم بعض الهنات المتعلقة بتأخر مواعيد الانشطة الفكرية والعروض المسرحية عن هذه التظاهرة رغم توجيه هيئة التنظيم دعوات رسمية الى عديد الجمعيات والمسرحيين.