دورته 77 أو تعليق برمجته بسبب فيروس كوونا. وأمام الامتحان الأكبر والاختبار الأصعب، نجح مهرجان البندقية في افتتاح دورته الاستثنائية واختتامها في أحسن الظروف، دون التخلي عن استقبال الضيوف أو برتوكول السجاد الأحمر لكن وسط إجراءات صحية صارمة أثارت إعجاب العالم ومنحت بقية المهرجانات على غرار أيام قرطاج السينمائية الأمل في أن السينما تستطيع أن تهزم الكورونا.
بالرغم من ارتفاع حلقات العدوى في إيطاليا، فإن نجوم هوليوود لم يتغيبوا عن حضور مهرجان البندقية السينمائي الدولي ولم تغب أجواء الاحتفالات والتتويجات ...
أيام قرطاج السينمائية تستأنس بتجربة البندقية
بعد أن أغلقت الكورونا أبواب السينما في العالم بأسره منذ شهر مارس المنقضي ، فقد كسر مهرجان البندقية السينمائي الدولي هذا الحصار وأعاد فتح بوابات مدينة فينسيا الساحرة أمام عشاق السينما وصنّاع الفن السابع.
صحيح أنّ الإجراءات الصحية كانت غاية في الحذر والصرامة، وأنّ عدد النجوم على السجاد الأحمر كانوا أقل ، وأنّ نصف الكراسي كانت فارغة... ولكن في النهاية كسب مهرجان البندقية الرهان و صفّق له العالم على نجاحه في تخطي الخطر وتجاوز العوائق لإعلاء راية السينما والاحتفاء بالحياة.
وبعد أن أصبح مهرجان البندقية السينمائي الدولي مثالا يحتذى به في تحقيق معادلة صعبة ألاّ وهي عدم الاستسلام للقدر والتخلي عن الفن من جهة والحفاظ على سلامة الجمهور من جهة أخرى ، فقد استبشرت بقية المهرجانات الكبرى خيرا واكتسبت نوعا من الخبرة والحصانة لتنظيم مواعيدها وعدم الانسحاب أمام زحف الكورونا.
في تونس، ينتظم قريبا من 7 إلى 12 نوفمبر المقبل أيام قرطاج السينمائية والتي منحها بدورها مهرجان البندقية السينمائي جرعة من الأمل و التطلع إلى تنظيم دورة ناجحة رغم الظروف الاستثنائية. وفي حوار أخير لـ «المغرب» قال المدير الفني لأيام قرطاج السينمائية: «رغم الوضع الإستثنائي، لا استغناء عن أيام قرطاج السينمائية هذا العام. نحن في اتصال مباشر مع وزارة الصحة لتطبيق البرتوكول الصحي وتحيينه حسب تطورات الوضع. كما سيتم توزيع محطات المهرجان وفقراته داخل القاعات وفي فضاءات خارجية احتراما لتنفيذ الشروط الصحية. نحن بصدد الاستئناس بتجربة مهرجان البندقية السينمائي الدولي والاتصال بالمسؤولين عليه للاطلاع على خبرتهم في إنجاح الدورة الأخيرة للمهرجان والتي كانت نموذجا في التحدي وتجاوز المخاطر بالرغم من أن إيطاليا كانت من أوائل بؤر الوباء في العالم».
تتويج مضاعف للتونسية كوثر بن هنية في فينيسيا
لم تغب المسابقات في الدورة 77 من مهرجان البندقية السينمائي الدولي ، ولم تحرم الكورونا جمهوره وضيوفه فرحة الفوز على منصة التتويج. وقد كانت «جائزة الأسد الذهبي» من نصيب الفيلم الأمريكي “نومادلاند” للمخرجة الأميركية الصينية «كلوي جاو تشاو. وتتناول قصة الفيلم أرملة في الستينيات محطمة تتخلى عن كل شيء لتعيش حياة ترحال بين مجتمع صغير ومختلف يعيش في «عربات» ويتخذها منازل للسكن والعيش والحياة ...
في مهرجان البندقية السينمائي، لم تتخلف السينما التونسية عن الحضور وعن منّصة التتويج أيضا . ومرّة أخرى ترفع المخرجة التونسية المتميزة كوثر بن هنية راية تونس عاليا بفوزها بجائزتين في اختتام الدورة 77 لمهرجان فينيسيا عن فلمها الجديد «الرجل الذي باع ظهره».
وتحصل الفلم التونسي «الرجل الذي باع ظهره» على جائزة قسم « آفاق » لأحسن ممثّل والتي حاز عليها بطل الفلم يحيى مهايني ، كما فاز الفيلم أيضا بجائزة أديبو كينج للإدماج.
فلم «الرجل الذي باع ظهره» سيناريو وإخراج كوثر بن هنية و بطولة يحيى مهايني و النجمة العالمية مونيكا بيلوتشي وديا إليان وكوين دي بو. في فلمها الروائي الطويل الجديد ، اختارت كوثر بن هنية تسليط الضوء واهتمام الكاميرا على القضية السورية من وجهة نظرها وزاوية رؤيتها للأوضاع... ويروي هذا الفلم حكاية لاجئ سوري في بيروت يدعى «سام علي» يعيش في بؤس وشقاء كشأن كل اللاجئين والهاربين من الحروب مما جعله يرتاد المعارض الفنية ليقتات على غنيمة حلويات ومشروبات التدشين والاستقبال... إلى أن ابتسم له الحظ صدفة فالتقى بفنان أمريكي انتشله من الهامش ليدخله إلى عالم الشهرة والأضواء بعد أن ساعده في السفر إلى أوروبا. وكان قيام بطل الفلم بنقش تأشيرة «شينغن» على ظهره بعد هربه من وطنه سوريا سببا في جعله مطلوبا في المعارض والفضاءات الثقافية لعرض ظهره كلوحة يشاهدها الناس! فهل سينسي «الرجل الذي باع ظهره» حبيبته وهو الذي كان حلمه الحصول على تأشيرة «شينغن» أملا في اللحاق بها إلى باريس ؟
دورة ناجحة لمهرجان «البندقية السينمائي الدولي»: السينما تنتصر على الكورونا
- بقلم ليلى بورقعة
- 10:03 18/09/2020
- 737 عدد المشاهدات
توّجهت الأنظار واشرأبت الأعناق نحو مهرجان البندقية السينمائي الدولي بعد أن اختار هذا المهرجان العريق والشهير تأجيل