وزير الشؤون الثقافية وليد الزيدي يكشف عن ملامح برنامجه: الاستثمار في الطفل هو الأساس... فماذا عن بقية القطاعات في اعتبارات الوزير ؟

رغم الاعتراض والاحتجاج على استخفاف الحكومة بوزارة الشؤون الثقافية والحال أنها تستحق مرتبة وزارة السيادة،

نجحت حكومة المشيشي في المرور من طور الاقتراحات إلى مرحلة تقلد المسؤوليات رسميا. وبذلك جلس الوزير وليد الزيدي على كرسي وزارة الشؤون الثقافية وسط عدم رضا الكثير من الفنانين على هذه التسمية وتشكيك العديد من المثقفين في قدرة الوزير الجديد على قيادة الوزارة نحو برّ الأمان.
إن تسلّم لوزير الجديد مهامه وينتظر الكل كيف سيكون أداؤه وهل سيقدر حقا على تسيير وزارة الشؤون الثقافية وهي الغارقة في الإشكالات والأزمات والمتخبطة في بحر من الديون والمستحقات؟
رسالة مباشرة إلى المثقفين مدارها الطفل
لم يتأخر الوزير الجديد وليد الزيدي في الإفصاح عن رؤيته في تسيير وزارة الشؤون الثقافية والكشف عن قائمة ترتيب أولوياته التي أولى فيها الطفل الأولوية القصوى.
وقد أماط الوزير الجديد اللثام عن ملامح تصوّره في إدارة مقاليد وزارة الشؤون الثقافية عبر رسالة مباشرة جاءت في شكل فيديو على الصفحة الرسمية للوزارة، قال فيها حرفيا: «من أوكد التوجهات التي وطنّا عليها أنفسنا وراهنا عليها الاستثمار الثقافي في الطفل، لأن للطفل المستقبل وذلك من خلال تنمية الذكاء بالمطالعة، بالإنتاج الفني الذي يسهم فيه الطفل والذي يبلغ إليه رسائل بنّاءة ورسائل إيجابية. إن إنتاج أعمال إبداعية تحصن الطفل من السلوكات المنحلة، تهذّب الذوق وتغذيه وتصفيه وتنمّي الوعي بإسهام المربين والمؤطرين والمجتمع المدني والجمعيات...».
وعن بقية تصوراته ورؤاه في تسيير الوزارة، أضاف دكتور العربية وليد الزيدي بالقول : في برنامجنا استهداف الفئات التي لا يتأتى لها أن تشهد (لم يقل تشاهد) العروض في الفضاءات الثقافية والتربوية، الفئات التي حالت بينها وبين الثقافة الحوائل. هذه الفئات حقّا علينا أن تصل إليها الثقافة وأن نرّكز ثقافة جديدة لفلسفة دور الثقافة في الجهات والمناطق النائية، أن نفعّل دور دُور الثقافة في إنتاج الحس المواطني وتنمية الملكات وخدمة قيم المجتمع المدني بالتماس كل الطرق والآليات».
«رسالتي إلى المثقفين رسالة موجزة مفادها أن لا يفقد المثقف الثقة في سياسات الثقافة في بلده، ببساطة لأن السياسات الثقافية لا نسقطها إسقاطا ولا نلزم بها الناس وهم لها كارهون إنما ستنبع من رؤاها ستصدر عن اختياراتهم... كل مثقف يؤدي رسالة ويضطلع بأمانة، كل فنان يبدع ويفيد من موقعه... كل هؤلاء هم مستشارو الوزير بأفكارهم ورؤاهم بما يدلون به بما يبلغونه بما يسهمون فيه من لجان تفكير ... ولكن يبقى مركز العناية ومدار الاهتمام وقطب الرحى هو الاستثمار في الطفل في ذهنية الطفل ليكون مستقبله أوفق واسلم».
برنامج خصوصي للأطفال تحت إشراف الفنان فيصل بالزين
يبدو أن وزير الشؤون الثقافية وليد زيدي قد انطلق فعلا في تنفيذ إستراتيجيته المرتكزة أساسا على الاستثمار في الطفل. وفي هذا السياق، التقى بالممثل فيصل بالزين «للتباحث حول واقع الساحة الفنية وللنظر في إمكانية الاستعانة بطاقاته الإبداعية في مجال المسرح لإنتاج مجموعة من الأعمال المسرحية الموجّهة للأطفال في كلّ المناطق الداخلية المهمشة». وجاء في بيان عن الوزارة لكشف محاور هذا اللقاء أن الوزير وليد زيدي دعا الممثل فيصل بالزين إلى «المساهمة بما يحمله من تصوّرات متميزة ورؤى ثقافية ومسيرة حافلة بالنجاحات في تأثيث النوادي المسرحية الموجّهة للأطفال وتأطير الورشات الفكرية والتربّصات المهنية بما من شأنه أن يصالح المؤسسات الثقافية بما فيها من دور ثقافة مع الطّفل واليافعين».
وبناء على لقاء الوزير بالفنان فيصل بالزين، من المنتظر أن «ينطلق هذا الممثل في الأيام القادمة في تنفيذ برنامج خصوصي ابداعي موجه للأطفال في مختلف الجهات بعد أن أذن له بذلك وزير الشؤون الثقافية.برنامج سيكون ممثّلا بورشات تمثيلية موجهة للأطفال قصد تشريكهم في الفعل المسرحي وتحفيزهم على الإقبال على المسرح إضافة إلى تنظيم عروض مسرحية بمختلف دور الثقافة بالبلاد».
ولئن أكّد وزير الشؤون الثقافية أن الوزارة ستدعم كلّ المشاريع المسرحية الموجّهة للأطفال، فإن جل المهرجانات والتظاهرات ولاسيما إنتاجات مراكز الفنون الدرامية والركحية على رأسها مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف تسعى كلها في كل برمجة وكل موسم إلى منح الطفل نصيب من العروض والفرجة. فهل أتى الوزير بالجديد؟ إن الاستثمار في الطفولة ليس فقط من مشمولات وزارة الشؤون الثقافية بل هو من أولويات وزارة التربية التي عليها دعم النوادي الثقافية وتدريس المواد الفنية في كل المدارس والجهات والقرى النائية... إن الاستثمار الثقافي في الطفولة هو حقا عماد المجتمعات المتقدمة ولكل ماذا عن الاستثمار الاقتصادي في الثقافة وماذا عن احتياجات بقية القطاعات من فنون وتراث في اعتبارات سيادة الوزير؟

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115