في اليوم العالمي لللاّعنف: الشبـــاب يصــــرخ ضد العنـــف في السينمـا ...

تحتفل تونس منذ 2اكتوبر بفعاليات اليوم العالمي للاّعنف وجاء الاحتفال في شكل افلام قصيرة تقدم قصص شبان من مناطق

مهمشة تعرضوا للعنف ويتعايشون مع التعنيف يوميا، الافلام من انجاز منظمة «انترناشونال ألرت» وتهدف الافلام الى تعزيز الوعي المواطني والمؤسساتي بضرورة مناهضة العنف باشكاله المختلفة.
والافلام من تاليف واخراج صامد الحاجي و مدير التصوير الفوتوغرافي ادونيس رمضان والموسيقى لارثن جولين والصوت لاكرم سالم و بمشاركة عصام رحالي وعزيز هرمي وحمزة ضيفلي واميمة غويلي وجميع الافلام صرخة من الشباب ضد كل تلوينات العنف والميز و منظمة «إنترناشونال ألرت « هي منظمة رائدة في مجال بناء السلام تعمل مع الأشخاص الذين تضرّروا مباشرةً بفعل النزاع لبناء سلام دائم. تأسّست إنترناشونال ألرت في العام 1986، وهي تعمل في أكثر من 25 بلداً ومنطقة.
العنف يرافق الشباب
نعيش على الرهبة، وقد اصبح الخوف صديقا مقربا للشباب والتونسيين، نخاف الخروج ليلا، نخاف الاكتظاظ في وسائل النقل، نخاف الشوارع شبه المقفرة، نخاف الاخر ذي المظهر الغريب، الخوف اصبح جزءا من حياتنا اليومية هكذا نشاهد في الافلام الاربعة والقصص المقدمة، افلام انطلقت من الواقع ونقلت افكار شباب في مناطق مهمشة ورافقتهم ليبوحوا بأسباب الخوف الذي يلازمهم.
قصص احمد وعماد واميرة وادم جميعها تتشابه اختلف الاسم او نوعية العنف لكن الطاقة المسلطة واحدة والوجع واحد، في الافلام الاربعة ينقدون ظاهرة العنف ويتحدث المشاركون بطريقة تجمع السخرية والتراجيديا عن وضعية الاحياء الشعبية ومعاناة التونسيين من قلة وسائل النقل وانعدام الامن في الشارع بالإضافة الى العلاقة المتوترة مع قوات الامن و التعرض للعنف في كل مكان، البيت والشارع والحافلة ففي ووطنا الصغير اينما وليت وجهك اعترضتك طاقة من العنف المادي و المعنوي والنفسي.
«احمد» شاب لم يكمل تعليمه الجامعي واكتفى بالتكوين المهني يعمل في مجال يحبه وهو الميكانيك، صاحب العمل سليط اللسان يعامله معاملة العبيد، احمد عيّنة عن مئات الشبان الذين يتعرضون للهرسلة والعنف في فضاء العمل خاصة المهن والحرف اليدوية، احمد اختار مهنة يحبها لكنّ المشرف على المهنة جعل حياته سوادا بسبب عنفه المتواصل.
عماد هو الاخر يتعرض الى التعنيف بسبب مظهره ولباسه وفي قصة عماد تنقل للجمهور صورة عن العنف الاسري وتأثيره على الاطفال.
«اميرة» هي الاخرى تتعرض للعنف فقط لأنها امرأة، اميرة الحالمة لاعبة رياضة البوكس، زادها مقولة مدربها «اميرة ماكش وحدك» ، اميرة تحلم بالفوز تمضي يومها في التدريب لتعيش صراع العودة الى المنزل مساء في غياب وسائل النقل وانعدام الامن، اميرة تهزم نفسيا بسبب عملية «براكاج» وتتعرض الى الاعتداء العنيف هي انموذج عن المعنفات، عن النساء اللواتي يتعرضن للترهيب والتخويف والسرقة فقط لانهنّ نساء ولا يحقّ لهنّ الخروج في وقت متأخر قليلا حسب المنظومة المجتمعية.
وتعالج أفلام أربعة أيام عنف، وهي من تأليف وإخراج صامد الحجي ومشاركة شباب من دوار هيشر العنف بوصفه ظاهرة مركّبة وتستعرض البعض من مظاهره على غرار الوصم والمضايقات وأشكال أخرى من سوء المعاملة التي يتعرض إليها الشباب في حياته اليومية مثل انتهاكات حقوق الإنسان، والعنف القائم على النوع الاجتماعي، أو العنف المُسلّط في الفضاء العائلي وفي أماكن العمل وكثيرا ما يفتقد الشبان ضحية العنف الى مكان يلجؤون إليه او دعم او حماية قانونية كما ما يفتقرون عادة إلى الدراية الكافية بفضاءات التوجيه ضد العنف، ويعُوزهم النفاذ إلى اليات الدعم والحماية القانونية لتكون السينما وسيلة للتعبير عن رفضهم للعنف وبحثهم عن فضاء يحتوي احلامهم ويوجههم.
الثقافة حق دستوري؟ إلى حين؟
«ولد حومتي مغروم بالمسرح والتمثيل وطلب مني ان نتجه الى دار الثقافة» جملة جميلة من حيث الشكل لكن المضمون حسب الفيلم جدّ موجع لان المتحدث يستعمل السخرية للإشارة الى انعدام الانشطة الثقافية في حيّهم، تحدث عن اهمية الفنون في تكوين شخصية الانسان ودورها في ترسيخ قيم المواطنة وقبول الاخر المختلف عنّا وكيف يكون الركح فضاء لإفراغ شحنات الغضب وتعلّم ابجديات الحياة بطريقة مختلفة، فالثقافة تحمي الشباب من الانحراف والسقوط في هوة المخدرات والسرقة و«البراكاج» ولو وجدت دار ثقافة لاحتضان مواهبهم لكانت النتيجة شاب سويّ وسليم وليس «نطّار» يمارس العنف والسلب على غيره.
في «افلام اربعة ايام عنف» قصة آدم تلميذ مختلف من حيث المظهر، تونسي حالم لازال يرى ان بإمكانه الحلم والنجاح في بلاده، ادم يتعرض للمضايقات بسبب شعره الطويل، ادم يقضي امسياته في دار الثقافة يتعلم الرقص و المسرح يشعر ان بإمكانه الطيران كلما صعد على الركح، هكذا يتمنى لكن الواقع مختلف فواقعه مظلم لان مدينته تفتقر الى دار ثقافة، مدينته لا تشجّع على الابداع وفي وطنه متى اراد ان يمارس الفن كان اعترضه الشارع بالرفض.
الرسائل المتعلقة بأهمية الثقافة لدى الشباب ودورها في تعزيز الثقة ومحاربة العنف من اهم الرسائل الموجودة في الأفلام للثقافة دورها في تكوين الشباب وتاطيرهم وللثقافة قدرة على زراعة بذور الامل في قلوب الشباب وحمايتهم من الدمغجة وخطرها، الثقافة حق دستوري لكنه حق غير مفعّل فالكثير من الاحياء الشعبية تفتقر لهذا الحق الذي لم توله الدولة الاهمية فاقتصرت الثقافة على بعض التظاهرات والمهرجانات الكبرى.
حمزة ضيف الله (شاب من دوار هيشر) من ضيوف الأفلام
لنا الحق في مواجهة العنف
«في حيّـنا، نادراً ما تتاح لنا الفرصة للتعبير عن تجاربنا، ولكنْ لا يمكننا أن نلزم الصمت بشأن العنف الذي نراه يُمارَس ضدّ أصدقائنا وأفراد عائلتنا وجيراننا. لقد أعددنا هذه الأفلام لمساعدة الآخرين لكي يفهموا أنّ لدينا حقّاً مشروعاً في مواجهة العنف بموجب القانون ويجب أن ندافع عن هذه الحقوق.
مهدي برهومي مدير البرامج في منظمة «انترناشونال ألرت» في تونس
الأفلام دعوة آنية لمحاربة العنف
«»إن القصص التي عايشها هؤلاء الشبان تجسّد ملمحا لظاهرة العنف في المناطق المهمشة، وتشكل مدخلا لفهم العنف بوصفه ظاهرة متعددة الأبعاد، تشمل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والرمزية. وتعد الأفلام القصيرة دعوة آنية وملحة إلى ضرورة مناهضة العنف بكل أشكاله والعمل على إرساء منظومة لحقوق الانسان متكاملة ومترابطة».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115