منارة للفن والإبداع وكان على الوعد في قيادة قاطرة المشهد المسرحي على درب البحث والتجديد والاحتفاء بكل الفنون دون استثناء واستضافة المنابر والحوارات واللقاءات... وبالرغم من شح الموارد المالية واختلال منظومة الدعم، يناضل فضاء التياترو من أجل البقاء ومواصلة المشوار رافعا شعار التحدي لأكثر من 30 سنة، وأكثر من ثلاثة عقود...
بفضل برمجة طلائعية، نحت فضاء «التياترو» مكانة خاصة له في المشهد الثقافي التونسي ما فتئت تترّسخ بفضل التفاف رواد أوفياء وجمهور يقدّر البذل والعطاء...
«كورونا يا حبّي» جديد التياترو
كما لم يستلم فضاء التياترو للصعوبات والعراقيل التي رافقت نشأته ومسيرته على امتداد حوالي 33 سنة ، فإنه لم يسمح للكورونا أن تحبط عزيمته وأن تحد من انطلاقة جموح عروضه وجنون فنونه... وفي برمجة الثلاثي الأول لمسرح التياترو خلال الموسم الفني 2020-2021 سيكون الموعد مع أعمال جديدة من إنتاج «التياترو» و«التياترو ستوديو» بالإضافة إلى إعادة عرض أعمال تميّزت خلال الموسم الفارط.
وقد جاء افتتاح الموسم الفني الجديد لفضاء التياترو خلال اليومين الأخيرين بإمضاء عرض «كورونا يا حبّي» من إخراج نوفل عزارة. ويتطرق هذا العرض إلى زمن ( الكورونا ) حيث «هناك زمنان متقاربان في التوّحد والانفصال، يختبر فيهم الأبطال ، كل منهم على حدة قدرته على الإعداد للحب و الموت .. لتمتزج العزلة المادية بالعزلة الوجودية .. و تتوّحد سينوغرافيا الفضاء ليتسابق الجميع في سرد كل تلك الأحلام السيئة التي مرّت و تمر بها البشرية.. دون فك طلاسمها» !
إيمانا بمقولة «التدريب هو التضحية بمجدك من أجل مجد الآخرين» لمارسيل بانيول، فتح «التياترو ستوديو» أبوابه ووضع خبرته منذ سنة 2003 لتدريب الهواة والشباب والأطفال على الممارسة المسرحية المحترفة من قبل مختصين معروفين ومعترف بهم في المشهد الفني التونسي. وفي سنة 2020 يواصل فضاء التياترو حلقات التكوين وورشات التدريب والاحتفاء بمشاريع تلاميذه عبر تقديمها إلى الجمهور العريض على ركح الخشبة.
عروض محترفة ومائدة مستديرة ونقاش حول المسرح
من مستجدات الموسم الفني الجديد لفضاء التياترو، إعادة تظاهرة «لقاء العرض الأوّل» إلى ركح التياترو بعد انقطاعها لمواسم طويلة. وستمتد نسخة 2020 من «لقاء العرض الأوّل» طيلة حوالي ثلاثة أسابيع وذلك من 4 إلى 21 نوفمبر2020.
وبعد أن قرّر مؤسس فضاء التياترو الفنان توفيق الجبالي إعادة هذا اللقاء، فقد اختار تكليف المسرحي وليد الدغسني بالتنسيق العام للتظاهرة رفقة فريق من المسرحيين يتكوّن من : حمادي الوهايبي ويوسف مارس ومحمد الكشو وانتصار العيساوي.
في انتظار ضبط البرمجة والانتهاء من الإعداد لتظاهرة «لقاء العرض الأوّل»، فقد قدّم المخرج المسرحي وليد الدغسني لمحة عامة عن هذا المولود الجديد في أجندا الفن الرابع بتونس في تصريحه لـ «المغرب» بالقول: «نحاول أن نجعل هذا اللقاء موعدا سنويا محفزا لإعداد العروض وتقديمها في بداية شهر نوفمبر بالتياترو ومجالا وفضاء للحوار والنقاش في راهن الحال وواقع المسرح. في «لقاء العرض الأوّل»، سيتم تقديم كل العروض لأّول مرة، وهذا واحد من أهم شروط هذه التظاهرة. وهي عروض محترفة موجهة للكهول. لن نكتف بالعروض فحسب، بل سنعقد مائدة مستديرة على غاية من الأهمية بمشاركة أسماء فنية وجامعية ونقدية وفلسفية وازنة. إضافة إلى تنظيم ورشات مدروسة الجدوى على امتداد أيام التظاهرة. ودائما سيكون فضاء التياترو لفلسفة تأسيسه للقاء والإبداع والتفكير.