وأن يلتقي «برينقا» المفتول العضلات والضخم البنية و»ماهر» المُقعد عن الحركة وخائر القوى في عراك شرس في مسلسل «نوبة» فلا يمكن إلا أن يكون مشهدا من الإبداع !
في خلوة من ظلام المكان وحلكة القلوب وفي معركة من أجل الفوز بقلب امرأة والثأر لحب ضائع، كانت المواجهة بين «برينقا» و»ماهر» دون وجود ثالث لهما يفض النزاع أو يوقف لحظات الانفجار.
بكل جبروت وشدّة بأس وبطش أمسك «برينقا» (الشاذلي العرفاوي) بماهر (بلال البريكي) الذي لا حول ولا قوّة له ولا نصير سوى كرسيه المتحرك لينّكل بضعفه وعجزه ويذيقه ألوانا من العنف الجسدي والنفسي... في المقابل لم يكن سلاح ماهر سوى حب نبيل وقلب كبير عشق «حبيبة» بمنتهى الشهامة والتضحية !
في صورة الأسد الهائج والموج الهادر لعب الشاذلي العرفاوي الدور وأبدع فيه، وفي صورة الضحية الضعيفة والمسكينة أقنع المتفرج بلال البريكي... فنجح الاثنان في اللّعب بأعصابنا وانفعالاتنا والعزف على أوتار شعورنا المتداخلة بين عطف وغضب، شفقة وسخط ، كره وحب... كما كان الامتياز للمخرج عبد الحميد بوشناق في تصوير هذا المشهد بالغ التأثير والتعبير والذي أرانا الوجه القبيح للمدينة العتيقة التي يمكن أن تتحوّل أزقتها التي عشقناها نهارا إلي حلبة رعب وعربدة ليلا !