في آخر الاحصائيات الرسمية: 31 قاعة للسينما في تونس... والمكتبات العمومية تستغيث!

في نقلة نوعية وكميّة، تقفز السينما التونسية بأقدام واثبة وواثقة نحو العالمية من سنة إلى أخرى، بالرغم من التواضع المخجل لعدد قاعات السينما في تونس.

في المقابل تم تعزيز منظومة المكتبات العمومية، إلا أن تطوّر عدد المكتبات لم يعكس تطورا في قاعدة القراء بل تراجعا في عدد روادها! بالأرقام والمعطيات، اهتم المعهد الوطني للإحصاء بقطاع السينما وبشبكة المكتبات العمومية في آخر نشرياته الإحصائية السنوية للبلاد التونسية.
صدرت مؤخرا عن المعهد الوطني للإحصاء النشرية الإحصائية السنوية للبلاد التونسية لسنة 2019 والتي تتضمن جملة الإحصائيات التي تنتجها المنظومة الوطنية للإحصاء، وتشمل أساسا السنوات الخمس الأخيرة (2014 - 2018).

فقد تطوّر عدد الأفلام المعروضة وصعود مرتفع لجمهور الفن السابع
كما خصّصت النشرية الإحصائية السنوية للبلاد التونسية، جزءا من فهرسها لبسط معطيات إحصائية عن قطاع الثقافة، تمثلت أساسا في منظومة المكتبات حسب الأصناف والولايات وتطور عدد قاعات السينما والأفلام المعروضة.
وقد انعكست الانتعاشة التي شهدها الفن السابع في السنوات الأخيرة على تطوّر عدد الأفلام المعروضة من 36 فلما سنة 2014 إلى 142 فلما سنة 2018. وقد ارتفع عدد الأفلام الطويلة من 36 فلما سنة 2014 إلى 129 فلما سنة 2018 .واحتلت الأفلام الأمريكية نسبة الصدارة في عدد الأفلام المعروضة بمعدل 67 فلما سنة 2018، وفي مرتبة ثانية الأفلام

الفرنسية بنسبة 19 فلما في السنة نفسها . وفي الوقت الذي تقاسمت فيه الأفلام المصرية والهندية والإيطالية والصينية والجنسيات الأخرى نسبة متواضعة من عدد العروض، فإن الأفلام التونسية قد حققت تطورا على مستوى عرض الأفلام وذلك من 9 أفلام سنة 2014 إلى 15 فلما سنة 2018.
وبدورها عرفت الأفلام القصيرة التونسية المعروضة تقدما ملحوظا، فبعد أن كان عددها 8 أفلام سنة 2015 أصبح 13 فلما سنة 2018.

في صعود مرتفع، تطوّر عدد المقبلين على قاعات السينما من 710 000 متفرّجا سنة 2014 إلى 000 738 1 سنة 2018.
بالرغم من الإغلاق المتواصل لقاعات السينما في تونس وتقويض مبانيها الثقافية لصالح الفضاءات التجارية، فإن عددها تطوّر من 21 قاعة سنة 2014 إلى 31 قاعة سنة 2018.

وقد احتلت العاصمة الصدارة في امتلاك أكبر عدد من قاعات السينما بمعدل 12 قاعة سنة 2018 .أما في ولاية أريانة فقد تضاعف عدد قاعات السينما من قاعة واحدة سنة 2014 إلى 9 قاعات سنة 2018. وفي نابل تم افتتاح قاعة جديدة ليتطوّر العدد إلى قاعتين للسينما في الولاية. أما عاصمة الجلاء بنزرت فقد حافظت على بقاء قاعتيها الاثنتين دون زيادة أو نقصان طيلة خمس سنوات. وفي كل من سوسة والمنستير، فإن كل ولاية تمتلك قاعة وحيدة ويتيمة للسينما. وبدورها حافظت صفاقس على وجود أربع قاعات للسينما من سنة 2014 إلى سنة 2018.

تطوّر في شبكة المكتبات وتراجع في عدد القراء
في فصلها المعنون بـ «التعليم والثقافة»، اهتمت النشرية الإحصائية السنوية للبلاد التونسية بتطور عدد المكتبات العمومية سواء كانت موجهة للكهول والشباب أو للأطفال والتي تحوّلت من 359 مكتبة سنة 2014 إلى 387 مكتبة سنة 2018. أما عدد المكتبات المتجولة فتطوّر من 31 سنة إلى 38 سنة 2018. وتحتل ولاية بن عروس الصدارة في امتلاك أكبر عدد من المكتبات بمعدل 25 مكتبة. أما أقل ولاية على مستوى شبكة المكتبات العمومية، فكانت ولاية قبلي بمعدل 10 مكتبات.

ولئن تطوّر عدد الكتب المؤثثة للمكتبات العمومية وكذلك المتجولة، فإنّ عدد القراء قد تراجع عند كل الشرائح العمرية من 959 630 4 سنة 2014 إلى 363 126 2 سنة 2018. كذلك سجل عدد الكتب المستعارة تراجعا من 399 133 8 كتابا سنة 2014 إلى 205 223 2 كتابا سنة 2018.
لعل هذه الإحصائيات المفزعة بخصوص منظومة المكتبات العمومية في تونس والتي تعكس واقع المطالعة عند الأطفال والشباب والكهول تدق ناقوس الخطر من أجل التدخل السريع لوزارات الشؤون الثقافية والتربية والتعليم العالي وغيرها من الأطراف من أجل وضع خطة إنقاذ لانتشال المكتبات من الكساد وهجرة القراء وإنقاذ أجيال الغد من «الأمية الثقافية» ولعنة عدم القراءة...

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115