بعد أن تنبأ بزوالها واستعادة فلسطين: «النهاية» مسلسل مصري يُزعج إسرائيل!

لا يتوّقف عدوان الكيان الصهيوني الغاشم عند حدود تضييق الخناق على الفلسطينيين في الشوارع والحياة بل يمتد إلى محاولة فرض السيطرة والرقابة

على الفنّ وأشكال التعبير. وباعتبار ما تملكه الدراما التلفزية من قوّة تأثير، فقد ارتعدت فرائص إسرائيل غضبا وانزعاجا بسبب توّقع المسلسل المصري «النهاية» نهاية احتلال فلسطين وتحرير القدس بعد مائة عام من الآن!
من المسلسلات التي استقطبت الاهتمام والأنظار في خارطة دراما 2020، يأتي مسلسل «النهاية» في قائمة هذه الأعمال بفضل تحقيقه لنسب مشاهدة عالية ولأنه أزعج إسرائيل !

«النهاية»خيال علمي يهزم إسرائيل
في موسم درامي استثنائي، حاولت المسلسلات المصرية النجاة بنفسها وجمهورها من تهديد تأجيل التصوير بسبب لعنة فيروس كورونا. وكان النجاح حليفها في النهاية في تقديم باقة متنوّعة من الأعمال تتراوح بين الاجتماعي والكوميدي والأكشن والخيال العلمي...
وبالرغم من أن دراما هذا العام في مصر سجلت عودة النجوم الكبار إلى تصدّر شاشات البطولة على غرار ظهور النجم عادل إمام في مسلسل «فلانتينو» ولقاء النجمتين نادية الجندي ونبيلة عبيد في مسلسل «سكر زيادة» .... فإن مسلسل «الإختيار» الذي يروي بطولات الجيش المصري انطلاقا من أحداث واقعية ومسلسل «النهاية» الذي يندرج في سياق الخيال العلمي قد تصدرا نسب المشاهدة واحتلا اهتمام جمهور الشاشة الصغيرة في العالم العربي.

بعد أن غاب عن الدراما الرمضانية لموسمين على التوالي حيث كان آخر ظهور له في مسلسل «كفر دلهاب»، عاد الفنان المصري يوسف الشريف هذا الموسم في لون مختلف ودور مغاير في مسلسل «النهاية» الذي يلامس سقف الخيال العلمي. ولا يلعب يوسف الشريق فقط بطولة «النهاية» بل كان هو صاحب فكرة هذا المسلسل في حين كان السيناريو والحوار بقلم عمرو سمير عاطف وجاء إخراج المسلسل بإمضاء ياسر سامى. وإن تدور أحداث هذا المسلسل في القدس، فإنّه عملية التصوير الخارجي كانت في الأردن ومصر... ويتخذ مسلسل «النهاية» من سيطرة التكنولوجيا على حياة الإنسان نواة أساسية تتفرع منها أحداث التشويق والإثارة. ويجسد البطل يوسف الشريف شخصيتين في هذا العمل، الأولى شخصية مهندس مختص في التكنولوجيا والثانية شخصية روبوت مستنسخ عنه !

الدراما وهاجس القضية الفلسطينية
بالرغم من أنّه عمل درامي يسرد أحداث من خيال المؤلف تستشرف الحياة بعد 100 عام من الآن، فإن مسلسل «النهاية» أدار الرقاب واستحوذ على الاهتمام ليس فقط لأنّه حقّق نسب مشاهدة عالية بل لأنه استفز إسرائيل ودفع وزارة خارجيتها إلى إصدار بيان تصف فيه محتوى المسلسل بأنّه «مؤسف وغير مقبول على الإطلاق، خاصة بين دولتين أبرمتا اتفاقية سلام منذ 41 عاما».

وقد استفز الكيان الصهيوني مشهد مدرس تاريخ يسرد على أسماع التلاميذ حرب تحرير القدس وكيف أنّ العرب نجحوا في القضاء على إسرائيل واستعادة فلسطين.

في المقابل، علّق مؤلف «النهاية» عمرو سمير عاطف في تصريح إعلامي على الهجوم الإسرائيلي بالقول «نحن كعرب لدينا موقف رافض لاحتلال الأراضي الفلسطينية، وليس معنى أنّ أحداث المسلسل تدور في المستقبل أن تكون منفصلة عن قضايانا التي نؤمن بها جميعاً»... وأكدّ أنّه «كفنان غير معني بما تنشره الصحافة الإسرائيلية وخارجيتها، كما أنّه يرفض الربط بين وجود اتفاقية سلام بين مصر وإسرائيل، وبين الأفكار التي يتناولها المسلسل».

ومن جهته صرّح مخرج العمل ياسر سامي بأنّ «صنّاع المسلسل يؤمنون بأن فلسطين أرض عربية إسلامية محتلة، وتحريرها حلم عربي يؤمن به الجميع».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115