تحت شعار «المحرس متحف في الهواء الطلق»: مهرجان المحرس الدولي للفنون التشكيلية يرسم الحياة رغم الكورونا

ثلاثون عاما وأكثر، ظل مهرجان المحرس الدولي للفنون التشكيلية يجمع صدفات الفن من بحور كل الثقافات ويزين بها شاطىء

مدينة حالمة وآسرة تستوقف أنظار المارين والعابرين لجمال منحوتات وتماثيل جادت بها قريحة فنانين من شتى دول العالم. أكثر من ثلاثة عقود وهذا المهرجان العريق يراكم الخبرات والتجارب ويقاوم الصعوبات و التعطيلات ويستقطب الاهتمام والأضواء... وحتى في زمن الكورونا أبى المهرجان التخلف عن موعده السنوي والتغيّب عن جمهوره الكبير وضيوفه الأوفياء ...
رفضا للاحتجاب أو الإلغاء، وإصرارا على نشر الفن في شوراع مدينة المحرس، تنتظم الدورة 33 من مهرجان المحرس الدولي للفنون التشكيلية خلال الفترة الممتدة من 10أوت إلى غاية 20أوت 2020.
خصوصيّة مهرجان وتفرّد الاسم والموقع
يتربّع مهرجان المحرس الدولي للفنون التشكيلية على عرش المهرجانات المتفردة التي نحتت لنفسها خصوصية ومكانة خاصة لا تشبه غيرها ... وذلك بفضل مؤسسيه الراحلين عنّا والباقون هنا يدافعون عن استمرار المهرجان ويرفضون إلقاء المنديل رغم العثرات والصعاب.
إن اعتاد مهرجان المحرس الدولي للفنون التشكيلية على فتح أبوابه لاستقبال عشرات الفنانين من مختلف أصقاع العالم، فإن الدورة 33 وجدت نفسها مجبرة بسبب الوضع الصحي الاستثنائي على الاكتفاء بمشاركة الفنانين التشكيلين التونسيين و الفنانين الأجانب المقيمين في تونس على غرار علي رضا سعيد وNaoko Kimura وManling Chen و سارة بن عيسى وعلي الزنايدي و طاهر عويدة وعبد الحفيظ التليلي وغادة بالعابد ونجيب بوصباح ولطفي قلفاط وعبد الحميد الثابوتي و محمد بن عياد وأشرف عبد الباقي وماهر العروسي وماهر الطرابلسي ووسيم شوكو وعلي البرقاوي ووليد الزواري ويونس العجمي وعبد المجيد بن مسعود وهدى الخراط وسناء العفاس وفوزية ضيف الله ومحمد سحنون وأسامة سلامة وعمر الهيوي وبلحسن الكشو وهناء كريشان وآية الرقيق وليلى بوطبة وسلمى ناجي ونجاح لجنف و ضحى بن نصيرة وحاتم تراب ولطفي الرمضاني وحبيب زوينخ وسمير بن قويعة وألفة جمعة و أكرم توجاني و وانصاف الغربي وليد زروق وسمير بن قويعة وعبد الجواد النصراوي وعبد اللطيف رمضاني وحمدي المالكي...
وتكرّم الدورة 33 من مهرجان المحرس الدولي للفنون التشكيلية الفنان الراحل عمار علالوش من الجزائر والراحل عمران بشنة من ليبيا.
ولن يقتصر مهرجان المحرس الدولي للفنون التشكيلية على الاحتفاء بفن الريشة والألوان والنحت ... بل سيحتفي ببقية الفنون ضمن برمجة من العروض الثّقافيّة والفنّية الّتي تكرس الانفتاح على المحيط وتنشيط المدينة. وتهتم الدورة 33 على وجه الخصوص ببث الحركية والحيوية في الشارع الذي افتقد للحياة والنشاط كثيرا بسبب عزلة الكورونا.
وتعريفا مدينة المحرس التاريخ والحضارة والتراث المادي واللامادي ينظم المهرجان رحلة بحرية إلى معلم يونقة الأثري وعروض لطبال قرقنة وزيارة لشاطئ الشفار... وعديد الفقرات الخارجية التي من شأنها أن تكون مصدر إلهام للفنانين والمبدعين.
إبداعات من الفن ومنابر من الفكر
تتحوّل مدينة المحرس المبتسمة لبحر خجول في كل صباح إلى مرسم مفتوح في كل صيف وقد انتشرت في أركانها وفضاءاتها ورشات مهرجان المحرس الدولي للفنون التشكيلية. وتستقطب هذه الورشات مواهب كل الأجيال وهي التي تتوزع على ورشات للأطفال وورشات لليافعين وورشات الفنانين بالإضافة إلى ورشة الترميم و وصيانة الأعمال الموجودة في «حديقة الفنون» على شاطئ مدينة المحرس .
ما بين ورشات الرســـم والنحت والجداريات والصيانة والترميم... لا يغفل مهرجان المحرس الدولي للفنون التشكيلية الجانب الفكري والعلمي للفن التشكيلي حيث أصبحت المنابر الفكرية ركنا ثابتا في فقراته ومحطاته... وستكون مداخلات منابر الدورة 33 للمهرجان بإمضاء كل من حمدي المالكي ويسرى زغدان وخليل قويعة ونزار تريشلي ونزار المؤخر وصادق الطويل وجيهان الخالدي.
وعن تقليد المنابر في مهرجان محرس الدولي للفنون التشكيلية وأهدافها وأبعادها... يقول منسق المنابر الدكتور محمد بن حمودة: «أصبح من الدارج اعتبار الندوة أفضل صيغة لتنظيم نشاط فكري يجمع بين الجماهيرية والتخصص، إذ للمذكورة مزية الجمع بين التخصص الذي يتجنب العموميات وبين القدرة على التأليف بين جهود الباحثين بخصوص الموضوع الواحد .ولكن ، تبين لهيئة المهرجان ، بعد تقويم عمل سنين متوالية من إنجاز الندوات المختصة، أن هذه الصيغة تتلاءم بالخصوص مع جمهور مختص و أقرب منه للأكاديمية . حتى في مثل هذا السياق ، فلعل من شأن فرط التمسك بخصوصية الموضوع المطروح و الحرص على الجمع بين إسهامات مختلف الأطراف المشاركة أن يحجب على الجمهور العريض الغاية القصوى التي لأجلها يطرح الفكر على الناس مسائله ورهاناته . إذ كثيرا ما تؤدي صيغة النـدوة إلى التشظـي المناقض لكل صيغ الواحدة و الشـــــمولية. لهذا فكرنا في بعث ما أسميناه » منابر مهرجان المحرس للفنون التشكيلية« ، وقد قصدنا من ذلك أن نؤسس سياقا يسمح للفكرة الواحدة و للمشروع الواحد أن يجد مساحة زمنية كافية وإطارا ملائما يتم ضمنه طرح المسائل، لا انطلاقا من مسائل عامة و مجردة ( و نحن لا نبخس هذا الجانـب قدره )، و لكن انطلاقا من مسيرة حياة يشخصها ضيف المنبر بوصفه باحثا خصص حياته ، أو جزءا كبيرا منها، لسبر معالم حقل من حقـول المعرفة الواسعة و الطريفة» من رسم ونحت وشعر وموسيقى ورقص تلتقي كل الفنون على ضفاف مهرجان المحرس الدولي للفنون التشكيلية، كما تتجاور على شاطئه منحوتات ولوحات أبدعتها جنسيات مختلفة و مدارس فنية متنوعة. وكم تحتاج مدينة المحرس الجميلة أو المحرس عاصمة الفن التشكيلي إلى جرعة فرح وأمل وفن «كي لا تقتلنا الحقيقة!».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115