مثل قطرات العين والأنف أوالأذن، أورشاش الحلق، فينتج عنها تسرب جزء من الدواء في حلق المريض، فيحتار هل يؤخر تناول الدواء إلى الليل، ويخالف بذلك تعليمات الطبيب، بل ربما تتفاقم حالته من جراء هذا التأخير (كما هو الحال بالنسبة لأزمة الربو التي تتطلب علاجا فوريا)، أم يفطر وهو الذي يقوى على الصيام ولا يشق عليه، ناهيك عن بعض التقنيات الجديدة التي تستعمل في علاج المرضى وإجراء التحاليل والكشوفات لهم، وهذه مجموعة من الفتاوى التي تجلي حقيقة الشرع في مثل هذه النوازل:
• الإبر:
هل جميع أنواع الإبر التي قد يضطر المريض إلى أخذها نهار رمضان مفطرة؟
الإبر التي تؤخذ كدواء وعلاج؛ سواء كان الأخذ في الوريد، أو في العضل، أو تحت الجلد فلا تصل إلى المعدة، ولا تغذي، لا تفطر الصائم، إنما هناك نوع من الإبر يصل بالغذاء مصفى إلى الجسم، كإبر الجلوكوز، فهي تصل بالغذاء إلى الدم مباشرة، فهذه قد اختلف فيها علماء العصر. حيث إن السلف لم يعرفوا هذه الأنواع من العلاجات والأدوية، ولم يرد عنهم شيء في هذا الأمر، فهذا أمر مستحدث، لكن الأحوط على كل حال أن يمتنع المسلم عن هذه الإبر في نهار رمضان، فعنده متسع لأخذها بعد الغروب. وإن كان مريضًا فقد أباح الله له الفطر، فإن هذه الإبر وإن لم تكن تغذي بالفعل، تغذية الطعام والشراب، وإن لم يشعر الإنسان بعدها بزوال الجوع والعطش كالأكل والشرب المباشرين، فهو على الأقل يشعر بنوع من الانتعاش، بزوال التعب الذي يزاوله ويعانيه الصائم عادة، وقد أراد الله من الصيام أن يشعر الإنسان بالجوع والعطش، ليعرف مقدار نعمة الله عليه، وليحس بآلام المتألمين وبجوع الجائعين وبؤس البائسين .. فيخشى إذا فتح الباب لهذه الإبر أن يذهب بعض القادرين الأثرياء فيتناول هذه الإبر بالنهار لتعطيهم نوعًا من القوة وقدرًا من الانتعاش؛ لكي لا يحسوا كثيرًا بألم الجوع وبألم الصيام في نهار رمضان، فالأولى أن يؤجلها الصائم إلى ما بعد الإفطار.
• الحقنة الشرجية:
ما حكم الحقنة الشرجية التي يحقن بها المريض وهو صائم؟
الحقنة الشرجية التي يحتقن بها المريض ضد الإمساك اختلف فيها أهل العلم، فذهب بعضهم إلى أنها مفطرة بناء على كل ما يصل إلى الجوف فهو مفطر، وقال بعضهم إنها ليست مفطرة، والأفضل أن ينظر إلى رأي الأطباء في ذلك، فإذا قالوا إن هذه كالأكل والشرب وجب إلحاقه به وصار مفطرا، وإذا قالوا إنه لا يعطي الجسم ما يعطي الأكل والشرب فإنه لا يكون مفطرا.
يتبع