بعد إلقاء محتويات مكتبه على قارعة الطريق: ما حقيقة إتلاف وثائق الوزير السابق عزالدين باش شاوش؟

كثيرا ما يثير رمي الكتب الحنق والاستنكار لعدم احترام ما جاء فيها من فكر وتفكير وعدم الأخذ بعين الاعتبار لجهد صاحبها

الذي قضى الشهور والسنين في تحبير صفحاتها وجمع أوراقها... في هذا السياق، كانت صور الوثائق المبعثرة والورقات المتناثرة الملقاة على قارعة الطريق والتي تم إخراجها من مكتب وزير الثقافة السابق عزالدين باش شاوش كفيلة بطرح التساؤلات والتنديد بهذه الممارسات ...
ما بين الوصف بـ«الجريمة الخطيرة» والدعوة إلى محاسبة المسؤولين، لم تمر حادثة رمي وثائق تعود لعالم الآثار عز الدين باش شاوش مرور الكرام بل كانت مدعاة للشجب والإدانة.

• المعهد الوطني للتراث:
لم يتم إعلام عزالدين باش شاوش مسبقا
في مرمى الريح وعبث الأيدي، تم إلقاء وثائق وخرائط وصور قديمة... تعود ملكيتها إلى وزير الثقافة السابق والباحث في التاريخ الروماني عز الدين باش شاوش والتي توجد في مقر مكتبه المجاور لبيت الحكمة. وأمام التداول السريع لهذه الصور مرفوقة بعبارات الاستياء والاستنكار، أصدر المعهد الوطني للتراث يوم الأحد 31 ماي 2020 بلاغا أوضح فيه « أنه لم يتم إعلام المعهد أو الأستاذ باش شاوش بالعملية مسبقا».
وأضاف المعهد الوطني للتراث في بلاغه :» أنه تم بصفة فورية التنسيق مع بلدية قرطاج التي تولت مصالحها تجميع الوثائق والكتب التي تم التخلص منها. وتم بسرعة حفظ ما أمكن إنقاذه وسيقع جردها بالتنسيق مع فريق من محافظة موقع قرطاج الراجعة بالنظر للمعهد الوطني للتراث وأحباء وتلامذة الأستاذ عزالدين باش شاوش.

• بيت الحكمة:
كتب ممزقة وأوراق خالية من القيمة العلمية
أمام أصابع الاتهام الموّجهة إلى المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون «بيت الحكمة» باعتباره المسؤول عن إلقاء محتويات مكتب المدير العام السابق للمعهد الوطني للتراث عز الدين باش شاوش، توّجه بيت الحكمة بدوره يوم أمس إلى الرأي العام بتوضيح جاء فيه : «على إثر ما تمّ تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي من أخبار مفادها إتلاف بعض وثائق الأستاذ عز الدين باش شاوش، يهمّ المجمع التونسي «بيت الحكمة» توضيح «أن السيّد عز الدين باش شاوش أهدى مكتبته الثمينة للمجمع سنة 2017 وهي محفوظة ومؤمّنة بأحد فضاءات مكتبة بيت الحكمة بعد أن وقع ترتيبها بالاعتماد على نظام التصنيف المتّبع بالمكتبات العالمية بما في ذلك تحديد الأقسام الرئيسية وطبع الرموز الخاصة بهذه الكتب».
وأكد بيت الحكمة أن «الوثائق الشخصية للسيّد عز الدين باش شاوش حملها معه منذ سنة 2017 بعد عملية فرز دامت أشهرا». كما أضاف أن « ما بقي من وثائق خاصة بالسيد عز الدين باش شاوش تمّ تجميعها قصد إرسالها إلى الأرشيف الوطني حسب القوانين والتراتيب الجاري بها العمل».
وختم المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون بلاغه بالتأكيد « إنّ ما نشر بمواقع التواصل الاجتماعي لا يتعدّى كونه أغلفة كتب ممزّقة وأوراق خالية من أية قيمة علمية».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115