لاستغلال الفرص وانتهاز الظرف الحرج. وفي زمن «الكورونا»، لم تكن المتاحف في مأمن من تسلل السارق إلى أجنحتها وعبث النشّال بكنوزها ... إذ أعلن متحف «سينغر لارين» في هولندا عن سرقة لوحة أصلية للفنان الشهير «فان غوخ» بالرغم من غلقه بسبب تفشي فيروس الكورونا. وهو ما يطرح التساؤل حول مستوى الحيطة و الحذر في تأمين متاحفنا وتكثيف الحراسة لمعالمنا التاريخية ومواقعنا الأثرية؟
أمام التزام الناس في مختلف عواصم العالم بالحجر الصحي توقيا من وباء الكورونا، لم يتوانى لصوص الأعمال الفنية عن اقتحام المتحف الهولندى الواقع على مسافة 30 كيلومترا جنوب شرق العاصمة أمستردام، وكسر زجاج بابه الأمامي من أجل سرقة لوحة ثمينة لفان غوخ، يسعى كثيرون إلى امتلاكها ولو عن طريق الاستيلاء والتهريب والسوق السوداء !
لوحة فان غوخ المسروقة تساوي 6 ملايين يورو
كثيرا ما أسالت أعمال الفنان الهولندي الشهير فان غوخ لعاب المتاحف وأسواق الفن، وغالبا ما تصنّف لوحاته بأنها الأكبر سعرا والأكثر طلبا. وكثيرا ما تغري أعمال الفنان الهولندي التي تحقق أرقاما قياسية في المبيعات اللصوص بركوب الخطر لسرقتها أو محاولة الاستيلاء عليها على غرار سرقة لوحته الشهيرة «زهرة الخشخاش». وفي زمن الكورونا، استغلت مافيا اللوحات الفنية الوضع الصحي الخطير وقامت باقتحام متحف «سنجر لارين» الهولندى على الساعة الثالثة فجرا في نهاية شهر مارس وقامت بسرقة لوحة «حديقة دير نونن فى الربيع» للرسام فان جوخ تعود إلى عام 1884 . وتبلغ قيمة اللوحة تبلغ قيمتها 6 ملايين يورو.
وخلّفت حادثة سرقة لوحة فان غوخ استياء عشاق الفن التشكيلي وأحباء فان غوخ، ذلك الفنان الذي رسم بعقل على تخوم الجنون ، وقطع أذنه اليسرى ليهديها إلى بائعة هوى، وأنهى حياته منتحرا بمسدس ورصاص...
وقد انتعشت سرقة الأعمال الفنية بعد اللخبطة التي عرفها العالم بسبب الكورونا، حيث تمت سرقة ثلاث لوحات فنية من جامعة أكسفورد، بداية شهر مارس المنقضي. وتصوّر اللوحة الأولى «الساحل الصخرى وجنود يدرسون خطة» للفنان سلفاتور روزا رسمها عام 1640، واللوحة الثانية تحمل صورة «صبى يشرب» للفنان أنيبالى كاراتشى رسمها 1580، أما اللوحة الثالثة فتصور جندي على ظهر الخيل للفنان فان ديك رسمها عام 1616. وقد نقلت مصادر إعلامية عن خبراء وتجار الفن في لندن، إلى أن هذه السرقة غير عادية واللوحات الثلاثة لا تقدر بثمن إطلاقا.
اقتراح حراسة أمنية للمتاحف والمواقع في تونس
بعد أن تم إعلان الحظر الصحي الشامل، توّجهت النقابات وأصحاب الاختصاص في الآثار بنداء إلى وزارة الشؤون الثقافية والمعهد الوطني للتراث ووكالة إحياء التراث لضبط خطة محكمة لحماية المتاحف والآثار والمعالم... وبدورها كانت وزارة الشؤون الثقافية قد أعلنت أن تعليق العمل بكل المقرات والمؤسسات الثقافية والمتاحف والمواقع الأثرية لا يشمل أعوان الحراسة.
وفي ظل النقص الفادح في عدد الحراس الذين بلغ أكثرهم سنا متقدمة وغلق باب الانتداب لدعم الموارد البشرية على مستوى الحراسة، تمت المطالبة بتسخير قوات خاصة عسكرية أو أمنية لحراسة المتاحف والمواقع الأثرية سيما وأن اغلبها غير مجهزة بالكاميرا وأجهزة الإنذار.
وقد توّجه محافظ التراث توفيق العمري بنداء عاجل للسيدة وزيرة الشؤون الثقافية شيراز العتيري، جاء فيه:»الرجاء الحرص على سلامة مواقعنا الأثرية والمعالم التاريخية والمتاحف في هذه الظروف العصيبة خاصة أمام صعوبة تأمين حراستها بشكل جيد لتعدد الأسباب والظروف منها تقدم سن الحراس وتعدد أمراضهم المزمنة وبعد مقرات سكناهم عن مواقع العمل وربما تصعب عملية التواصل مع محافظي التراث والإدارة مرجع النظر ونظرا لأهمية مخزوننا الأثري والتاريخي المرجو منكم التنسيق مع السيد وزير الدفاع الوطني قصد تكليف قوات الجيش لتأمين هذه المواقع والمتاحف والمعالم من كل المخاطر التي يمكن أن تتهدّده».