كان أوّل المستفيدين من منحة «مجتمع جميل» : عازف الكمنجة باسم أنس رمضاني يحقق حلمه في مواصلة دراسته العليا بلندن

عن سحر الكمنجة وشجن شدوها، قال محمود درويش « الكمنجات فوضى قلوب تجننها الرِيح في قدم الراقصةْ...

الكمنجات أْسراب طيْر تفرّ منَ الرايَة النَّاقصة». أما عازف الكمنجة التونسي باسم أنس رمضاني فقد عانق بشغف آلته وعزف على أوتارها أنينا وحنينا وأنشودة حياة حتى نال شهرة عالمية أنصفت هذا الشاب في تسلق سلم الموسيقى واعتلاء ركح النجاح بعد تعب ومعاناة وتشبث بالكمنجة سر المعزوفة الخالدة العابرة للحواجز والحدود. والطريف أن الجمهور العريض قد تعرّف على موهبة باسم أنس الرمضاني منذ الطفولة عبر شاشة الفلم الوثائقي لهشام بن عمار بعنوان «كان يا ما كان في هذا الزمان » ...
منذ نعومة أظفاره، بدأ ممارسة الموسيقى حتى كبرت فيه الموهبة ونمت أحلامه في نحت صيت عالمي، ومن لندن جاء خبر اختيار باسم أنس رمضاني كأوّل مستفيد من دعم «الكلية الملكية للموسيقى» لمواصلة دراسته العليا في الموسيقى.
مسيرة كفاح وسيرة نجاح
لم يكن صعود الموسيقي باسم أنس الرمضاني على درجات الارتقاء العلمي يسيرا بل كانت رحلة مشقة ومعاناة ما كانت لتكتمل لولا دعم مؤسسات تونسية وأجنبية وإصرار الفنان على تحقيق التميز وحصد الشهرة. آخر هذه المنح جاءت من المؤسسة الخيرية العالمية «مجتمع جميل» و «الكلية الملكية للموسيقى» في لندن. أعلنت مؤخرا «الكلية الملكية للموسيقى عن إنشاء مبادرة «مجتمع جميل» لدعم طلبتها في اختصاص الموسيقى ممّن يواجهون صعوبات في سداد المعاليم المالية، وذلك لفترة أولية مدتها 3 سنوات لاستكمال دراستهم والحصول على شهائدهم .
مرّة أخرى ابتسم الحظ في وجه عازف الكمنجة التونسي باسم أنس رمضاني بفضل موهبته الاستثنائية. فكان أوّل مستفيد يحصل على دعم من المبادرة للعام الدراسي 2020 - 2021 ليتسنى له استكمال دراسته العليا والحصول على شهادة في الفنون بعد تخرجه من الكلية الملكية للموسيقى بدرجة الماجستير في عام 2020.
في سن الخامسة، بدأ باسم أنس رمضاني، الذي ولد في تونس سنة 1995، دراسة فن العزف على آلة الكمان، وكانت البداية بالانضمام إلى «كونسرفتوار زرياب للموسيقى والرقص» الذي أسسه والده الفنان عبد الرؤوف الرمضاني حيث تتلمذ على يد رشيد قوبعة ووسام سليمان... في سن التاسعة، ظهر لأول مرة كعازف منفرد مع الأوركسترا السيمفونية التونسية وهو يعزف موسيقي لدانكلا وفيوتي في المسرح البلدي في تونس. نال أدائه تقديرا من المنتج هشام بن عمار ، فكان موضوع فيلمه الوثائقي « كان يا ما كان» الذي صدر عام 2010 ونال عديد الجوائز السينمائية في تونس والعالم.

في عمر العاشرة، بدأ باسم أنس مسيرته الدولية من خلال عرضه لتمثيل تونس وإفريقيا والعالم العربي. وفاز باسم أنس الرمضاني بالجائزة الأولى في مسابقة «فاتيلوت رامبال» بفرنسا. وقد منحته مؤسسة جان لوك لاغاردير منحة دراسية استخدمها للدراسة في الخارج مع أساتذة مشهورين في فرنسا وليون وبروكسل وسويسرا.
انتقل باسم أنس رمضاني في سن الحادية عشرة ، إلى المملكة المتحدة للانضمام إلى «مدرسة يهودي مينوهين» المرموقة بفضل منحة دراسية كاملة أتاحتها له مؤسسة الحبيب بورقيبة في تونس.
شارك باسم أنس في دروس ماجستير مع أساتذة بارزين من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك فيكتور بيكيزن (روسيا) ولويس كابلان (أمريكا) وويليام هارفي (أمريكا) وأندراس كيلر (المجر). كثيرا ما تتم دعوة باسم أنس رمضاني للعزف مع الأوركستر السمفوني التونسي . وكانت له عروض ناجحة في مسرح الجم الروماني و أكروبوليوم قرطاج ومهرجان قرطاج الدولي ...
اليوم وبفضل منحة «مجتمع جميل» سيواصل عازف الكمنجة باسم أنس رمضاني استكمال دراسته العليا من أجل الحصول على شهادة الفنان العالمي من الكلية الملكية للموسيقى بلندن. وفي النهاية سيعود نجاحه بالشهرة إلى تونس بعد مسيرة كفاح وقصة نضال لم يستسلم فيها الفنان باسم أنس رمضاني إلى اليأس والفشل بل قاوم رغم العراقيل المادية في إعلاء عزف الكمان .. صوت الأمل.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115