النقابة الوطنية المستقلة لمحترفي مهن الفنون الدرامية تحتج: أي نصيب ومصير للعروض المسرحية في المهرجانات الصيفية ؟

لئن كان المسرح «أبو الفنون» وكنه المعنى والحياة، فإن هذا الفن الجميل - العميق كثيرا ما يقع تغييبه عن أركاح المهرجانات

الصيفية لصالح عروض تدّعي ممارسة المسرح وتتشدّق بأنها الأقدر والأفضل لملء المدارج واستمالة الجمهور... وأمام هذه المعادلة المخجلة يشقى المسرحيون في الدفاع عن الفن الرابع بمفهومه الحقيقي وعن أبجدياته الأساسية ورسائله الجادة أمام آذان صمّاء وأفواه خرساء في غالب الأحيان !
حول البرمجة الصيفية للعروض المسرحية المدعومة، أصدرت -في الساعات الأخيرة- النقابة الوطنية المستقلة لمحترفي مهن الفنون الدرامية بيانا تدعو فيه وزارة الشؤون الثقافية إلى الالتزام بتعهداتها السابقة تجاه الفنانين المسرحيين.

تعليق المهرجانات يعصف بالمسرح
في الوقت الذي يحتل فيه المنتسبون إلى المسرح أو العابثون بالفن الرابع مسارح المهرجانات الصيفية، يجد المسرحيون أنفسهم خارج الركح وهم الذين يكافحون في كل فصول السنة وفي كل سنوات العمر من أجل خشبة راقية ذات قيمة وذات جمالية ... وفي هذا السياق توّجهت النقابة الوطنية المستقلة لمحترفي مهن الفنون الدرامية إلى الرأي العام الثقافي والمسرحي ببيان عبّرت فيه عن «الرفض التام لمبدإ إسناد 4 عروض فقط المخصصة للبرمجة الصيفية والعودة إلى الاتفاقات و الوعود المبرمة مع النقابة الوطنية المستقلة لمحترفي مهن الفنون الدرامية وذلك بضم العروض الملغاة خلال السداسي الأول لسنة 2020 والتي لا تقل بدورها عن 04 عروض ليصبح العدد الجملي 08 عروض على اقل تقدير، مع تحديد أجال الخلاص بـ 21 يوما على أقصى تقدير من تاريخ تقديم الفواتير إلى إدارة المسرح كما جرت العادة سابقا».

كما أوضحت النقابة رفضها بأن «تكون هذه العروض مرتبطة ومتلازمة بالمهرجانات الصيفية المهددة بالإلغاء ومنها ما ألغي فعليا (سوسة ، الكاف، بن عروس ، قابس، و العدد مرشح للزيادة ...) وتقترح أن تنظم هذه العروض بالشراكة و التنسيق مع دور الثقافة (تنظيم سهرات مسرحية خاصة بالعروض المدعومة للكهول) والمكتبات الجهوية (تنظيم عروض صباحية خاصة بالعروض المدعومة للاطفال ) مع إمكانية تشريك الفضاءات الثقافية الخاصة في عملية التوزيع وإقامة السهرات المسرحية إلى جانب مراكز الفنون الدرامية والركحية المتواجدة في كل ولايات الجمهورية».

احتجاج أمام الوزارة الاثنين القادم
بالحب والتعب والعرق يروي المسرحيون ضمأ الخشبة لتزهر جمالا وقضايا ومرجعيات ... إلا أن الكورونا زادت من هموم المسرحيين كما عمّقت أزمة وضعيتهم المهنية والمادية. في هذا الإطار طالبت النقابة الوطنية المستقلة لمحترفي مهن الفنون الدرامية وزارة الشؤون الثقافية بالتسريع في صرف المنحة الظرفية (450 × 3 أشهر) دون مماطلة أو تلكؤ أو تسويف سيما بعد فوات الآجال التي تعهدت بها الوزيرة شيراز العتيري.

ودعت النقابة إلى تفعيل الاتفاقية الممضاة زمن الوزير السابق مع الإدارة العامة التلفزة التونسية والتي بمقتضاها تتكفل الوزارة بتسجيل جميع المسرحيات المطروحة للتوزيع و بثها على القناة الوطنية 2 في صورة تأزم الوضع جراء جائحة الكورونا وانعدام إمكانية إقامة عروض حية مع التعهد بخلاص الهياكل خلاصا مجزيا ومن ورائهم الفنانين المشاركين في هذه الأعمال.

كما عبّرت النقابة عن «استنكارها تحويل مبدأ التعددية النقابية كممارسة ديمقراطية إلى آلية لزرع الفتنة والعمل بسياسة «فرّق تسد» والتعامل الجدي مع النقابة الوطنية لمحترفي مهن الفنون الدرامية كممثل شرعي والأكثر تمثيليّة للمسرحيين ( 10 مكاتب جهوية و12 في طور التأسيس).
في ختام بيانها أعلنت النقابة الوطنية المستقلة لمحترفي مهن الفنون الدرامية عن الدخول في سلسلة من التحركات النضالية بتنظيم تجمعات احتجاجية أمام وزارة الشؤون الثقافية ومقرات المندوبيات الجهوية يوم الاثنين 17 أوت على الساعة 10 صباحا داعية كافة منخرطيها ومكاتبها الجهوية وجميع المسرحيين إلى مزيد التمسّك بحقوقهم المشروعة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115