بسبب عدم خلاص بقية مستحقات «مسلسل 27»: التلفزة التونسية تتبّرأ وتتحفظ ... والمنتجون المنفذون يهدّدون باللجوء إلى القضاء

انتهت حلقات مسلسل «27» الذي تمّ عرضه على شاشة الوطنية 1 في رمضان 2020 ولم ينته الجدل بعد! فبعد حديث طويل

عن المضمون وبعد نقاش مستفيض عن المحتوى ومدى جدية وحرفية هذا العمل الدرامي في تكريم الجيش التونسي وإبراز تضحياته ونضالاته... طفا إلى السطح مجددا ذكر مسلسل «27» للمخرج يسري بوعصيدة بسبب عدم الحصول على بقية المستحقات المالية المتخلدة بذمة التلفزة التونسية. وتبلغ ميزانية هذا العمل 1مليون و700 ألف دينار إضافة إلى مبلغ 850 ألف دينار عن طريق الاستشهار.
منذ النصف الأوّل من شهر رمضان، انتهى بث مسلسل 27 بث في حلقاته الخمس عشرة ولكن إلى اليوم لازال عدد من الفنانين وفريق العمل يطالبون بخلاص مستحقاتهم وسداد أجورهم سيما وأنّ سوق الشغل ضيّق وتقتصر الدراما على العمل الموسمي .
• التلفزة التونسية:
من حقنا إبداء التحفظات
في صرف الأموال العمومية
بعد تنديد أبطال مسلسل 27 على غرار هشام رستم وإكرام عزوز... بتخلف مؤسسة التلفزة التونسية عن تسديد بقية مستحقات جهة الإنتاج المنفذة للمسلسل إلى حد اليوم، عبّرت التلفزة التونسية عن «تفهّمها لأي مطالب مشروعة ولأي حقوق لفناني الأداء وغيرهم والتي بقيت في ذمّة المنتج المنفذ مع جهلها التام والكامل لطبيعتها و تفاصيلها لعدم تعلقها بأي التزامات تخصّ التلفزة التونسية»
وأوضحت التلفزة التونسية في بلاغ أصدرته، أمس، أنها «أوفت من جهتها بالتزاماتها التعاقدية المنصوص عليها بعقد تنفيذ الإنتاج في حدود ما يسمح به حسن التصرف السليم، وأنه محمول عليها ومن واجبها أيضا باعتبار تصرفها في أموال عمومية إبداء التحفظات التي ينصّ عليها العق وترتيب الآثار القانونية و التعاقدية المستوجبة حفظا لحقوقها، والتي تم تبليغها للمنتج المنفذ مع دعوته للتسريع بالإيفاء بها حفظا لمصالح كل الأطراف المتدخلة في العمل.»
كما أكدت «أن التحفظات الجوهرية التي تنتظر ردا جدّيا وسريعا من المنتج المنفذ و المبلغة إليه رسميّا راعت في توقيتها وفي شروط رفعها مصلحة فناني الأداء حرصا من التلفزة التونسية على حقوقهم لدى المنتج المنفذ من خلال دعوته عاجلا لاستكمال العمل ورفع التحفظات و مواصلته وتعديل رؤيته الإخراجية في صورة تليق بجيشنا الوطني وتلبي الغاية الأساسية من انتقائه من جملة النصوص المعروضة للتنفيذ».
وشددت التلفزة التونسية على «أن محاولات إدخالها و حشرها في علاقات تعاقدية أو نزاعات أخرى بين المنتج المنفذ و الغير لا يستقيم قانونيا وتعاقديا بصريح الفصل 9 من عقد تنفيذ الإنتاج المسجل بالقباضة المالية الذي ينصّ على أن التلفزة التونسية تعتبر غيرا une tierce personne في أي علاقات تعاقدية يبرمها المنتج المنفذ في إطار تنفيذ الإنتاج موضوع التعاقد أو بمناسبته وفي حل من كل أثر لها أو التزامات مرتبطة بها.
• المنتج المنفذ إكرام عزوز:
مبرّرا ت غير منطقية وسنلجأ إلى القانون
كثيرا ما تلاحق الإشكالات المالية الأعمال الدرامية حتى بعد انقطاع بثها وانتهاء حلقاتها... ويبقى فريق العمل مطالبا بحقوقه المادية شهورا وسنوات حتى أن النقابة الوطنية المستقلة لمحترفي مهن الفنون الدرامية تستعد لمقاضاة شركات الإنتاج الدرامي لأجل خلاص أجور ومستحقات منظوريها في القنوات العمومية والخاصة. وفي هذا السياق يواجه اليوم مسلسل 27 الذي بثته الوطنية الأولى في رمضان 2020 مأزقا ماليا كبيرا.
وقد أكدت الأطراف المنتجة المتمثلة في شركة مرايا للإنتاج لصاحبها إكرام عزوز وشركة يسري بوعصيدة للإنتاج أن سبب هذه الأزمة هو أن « التلفزة الوطنية منتجة العمل، لم تقم بسداد بقية مستحقات المنتجين المنفذين الى حد اليوم، لا من أقساط العقد المتفق عليها أي حوالي 250000 د ولا من عائدات الإشهار التي تم التلاعب فيها بشكل مفضوح وموثق ليذهب القسط الأكبر منها الى مسلسل «قلب الذيب»، وهو ما تسبب في تأخر المنفذين على أداء مستحقات الممثلين التي تنص عقودهم على سدادها شهرا بعد موعد البث، وفي عدم الإيفاء بتعهداتهم تجاه بعض المزودين والمتعاونين...».
في تصريح لـ «المغرب» قال المنتج المنفذ إكرام عزوز : «لقد كنّا غيورين على مصلحة التلفزة التونسية وأوفينا بجميع تعهداتنا تجاهها حتى التي لا يلزمنا بها العقد حتى أننا ركبنا موج الخطر وعرضنا أنفسنا للمرض بالاستجابة إلى طلبها في استكمال التصوير رغم انتشار فيروس الكورونا وفرض الحجر الصحي العام. كما أنجزنا المونتاج في ظرف وجيز جدا بمعدل حلقة في اليوم في حين أن هذه العملية تستوجب أسبوعا على الأقل، حتى لا تبقى المؤسسة الأم بلا مسلسل رمضاني سيما وأنها لم تحصل على حقوق بث مسلسل «قلب الذيب» إلا قبل يوم واحد من انطلاق الموسم الدرامي الرمضاني. ورغم كل تلك التضحيات، ورغم تعهداتنا القانونية الواضحة، فإن التلفزة الوطنية امتنعت بشكل يومي عن سداد مستحقات المنتجين المنفذين عكس ما قامت به مع مسلسل «قلب الذيب» ومسلسل «الحرقة»، وهو ما ورد في بيانها التضليلي بأنها «استوفت تعهداتها بما يسمح به التصرف السليم» ولم تقل حسب ما ينص عليه العقد».
وردا على تعلل التلفزة التونسية بوجود تحفظات جوهرية على مسلسل 27 والدعوة إلى تعديل الرؤية الإخراجية للعمل، قال المنتج المنفذ وأحد أبطال المسلسل إكرام عزوز: «تعرّض مسلسل «27» إلى عمليات تخريب مقصودة وتجاوزات قانونية وإدارية من قبل البعض من التلفزة الوطنية رغم الرمزية الوطنية القوية لموضوع العمل على غرار تغيير موعد البث الذي اتفقنا عليه مع المستشهرين مباشرة بعد الإفطار ليأخذ مكانه فجأة مسلسل «قلب الذيب»! ومن غير المنطقي والمعقول أن تقول التلفزة التونسية اليوم وبعد بث 15 حلقة أن العمل لم يعجبها علما وأنه قانونا لا يمكن لحريف القيام بأي تحفظات بعد استهلاكه التام للمنتوج مهما كان نوعه !
وفي ختام حديثه شدّد المنتج إكرام عزوز أنه لا مجال للتنازل عن المستحقات المادية سواء تم الحصول عليها وديا أو عن طريق رفع كل القضايا اللازمة لاسترداد الحقوق المادية والمعنوية ليكون القضاء هو الفيصل.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115