بورصة رمضان • في صعود: مهذب الرميلي (نوبة2): رشاقة القفز بين العقل والجنون

على ركح المسرح عرفناه فنانا هادئا وثائرا، هادرا وساكنا، حائرا وحاسما... فإذا به «المهذّب» الذي يمسك بين أصابعه رمال من الثورة والجنون، النزق والعبث...

هو»مهذب الرميلي» الفنّان الذي نحت اسمه من رمل ونار وكتب سيرته بحبر من العشق والعرق. في الموسم الرمضاني الفارط ، كان مهذّب الرميلي من أبطال مسلسل «نوبة» الذين أداروا الرقاب وشدوا الانتباه والاهتمام بفضل تقمصه البارع لدور الكوميسار فتحي. وفي «نوبة 2» لرمضان 2020، لم يأب المخرج عبد الحميد بوشناق التفريط في هذه الموهبة وهذه الورقة الرابحة في رفع أسهم المسلسل في عيون المشاهدين. وفي مشهد رائع ومؤثر وقوّي اختار «فتحي» أن يضع حدّا لحياته بعد أن انتحرت أحلامه وآماله وبعد أن خسر كلّ عائلته دفعة واحدة في حادثة مأساوية ! وبعد أن أوقف أنفاسنا وأصابنا بالخيبة والحسرة بسبب انتحار «فتحي» وبالتالي خروج الممثل مهذب الرميلي من المسلسل، كان مخرج «نوبة 2» رحيما بنا ومشفقا علينا. فأعاد «فتحي» إلى الحياة بعد محاولة انتحار فاشلة. فكانت حياة معلّقة بين العقل والجنون يعيشها الكوميسار فتحي في مستشفى الأمراض العقلية. ومن هناك، استسلم الممثل مهذب الرميلي مقود اللعبة ليسير بنا في رحلة صعبة، وعرة المسالك، مظلمة الممرات... هي رحلة في أغوار النفس البشرية بكل عقدها وخوفها وهلعها ورفضها للموت والفراق وهربها من حياة بلا طعم ولا روح ! 

بمنتهى الفنّ والذوق، لبس مهذب الرميلي الدور المعقّد وتقمّص الشخصية الملتبس... فلم نكن فقط أمام فنان يجيد التمثيل ويبدع التجسيد بل كنّا أمام جسد ينطق صدقا ووجه ينزف وجعا ينسينا طيلة المشهد أننا أمام دراما لا أكثر !

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115