على الحقيقة المرّة بأن العنصرية لم تمت في بلادنا وأن الادعاء الباطل بانتهاء الميز العنصري ليس سوى كذبة كبرى تصطدم على صخرة الواقع والممارسات اليومية.
ولئن سبقت تونس العالم في إلغاء العبودية منذ سنة 1846، فإن الرئيس الأمريكي أبراهام لينكولن الملقب بمحرّر العبيد قد ألغى الرق عام 1863. كما حكم أمريكا بارك أوباما، وهو أول رئيس من أصحاب البشرة السوداء يسكن البيت الأبيض من 2009 إلى غاية 2017. ولكن يبدو أن أمريكا التي تحتفظ بتمثال أبراهام لينكولن حادت عن طريق مناهضة التمييز العنصري...
أكثر من 300 ممثلا ومخرجا من أصحاب البشرة السوداء من بينهم إدريس إلبا وكوين لطيفة وبيلي بورتر وفيولا ديفيز وتشادويك بوزمان... طالبوا في الساعات الأخيرة هوليوود بالتوقف عن تمويل أفلام عن الشرطة ونادوا بالاستثمار في المحتوى المناهض للعنصرية.
مطالبة بالقطع مع «إرث سيادة البيض»
لم تخمد نار الغضب ولم تهدأ عاصفة التنديد بجريمة قتل المواطن الأميركي أسود البشرة جورج فلويد على يد الشرطة بعنف ووحشية. وبعد أن انضم عدد كبير من الفنانين إلى التظاهرات في الشوارع والتحركات عبر مواقع التواصل الاجتماعي المنددة بالعنصرية، طالب أكثر من 300 فنانا من أصحاب البشرة السمراء إمبراطورية صناعة السينما العالمية
«هوليود» بالتوقف عن تمويل أفلام تغذّي عنف الشرطة وأن لا تستثمر في المحتوى المتواطئ مع العنصرية.
وفي رسالة مفتوحة، هاجمت مجموعة «هوليوود من أجل حياة السود» ما وصفته بـ «إرث سيادة البيض» في صناعة السينما معتبرة أن هوليوود «تشجع ظاهرة عنف الشرطة والثقافة المناهضة للسود».
ومن بين المطالب المحددة في الرسالة إلغاء تشغيل ضباط شرطة في مواقع التصوير والضغط على سلطات مدينة لوس أنجلس لتقليص ميزانية الشرطة. وكذلك مطالبة استوديوهات التصوير بتوظيف عدد أكبر من السود ومنحهم صلاحيات تنفيذية وأخرى تتعلق بوضع الميزانية والموافقة على الأعمال.
وجاء في الرسالة التي تم نشرها يوم أمس الثلاثاء أنه «حان الوقت كي تعترف هوليوود بدورها وتتحمل مسؤولية إصلاح الضرر وأن تصبح مشاركا إيجابيا في التغيير».
واعتمادا على دراسة نشرتها جامعة كاليفورنيا عن التنوع في هوليوود فإن 27.6 % من المناصب القيادية في صناعة السينما في عام 2019 شغلها ملونون في حين أن 91 % من رؤساء استوديوهات الأفلام هم من البيض.
وقد قضى أصحاب البشرة السمراء من الفنانين زمنا طويلا وعقودا متراكمة من النضال والدفاع عن حقهم في الفن كما في الحياة حتى أصبحوا نجوما يصنعون مجد هوليود ويخطفون جوائز الأوسكار.لكن يبدو أن الطريق نحو المساواة الكاملة والحقيقية لازال بعيدا داخل هوليود وأمريكا وكل العالم.