والتطلع إلى التحرر والانعتاق... هو ذاك المسرح الذي يجرفنا في «تسونامي» ويرعبنا في «العنف» ويرّجنا في «الخوف»... وقريبا سيسقط فاضل الجعايبي كل الأقنعة الملتبسة بالدين ويطيح بكل المعتقدات الخاطئة ويفضح كل الممارسات الخطيرة في مسرحيته الجديدة «مارتير».
يقدّم المسرح الوطني العروض الأولى لإنتاجه الجديد « مارتير » من إخراج الفاضل الجعايبي أيام 9 و10 و11 أكتوبر 2020 بقاعة الفن الرابع بالعاصمة.
«مارتير» والتجديد في النص والأبطال
قبل تسليم عهدة المسرح الوطني إلى المدير الذي سيخلفه، اختار الفنان فاضل الجعايبي أن يطل على جمهوره من على ركح مسرحيته الجديدة «مارتير» في اقتباس عن نص للكاتب الألماني «ماريوس فون ماينبرغ».
في لعب أدوار البطولة، سيحمل المشعل والمسؤولية شباب «مدرسة الممثل» ليترجموا مكتسبات التكوين النظري ومعارف التكوين التطبيقي التي نهلوها من هذه المدرسة وليواجهوا الجمهور العريض وجها لوجه بعد التسلح بزاد فني وعتاد مسرحي شحنهما في أجسادهم المخرج الكبير فاضل الجعايبي.
تقديم أدوار مسرحية «ماتير» ومشاهدها على خشبة المسرح سيكون بإمضاء كل من: أوس الزبيدي ونهى النفاتي ومالك شفرود ومي السليم وكلارا الفتوي الهوى ومهدي عياد و سوار عبداوي وأمان الله عتروس و حمزة الورتاني .
في «مارتير» كان فاضل الجعايبي مجدّدا في اختيار أبطاله إذ استعان للمرة الأولى من نوعها بشباب مدرسة الممثل ليمنحهم لوحدهم الركح والبطولة بعد أن كان في مسرحياته السابقة يختبر أداء خشبة «مخضرمة» تجمع بين ممثلين كبار ومحترفين وبين ممثلين متخرجين حديثا من مدرسة الممثل.
على مستوى النص، نزع كذلك المخرج فاضل الجعايبي إلى التجديد باعتماد نص عالمي ليكون منطلقا لعرض «مارتير»، وهو الذي كان وفيّا في أغلب أعماله إلى كتابات المبدعة جليلة بكار وابتكارات نصوص «فاميليا» عموما. ويبدو أنه وجد ضالته في نص الكاتب الألماني «ماريوس فون ماينبرغ» في ترجمة لحمزة الورتاني الذي يلبس كذلك قبّعة مساعد المخرج والممثل في «مارتير». أما الإخراج والدراماتورجيا والسينوغرافيا في «ماتير» فجاءت بتوقيع الفاضل الجعايبي.
سقوط الشباب في شراك التطرف الديني
في متون العبث بالدين ومدارات انهيار أدوار الأسرة والمؤسسة التربوية، توقد مسرحية «مارتير» على ركحها فتيل أسئلة حارقة وهواجس مؤرقة عن الإنسان هنا وهناك مهما اختلفت الديانات وتعددت الهويات... في تقديم لملخص هذه المسرحية ورد ما يلي :»عندما تستقيل العائلة وتنهار المنظومة التربوية ويتيه الدّين بين الشعوذة والانتهازية ويتهوّر المجتمع ويتوحّش ولا يبقى فيه إلا القليل القليل ممّن يؤمنون بالعقل الرّشيد يصبح لا حول للشّاب الضائع إلا التشبّث بقيم «الإنقاذ» الديني المتشدّد و» بحدّ السيف القاطع».
في حواره الأخير لـ«المغرب» تحدّث المخرج فاضل الجعايبي عن مسرحيته «مارتير» فقال: «في هذه المرّة سنعتمد نصّا عالميا لكاتب ألماني لنسلط الضوء على ظاهرة التطرف الديني عند المسيحيين في الوقت الذي يكثر فيه الحديث عن الانحرافات الإسلاموية عند المسلمين فقط. هذا التفكيك لثقافة التطرف عند طائفة من معتنقي الدين المسيحي والتأويل السلبي والعنيف للأديان ستدور أحداثه داخل مدرسة أبطالها مراهقون وأساتذة وأولياء... ومن هناك سنبرز أن المنظومة التربوية هي التي تبني الحضارة أو تصنع الكارثة»!
قريبا، العرض الأول لمسرحية «مارتير» للفاضل الجعايبي: هل أن الدين «أفيون الشعوب» في كل العصور؟
- بقلم ليلى بورقعة
- 11:06 24/09/2020
- 1249 عدد المشاهدات
لا مجاملة ولا تجميل في مسرح الفاضل الجعايبي، فمرآة ركحه تعكس لنا الواقع بكل قبحه وإفلاسه وصدى خشبته يردّد صوت الانهزام والانكسار